أعتبر رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، ال22 من مايو 1990م، يوم الميلاد الحقيقي للشخصية اليمنية الواعدة التي برزت على الساحتين الإقليمية والدولية .. لافتا إلى أن ما قبل ذلك اليوم كانت الشخصية التشطيرية والتمزيقية هي الهوية لليمنيين في شمال وجنوب الوطن. جاء ذلك لدى حضور رئيس الوزراء اليوم الحفل الخطابي والفني الذي نظمته وزارة الثقافة احتفاء بالعيد الوطني ال27 للجمهورية اليمنية 22 مايو. وعبر الدكتور بن حبتور عن تهانيه لجميع أبناء الشعب اليمني بهذه المناسبة الوطنية الأغلى.. وقال " تحل علينا هذه المناسبة ونحن نعيش مرحلة استثنائية بكل المقاييس وهي مرحلة العدوان الذي فرض علينا منطقه وفرضنا عليه مقاومتنا واستبسالنا في مواجهته، وبكل وحشية يمارس العدوان صلفه على شعبنا وهناك بالمقابل صوت وطني واحد يواجهه بثبات وشموخ ". وأضاف " نحي بهذه المناسبة أرواح شهدائنا الأبطال من رجال الجيش واللجان الشعبية ورجال القبائل وكل الأبطال في جبهات القتال من ميدي إلى نهم إلى جنوب غرب البلاد وفي ما وراء الحدود وكذلك الذين يموتون في الطرقات وفي بيوتهم والمساجد بسبب العدوان والحصار". ونوه بالبطولات والثبات والصمود التي تجلت في ظل مقاومة ومواجهة المعتدين .. معرباً عن تمنياته لجميع الجرحى بالشفاء .. مؤكداً أن الجميع يستحقون كل الاحترام والتقدير لأنهم الأبطال الذين يدافعون ويتصدون للمعتدين بكل شجاعة واقتدار. وأشار رئيس الوزراء إلى أن الوحدة اليمنية جاءت من اجل أن ترمم تلك الشروخ والتجزئة آلتي أوجدها الاستعمار في بنيان اليمن الواحد على مدى 138 سنة.. موضحا أن اليمن واحد منذ فجر التاريخ وأن تجزأ في مراحل من تاريخه فهو من اجل الصراع على السلطة . وقال " إن فكرة التجزئة التي غرسها المستعمر لا زالت تنتقل اليوم إلى بعض العقول التي لم تع دروس التاريخ جيدا فيما يردد البعض مفردات لا علاقة لها بالوطن اليمني أو الحالة اليمنية". وأضاف " إن مشروع التجزئة الحالي استعماري جديد قديم صاغته بريطانيا ودعمته الولاياتالمتحدة وتنفذه المملكة السعودية ومشيخة الإمارات، ونحن نقاومه بكل ما أوتينا من قوة لأنه مشروع خبيث في جوهره وفي أبعاده" . وأكد الدكتور بن حبتور أنه بدون الوحدة لا يمكن أن تستقيم لليمنيين دولة حضارية ولا أي شكل من أشكال الدولة المستقرة .. معرباً عن تقديره لكل الوحدويين في المحافظاتالجنوبية والشرقية والوسطى الذين يكافحون لمواجهة هذا المشروع الاستعماري. وقال " كل مشروع يأتي عن طريق الولاياتالمتحدة أو السعودية لا خير فيه للأمة وعلينا جميعا تحمل المسؤولية في هذه اللحظة التاريخية لمواجهة كافة تلك المشاريع التقزيمية والتدميرية لكل الوطن اليمني وأبنائه والتي لن تستثن أحد". وأعرب رئيس الوزراء في ختام كلمته عن شكره لوزارة الثقافة على تنظيم هذا الحفل البهيج، ولكافة الشعراء والملحنين والفنانين الذين رسموا لوحة الفرح احتفاء بهذه المناسبة .. مؤكداً أن الشعوب لا تبرز فقط من خلال العمل السياسي والاقتصادي بل أيضا بثقافتها ومخزونها من الشعر والشعراء وملاحمهم وبالكلمة الرائعة واللحن الجميل. من جانبه اكد الاستاذ عبدالله احمد الكبسي وزير الثقافة ان 27 عاما من تجربة الوحدة الوطنية .. والعمل والانتاج لهي جديرة بان تسجل في انصع صفحات التاريخ الحديث والمعاصر ، وهي ايام مباركة رغم ما اعترضها من مصاعب جمة ومن تحديات كبيرة ومن استحقاقات وطنية لكنها ساهمت في تقوية الاصرار على مواصلة التعايش تحت مظلة الوحدة الوطنية التي هي رسالة خير للمنطقة والعالم .. مشيرا الى ان المنطقة دون ثبات واستقرار واستمرار الجمهورية اليمنية ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات ومشرعة على الصراعات المهلكة التي لن يكبحها احد مع ما يعني ذلك من التأثير السلبي والضرر الفادح على الاستقرار الاقليمي والعالمي ، والاضرار المتوقعة على الملاحة الدولية في البحر الاحمر وخليج عدن وبحر العرب ومضيق باب المندب وتحول المنطقة الى مرتع للإرهاب والتطرف والتشدد والى بؤرة لإنتاج الصراعات المدمرة . منوها الى ان التحديات التي اعترضت وما زالت تعترض المسارات الحياتية والسياسية والاقتصادية للجمهورية اليمنية كثيرة ويجب ان يعمل الجميع لالتئام الأوضاع في اليمن فذلك كفيل بان تخرج اليمن من المساحة الضيقة التي جعلتها الأيادي الخارجية تقع فيها وتعيش كل ضغوطاتها التي افضت بنا الى ان يراق الدم اليمني ولا من صوت عقل لايقاف هذا النزيف وهذه العدوانية التي اهلكت الزرع والضرع ودمرت الامكانات واهدرت كل الموارد . داعيا من في الداخل لان نضاعف من تماسك جبهتنا الداخلية لانها الرهان الاكيد الذي سوف يوفر للشعب كله عوامل الصمود في وجه اعتى عدوان عرفه تاريخ المنطقة .. ويستوجب ان نتلاحم اكثر وان نعزز من اصطفافنا لنكون في المستوى الذي يمكننا من كسر ارادة العدوان والطغيان والشر وان نتجه بمسؤولية الى بناء قدراتنا التي تهيؤنا لان نمتلك مقومات نهوضنا . هذا وقد شهد الحفل الوطني للعيد السابع والعشرين للوحدة اليمنية 22 مايو تقديم قصدية شعرية للشاعر محمد الجرف وقصيدة للشاعر محمد المصعبي وتقديم عدد من اللوحات الفنية والفلكلورية والفنية التي تغنت بالوحدة اليمنية ونالت اعجاب الحاضرين . سبأ + متابعات