دعت الحكومتان الدانماركية والنرويجية رعاياهما إلى مغادرة سوريا فوراً عقب قيام متظاهرين باحراق سفارتيهما في دمشق، في إطار تصاعد وتيرة الغضب والاحتجاجات على نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وهو الحدث الذي أوشك أن يمتد أيضا إلى سفارة فرنسا، بينما لقي إدانات من دول أوربية عديدة. وجاء في بيان أصدرته وزارة الخارجية الدانماركية يطلب من جميع الدانماركيين مغادرة البلاد، وأن وضع الدنماركيين في سوريا ازداد خطورة أخيراً. وقال أويستاين بو المسؤول في وزارة الخارجية النروجية بعيد اعلان مماثل للدبلوماسية الدنماركية "استطيع التأكيد اننا ندعو النروجيين الى مغادرة" سوريا. وقد استنكرت السويد الهجوم على مبنى السفارة الدانمركية في سوريا واستدعت السفير السوري للتعبير عن غضبها من اشعال متظاهرين النيران في المبنى. وقالت وزيرة الخارجية السويدية ليلى فريفالدس للتلفزيون الحكومي هذا أمر غير مقبول على الاطلاق، وقالت لوكالة الانباء المحلية قررنا استدعاء السفير الليلة في ستوكهولم وانا على اتصال بزميلي في دمشق. وسوف انقل احتجاجنا ورأينا أن هذا الامر قد تصاعد اكثر مما ينبغي. نحن نتوقع الحصول على الحماية التي يحق لنا المطالبة بها.وكان متظاهرون سوريون غاضبون أشعلوا اليوم النار في مبنيين يضمان سفارتي الدنمارك والنرويج في دمشق احتجاجا على نشر رسوم كاريكاتورية في الصحافة الاوروبية تظهر النبي محمد. وهاجم متظاهرون بعد الظهر مبنى مؤلفا من ثلاث طوبق يضم السفارة الدانماركية واشعلوا النار في الطابق الأرضي منه، وسارعت سيارات الاطفاء إلى المكان وباشرت اطفاء النيران التي اشتعلت في الطبقة الارضية من المبنى الذي يضم أيضا سفارتي السويد وتشيلي في حي ابو رمانة. وقالت مصادر إعلامية إن عشرات المتظاهرين يتسلقون المبنى الذي تقع فيه السفارة ويعبثون بمحتويات الطبقة الارضية ويرمون قسما منها في الشارع قبل اشعال النيران بما تبقى من اثاثها. وفي الخارج قام المتظاهرون وهم بالمئات برشق عناصر مكافحة الشغب الذين حضروا الى المكان بالحجارة لمنعهم من حماية المبنى، كما حاولوا ابعاد سيارات الاطفاء لمنعها من اطفاء النيران. وبعد احراق المبنى الذي يضم السفارة، غادر المتظاهرون المكان وساروا باتجاه مقر السفارة النروجية في حي المزة الشرقي الذي سبقتهم اليه قوات معززة من عناصر مكافحة الشغب اضافة الى سيارات اطفاء عدة اقفلت كل المنافذ المؤدية اليه. ولما حاول المتظاهرون التقدم باتجاه مبنى السفارة النروجية المؤلف من ثلاث طبقات هاجمهم عناصر الشرطة بالهراوات ثم بالقنابل المسيلة للدموع. وبعد عمليات كر وفر بين عناصر الشرطة والمتظاهرين, تمكن هؤلاء من اقتحام مبنى السفارة النروجية وباشروا تحطيم محتوياته وكتبوا على جداره "فلتسقط النرويج" و"مغلق برسم البيع" ثم اضرموا النار فيه. وأفادت المصادر الإعلامية أن عناصر الشرطة واصلوا اطلاق القنابل المسيلة للدموع فيما احرق المتظاهرون علم السفارة. ونقلت سيارات الاسعاف عددا من الاشخاص لاصابتهم بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع. وخلا مبنيا السفارتين من أي موظفين لان السبت هو يوم عطلة. ومن جانبه قال شاهد عيان أن شرطة مكافحة الشغب السورية استخدمت خراطيم المياه لمنع مئات من مئات المتظاهرين من اقتحام السفارة الفرنسية اليوم أيضا، وكان خطباء المساجد في دمشق نددوا بقوة امس الجمعة بنشر الرسوم الكاريكاتورية عن النبي محمد في العديد من الصحف الاوروبية. كما يتم منذ امس الجمعة تناقل رسالة قصيرة عبر الهواتف النقالة في العاصمة السورية تتهم متظاهرين دنماركيين بالرغبة في احراق نسخ من المصحف الكريم في كبرى ساحات كوبنهاجن. ودعت الرسائل الى التظاهر امس السبت أمام السفارة الدنماركية في دمشق إحتجاجا على الأمر.