انطلقت السبت في جدة فعاليات (منتدى جدة الاقتصادي ) وبحضور اكثر من 2700 شخصيه من كبار السياسيين والأكاديميين والاقتصاديين والاعلاميين من جميع انحاء العالم ،منهم 60 شخصية عالمية ابرزهم ، رئيسة ايرلندا ماري مكاليس ، والمستشار الالماني السابق غيرهارد شرودر ونائب الرئيس الامريكي السابق آل جور وانور ابراهيم نائب رئيس الوزراء الماليزي السابق والسيدة شيري بلير المحامية عقيلة رئيس الوزراء البريطاني ، ويحمل المنتدى والذي انطلق عام 2000هذا العام تحت شعار (من اجل آفاق جديدة للنمو الاقتصادي ...احترام الهوية الفردية وتعزيز القيم المشتركة ). ويستمر حتى ال 13 من الشهر الحالي ويبحث المؤتمر خلال انعقاده على مدى ثلاثة ايام عدد من الموضوعات المؤثرة فى التنمية الاقتصادية من اجل انجاز مرتكزات راسخة ومستديمة وتحديد ارضية مشتركة لتصبح اساسا للنمو الاقتصادى المستدام . وقد بدأت فعاليات المنتدى بكلمة ترحيبية لرئيس منتدى جدة الاقتصادى عمرو عنانى الذي اكد على اهمية انعقاد هذا المنتدى فى وقت يشهد فيه العالم الكثير من المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. بعد ذلك بدات الجلسة الاولى للمنتدى تحت عنوان المملكة السعودية رؤية مستقبلية لعام 2020م التى ادارها معالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء عبد الله زينل على رضا حيث تطرقت الجلسة الى رؤية ملهمة ومحفزة لمستقبل المملكة العربية السعودية من خلال تقديم عرض تصورى للمستقبل الايجابى الواعد فيما يخص الاقتصاد والثقافة والحضارة من خلال عرض مساهمات الجهات الحكومية السعودية والقطاع السعودى الخاص . وقد القى وزير الدولة عضو مجلس الوزراء فى بداية الجلسة كلمة رحب فيها بالمشاركين وبمعالى وزير الثقافة والاعلام الاستاذ اياد امين مدنى المتحدث فى هذه الجلسة . وقال ان حديث معالية سيكون اضافة جديدة فهو من الشخصيات البارزة التى عملت فى القطاع التجارى ثم القطاع الحكومى وهو يتمتع بشخصية اجتماعية بارزة حيث عمل معالية فى وزارة الحج واستحدث الية جديدة لم تكن موجودة فى السابق وهى العمل الحكومى ثم العمل الحكومى مع القطاع الخاص من اجل خدمة حجاج بيت الله الحرام وحقق معالية فى هذا المجال انجازات كانت محل التقدير ثم انتقل الى وزارة الثقافة والاعلام ليضيف اليها بعدا جديدا فى التطور الحديث للبيئة الاعلامية فى المملكة العربية السعودية . ومن جهته اوضح محافظ الهيئة العامة للإستثمار بالمملكة العربية السعودية عمرو بن عبدالله الدباغ في الكلمة التي القاها في المنتدى ان فكرة إطلاق مشروع مدينة الملك عبدالله الاقتصادية المتكاملة ذات الاغراض المتعددة بإستثمار قدره 100 مليار ريال مول بالكامل من القطاع الخاص هي احدى مخرجات إستراتيجية الهيئة في تنمية المناطق ونصت على اختيار رابغ ضمن عدة مدن في مناطق المملكة لكي تكون نقاط انطلاق لصناعات تصديرية0 واشار الى ان الهيئة قامت بدراسات مقارنة لنماذج ناجحة لمدن اقتصادية متكاملة على المستوى المحلي والاقليمي والعالمي وتوصلت الى ان انشاء مدن اقتصادية متكاملة هو احدى السبل المثلى لتحقيق تنمية اقليمية متوازنة وخاصة حين يتم تمويلها من القطاع الخاص0 وأضاف ان الدراسات اوضحت ان جميع التجارب الدولية المتميزة في استقطاب الاستثمارات ركزت على انشاء مناطق اقتصادية خاصة لزيادة جذب الاستثمارات مشيرا الى ان 50 في المائة من حجم الاستثمار الاجنبي في المملكة هو في مدينة الجبيل الصناعية التى تحتضن استثمارات بأكثر من 47 مليار دولار0 وقال الدباغ ان الهيئة لايقتصر دورها على انهاء اجراءات المشروع للمستثمر ولكنها ستقوم في نفس الوقت بتوفير جميع احتياجات المستثمر من ارض وسكن وخدمات مختلفة وتسليمها له مع الترخيص0 وافاد ان الهيئة بعد تحديد استراتيجيتها واختيار مدينة رابغ قامت بالبحث عن افضل المطورين في العالم من حيث الملاءة المالية والقدرة على التمويل الذاتي للمشاريع العملاقة حيث ان شراء الارض وإقامة البنية التحتية وجميع المرافق في المدينة سيتم تمويله بالكامل من المستثمرين مع اشتراط توفر الخبرة ونجاح التجارب السابقة وقال