تعتبر عملية إطلاق سراح جديدة شملت 82 فتاة، اختطفتهم جماعة بوكو حرام المتشددة من قرية شيبوك النيجيرية قبل 3 سنوات، مناسبة للفرح. لكن في نفس الوقت، تٌظهر أن جماعة بوكو حرام لم تنته بعد، أكثر من نصف مجموع التلميذات المختطفات قبل ثلاث سنوات من قرية شيبوك ينعمن الآن بالحرية. وهذه حقا مناسبة للفرح ونجاح كبير للحكومة النيجيرية بقيادة الرئيس محمدو بخاري. وحسب حملة "أعيدوا لنا بناتنا" ما تزال حاليا 113 فتاة مختفية. ويبدو أن الرئيس النيجيري لم يقدر على استخدام القوة العسكرية أو لم يُرد الاعتماد عليها لتحريرهن. بل بحث عن الدعم من الصليب الأحمر ومن حكومة سويسرا لتحقيق هذا الهدف. وكان تحرير الفتيات أمرا مهما بالنسبة له، ما جعله على استعداد لتقبل الدخول في مفاوضات مع الجماعة الإرهابية التي حققت أيضا نجاحا من خلال ذلك، حيث استطاعت استعادة مقاتليها مقابل إطلاق سراح الفتيات. وهنا بالذات أصبح لفرحة تحرير الفتيات المحتجزات طعم مرّ، لأن الدخول في مفاوضات مع بوكو حرام يُظهر أن هذه الجماعة الإرهابية لم تُهزم بأي حال من الأحوال، كما يريد الجيش النيجيري أن يوحي بذلك. أو على الأقل ذلك الجزء من الجماعة الذي يحتجز الفتيات قادر على منع الجيش النيجيري من الوصول إليهن. قضية فتيات شيبوك حظيت باهتمام بالغ تُبين ظروف تحرير الفتيات المختطفات أن قضيتهن حظيت بشهرة واسعة، وكان ذلك نعمة ونقمة عليهن في نفس الوقت. فمن جهة، جعلت حملات التضامن المحلية والدولية معهن من الاختطاف في 2014 رمزا لفشل حكومة نيجيريا السابقة في التصدي لجماعة بوكو حرام، وحولت من جهة أخرى، اهتمام العالم بأسره إلى النزاع الذي ظل مهمشا في شمال شرق نيجيريا. بوكو حرام تطلق سراح 82 فتاة في صفقة مبادلة وفي الوقت الذي قلما تجد فيه مئات النساء والفتيات المختطفات الاهتمام بقضاياهن، باتت قضية فتيات شيبوك ذات أهمية جعلت الإرهابيين وحتى الحكومة النيجيرية غير مستعدين للمخاطرة بتهديد حياتهن. وأصبحت الفتيات المحتجزات بمثابة تأمين على الحياة بالنسبة للخاطفين، لأنه لا أحد يريد تحمل مسؤولية أي هجوم على معسكر قد تلقى فيه فتيات شيبوك حتفهن. وقد اعترف ممثلون عن الحكومة والجيش النيجيري أيضا عدة مرات بهذا الأمر. لكن من ناحية أخرى، تحولت شهرتهن إلى لعنة، على الأقل بالنسبة ل 21 منهن أُطلق سراحهن في السنة الماضية. حيث لم يسمح لهن بالعودة إلى قراهن، لأن الحكومة كانت تخشى اختطافهن من جديد بالنظر إلى الشهرة التي أصبحن يتمتعن بها. توماس موش محرر DW