استقال وزير الداخلية اللبناني حسن السبع مساء الاحد بعدما أضرم متظاهرون غاضبون النار في مبنى يضم القنصلية الدنماركية في بيروت احتجاجا على نشر صحيفة دنماركية رسوما كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. وكانت العاصمة اللبنانية قد شهدت تظاهرة حاشدة صباح الاحد ضمت بين 10 و15 الف شخص حاولت قوات الأمن اللبنانية تفريقها باطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين والرصاص في الهواء بهدف منع اقتحام القنصلية. وقالت مصادر أمنية إن 18 شخصا على الاقل أصيبوا في هذه الأحداث. ووردت أنباء عن وقوع أضرار في الممتلكات العامة والخاصة بسبب أعمال الشغب التي قام بها المتظاهرون في منطقة الاشرفية حيث مقر القنصلية الدنماركية. وذكرت وكالة أنباء الاسوشيتدبرس أن المظاهرات بدأت سلمية ولكنها اتجهت سريعا للعنف عندما شرع بعض المتشددين الاسلاميين في اقتحام الحواجز الامنية. وقام بعض المحتجين بالقاء الحجارة على قوات الأمن، وإحراق أعلام دنماركية، كما ألقوا حجارة على كنيسة مارونية والحقوا اضرارا بالمحال التجارية وسيارات كانت متوقفة على جوانب الطريق. واثر تصاعد وتيرة الاحتجاجات، حثت الدنمارك مواطنيها على مغادرة البلاد بأسرع وقت ممكن. وقال مراسل بي بي سي في بيروت جيم موير إن بعض المحتجين وعلماء دين سنة شاركوا في المظاهرة إنهم أرادوا لها أن تكون سلمية، وتحدثوا عن بعض المندسين في صفوف المتظاهرين. وأضاف المراسل أن العناصر الأكثر عنفا في الحشد نجحت في تحويل المسيرة السلمية إلى مظاهرة عنيفة. وفي تطورات أخرى اندلعت مظاهرات الأحد في أفغانستان وباكستان احتجاجا على نشر صحيفة دنماركية رسوما كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد (ص)‘في حين اعتقلت السلطات الأردنية تعتقل رئيسي تحرير أعادا نشر الرسوم المسيئة.. كما إيران تستدعي سفيرها لدى الدنمارك. ومن جانبه دعا الجيش الاسلامي في العراق في بيان نشر على الانترنت ولم يتم التأكد من صحته الى العنف ضد المواطنين الذين نشرت بلادهم الرسوم المهينة للنبي محمد، كما دعت جماعة عراقية مسلحة في الرمادي إلى شن هجمات ضد الأهداف الدنماركية وغير المسلمة في العراق. واعلن وزير النقل العراقي عن تجميد العقود مع الدنمارك والنروج وعن الامتناع عن القبول اي مساعدة من هذين البلدين احتجاجا على الرسوم الكاريكاتيرية المهينة للنبي محمد. من جهتها، دعت الدنمارك يوم الاحد القادة العرب والمسلمين الى المساعدة في احتواء ازمة الاحتجاجات التي نتجت عن نشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي محمد. وقال وزير الخارجية الدنماركي ستيج مولر ان "على الجميع ان بفعلوا ما بوسعهم لاحتواء الازمة واعمال العنف والعودة الى الحوار". حزب المحافظين البريطاني يقول إن الشعارات التي أطلقها محتجون ضد الدنمارك في لندن تحض على القتل. من ناحية أخرى، حث وزير الخارجية الالماني فرانك- فالتر شتاينماير الأحد على احترام حرية الصحافة وحرية الدين في آن واحد. وقال الوزير الألماني "يجب أن نحول دون الوصول إلى موقف يعتقد فيه الناس أنه يتحتم علينا الاختيار بين هاتين الحريتين". وفي الوقت ذاته نددت الدانمرك والنرويج بسورية لما وصفتاه بعدم وفائها بالتزاماتها الدولية. وقالت الدولتان إن إخفاق سورية في اتخاذ الإجراءات اللازمة هو الذي سمح بتعرض سفارتي البلدين في دمشق لأعمال العنف، ووصفتا ذلك الإخفاق بأنه تصرف غير مقبول، وحثتا رعاياهما على مغادرة سورية. وقد انضمت الولاياتالمتحدة الى الأصوت المنددة بسورية حيث قال متحدث باسم البيت الأبيض إنه لا توجد أعذار يمكن قبولها بشأن الأضرار التي لحقت بالبعثات الدبلوماسية. وكان آلاف المتظاهرين، المحتجين على نشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد، قد اقتحموا سفارتي الدنمارك والنرويج في دمشق السبت حيث أضرموا فيهما النار. ورفض رئيس وزراء الدنمارك، فوج راسموسين الاعتذار اذ قال إنه "لن يعتذر أبدا عن نشر صحيفة يلاندس بوستن الدنماركية للرسوم المسيئة للنبي محمد"، لكنه قال إنه "مستاء" من الإهانة التي نجمت عن نشر الرسوم. وفي بولندا، انتقد رئيس الوزراء كازميرس مارسيكيويتس، صحيفة أعادت نشر رسمين مسيئين للنبي محمد. وقال إن نشر صحيفة "رزيكزبوسبوليتا" اليومية للرسمين كان بمثابة تطاول على المسلمين وجميع الداعين إلى التسامح الديني. وفي تطور آخر، نقلت وكالة الأنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إيرنا) الرسمية عن الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، قوله إن بلاده تدرس إلغاء جميع عقودها الاقتصادية مع البلدان التي نشرت فيها الرسوم الكاريكاتيرية. ونسبت الوكالة للرئيس الإيراني قوله لوزير التجارة، مسعود مير كاظمي، في رسالة إنه "من الضروري تشكيل لجنة لإعادة النظر وإلغاء العقود الاقتصادية مع الدول التي ارتكبت هذا العمل الحقود."