لقد تم الاتصال بهذه الشركات فأبدت شركة إعمار الاماراتية مشكورة حماسا للمشروع فتم الاتفاق معها على تطوير المشروع بحيث تقوم بإختيار الشركاء المحليين المناسبين للمساهمة في تطوير المشروع . وأضاف انه بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سيتم طرح نسبة 30 في المائة من رأس المال المبدئي للمشروع للإكتتاب العام حيث سيتم خلال الايام القادمة إعلان رأسمال الشركة وحصص الشركاء والوقت المتوقع للإكتتاب العام 0 وبين الدباغ ان انجاز مدينة الملك عبدالله برابغ سيتم على مراحل عدة تنسجم وتتكامل مع الجهود المتواصلة للحكومة السعودية بهدف تعزيز التنمية الاقتصادية واثراء الاقتصاد السعودي حيث ستوفر المدينة 500 ألف فرصة عمل جديدة ومن المتوقع انتقال اول مجموعة من الشركات والسكان الى المدينة في غضون 24 إلى 36 شهرا. بعد ذلك القى المستشار الالمانى السابق جرهارد شرودر عبر فيها عن سعادته بالمشاركة فى المنتدى. وقال أن منتدى جدة الاقتصادى ومنذ انشائه عرف أنه من الافضل عالميا وهذا العام يركز على الاسئلة ذات الاهتمامات العالمية لذلك لابد من انشاء قاعدة اقتصادية للدولة كما اننا نشهد تغيرات جذرية فى عالمنا والواجب تحديها ومنها العولمة .. وهى منافسه شريفة بين الاقتصاد العالمى بشكل عام وكذلك اتخاذ القرار السياسى على المستوى وهو كيف يمكن للمجتمع العالمى ان يجد حلا للتحديات كل حقل على انفراد لذلك نجد ان الهوية الفردية على المحك فى هذا النظام وان هذا الانتقاد ينبغى ان يؤخذ مأخذ الجد والكل مطالب بايجاد فرص للجميع . واضاف قائلا :نطالب بحماية هذه الحرية والتنوع ونعلم ان الثقافة والموروثات لكل دولة امر هام واساسى ولكن نجد بعض النزاعات التى تهددنا وما نحتاجه اليوم عولمة الانسانية . واكد ان التعاون شرط اساسى للسلام والرفاهية والامن وقال فى اوروبا تعلمنا دروسا وان السوق والعملة المشتركة ساعدتنا فى التغلب على العنصرية وكان الاتحاد الاوربى جوابا شافيا لشعوبنا بديلا لسنوات وعقود من الحرب التى عاشتها اوروبا. وأشار شرودر الى الحرص على احترام معتقدات الاخرين وقال :اشاطر المسلمين فى انحاء العالم الاستياء جراء الرسوم المسيئة للنبى محمد ولا بد من العودة الى التسامح واحترام الثقافات والديانات مشيرا ان اوروبا كانت لها الفرصة لبناء جسور مع العالم الاسلامى وان انضمام تركيا فرصة لتحقيق ذلك وقال بان الاتحاد الاوربى يعكس اهمية التعاون الاقليمى لتحقيق التنمية. وأعرب المستشار الالمانى السابق في كلمته عن سعادته بانضمام المملكة الى منظمة التجارة العالمية وقال لقد حقق هذا الانضمام التكامل الكامل للاقتصاد العالمى وعلينا ان ندعم التنمية الاقتصادية العالمية وان تكون مستقلة كما ان المملكة من خلال سياساتها انتهجت منهجا ايجابيا وقد تفاعلت مع الطلب الصينى والهندى لافتا الى زياردة خادم الحرمين الشريفين الاخيرة وقال بان المملكة فهمت من خلال هذا المنهج الايجابى استثمار الدول المصدرة للنفط من خلال المنظومة الاقتصادية العالمية. وتناول شرورد قضية الشرق الاوسط وقال لابد من ايجاد حل سياسى لها وايجاد مخرج من دائرة العنف مشيدا بمبادرة السلام التى طرحتها المملكة واضاف بانها مقترح حكيم والمخرج الوحيد لتحقيق السلام . وبين انه كان ضد حرب العراق وقال ما نريده الان تنمية العراق لافادة الشعب العراقى وان استقرار العراق يعود بالفائدة للجميع. كما تطرق الى قضية ايران مع الوكالة الذرية مؤكدا حق ايران الكامل فى استخدام الطاقة شرط تخليها عن التجارب النووية لتصنيع الاسلحة داعيا الى ضرورة مواصلة المفاوضات ودعم مقترح روسيا الذى يرتكز على الحل الدبلوماسى وان تتعامل ايران مع الوكالة بصدق . واكد شرودر على ضرورة التواصل بين مختلف الثقافات منتقدا الاصوات التى تنادى بصدام الحضارات وقال علينا محاربة ذلك والتأكيد على دعم القواسم المشتركة بين الثقافات والعيش بسلام فى جو التسامح والعدل . وقال فى ختام ورقته ان منتدى جدة الاقتصادى يمكن ان يحدث اثرا عميقا على المستوى الاقليمى وان الهوية الثقافية يشكلان اساس الانشطة الاقتصادية فى اطار العولمة.