السلطة المحلية بمارب توجه بتحسين الأوضاع العامة بالمحافظة    صحيفة بريطانية تفجر مفاجأة.. الحوثيون دعموا تنظيم القاعدة بطائرات مسيرة    الرئيس الزُبيدي ينعي المناضل محسن أبوبكر بن فريد    قناص اسرائيلي شارك في حرب غزة يستفز طلاب جامعة جوروج واشنطن المتظاهرين وهكذا كانت ردة فعلهم    بيان حوثي بشأن إغلاق مكتب قناة الجزيرة    الوكيل الحسني يطلع على سير اعمال مشروع إعادة تاهيل الشارع العام مدخل مدينة الضالع    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    افتتاح دورة مدربي الجودو بعدن تحت إشراف الخبير الدولي ياسين الايوبي    الحبيب الجفري ناعيا الشيخ بن فريد.. أكثر شيوخ القبائل والساسة نزاهة في بلادنا    خصوم المشروع الجنوبي !!!    قيادي حوثي يعاود السطو على أراضي مواطنين بالقوة في محافظة إب    سر خسارة برشلونة لكل شيء.. 270 دقيقة تفسر الموسم الصفري    الدوري الانكليزي: خماسية صارخة لتشيلسي امام وست هام    مجلس القضاء الأعلى يقر إنشاء نيابتين نوعيتين في محافظتي تعز وحضرموت مميز    إنعقاد ورشة عمل حول مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب مميز    تنفيذي الإصلاح بالمهرة يعقد اجتماعه الدوري ويطالب مؤسسات الدولة للقيام بدورها    بعد رحلة شاقة امتدت لأكثر من 11 ساعة..مركز الملك سلمان للإغاثة يتمكن من توزيع مساعدات إيوائية طارئة للمتضررين من السيول في مديرية المسيلة بمحافظة المهرة    الإصلاح بحضرموت يستقبل العزاء في وفاة أمين مكتبه بوادي حضرموت    تقرير يكشف عن توقيع اتفاقية بين شركة تقنية إسرائيلية والحكومة اليمنية    بخط النبي محمد وبصمة يده .. وثيقة تثير ضجة بعد العثور عليها في كنيسة سيناء (صور)    ماذا يحدث داخل حرم جامعة صنعاء .. قرار صادم لرئيس الجامعة يثير سخط واسع !    أمريكا تغدر بالامارات بعدم الرد أو الشجب على هجمات الحوثي    عندما يبكي الكبير!    غدُ العرب في موتِ أمسهم: الاحتفاء بميلاد العواصم (أربيل/ عدن/ رام الله)    حادث تصادم بين سيارة ودراجة نارية على متنها 4 أشخاص والكشف عن مصيرهم    الحكومة تجدد دعمها لجهود ومساعي تحقيق السلام المبني على المرجعيات    أطفال يتسببون في حريق مساكن نازحين في شبوة بعد أيام من حادثة مماثلة بمارب    اشتباكات بين مليشيا الحوثي خلال نبش مقبرة أثرية بحثًا عن الكنوز وسط اليمن    نجوم كرة القدم والإعلام في مباراة تضامنية غداً بالكويت    أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني في صنعاء وعدن    كارثة وشيكة في اليمن وحرمان الحكومة من نصف عائداتها.. صندوق النقد الدولي يدق ناقوس الخطر    ماذا يحدث في صفوف المليشيات؟؟ مصرع 200 حوثي أغلبهم ضباط    ثعلب يمني ذكي خدع الإمام الشافعي وكبار العلماء بطريقة ماكرة    قطوف مدهشة من روائع البلاغة القرآنية وجمال اللغة العربية    الحرب القادمة في اليمن: الصين ستدعم الحوثيين لإستنزاف واشنطن    كيف تفكر العقلية اليمنية التآمرية في عهد الأئمة والثوار الأدوات    المشرف العام خراز : النجاحات المتواصلة التي تتحقق ليست إلا ثمرة عطاء طبيعية لهذا الدعم والتوجيهات السديدة .    الحوثيون يزرعون الموت في مضيق باب المندب: قوارب صيد مفخخة تهدد الملاحة الدولية!    شيخ حوثي يعلنها صراحة: النهاية تقترب واحتقان شعبي واسع ضد الجماعة بمناطق سيطرتها    أرسنال يفوز من جديد.. الكرة في ملعب مان سيتي    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    مارب.. تكريم 51 حافظاً مجازاً بالسند المتصل    مأرب تغرق في الظلام ل 20 ساعة بسبب عطل فني في محطة مأرب الغازية    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يفوز على مايوركا ويقلص الفارق مع برشلونة    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    #سقطرى ليست طبيعة خلابة وطيور نادرة.. بل 200 ألف كيلومتر حقول نفط    صندوق النقد الدولي يحذر من تفاقم الوضع الهش في اليمن بفعل التوترات الإقليمية مميز    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    أفضل 15 صيغة للصلاة على النبي لزيادة الرزق وقضاء الحاجة.. اغتنمها الآن    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء خالد باراس : ال22 من مايو 90م.. يوم أغرّ في تاريخ شعبنا المعاصر
نشر في 26 سبتمبر يوم 24 - 05 - 2018

أكد اللواء خالد باراس مستشار الرئاسة بأن يوم ال22 من مايو 90م يوماً أغر في حياة شعبنا اليمني لأنه اليوم الذي تأسست فيه الدولة اليمنية الواحدة "الجمهورية اليمنية".. وأوضح في حوار أجرته معه صحيفة "26سبتمبر" بمناسبة احتفالات شعبنا بالذكرى ال28 لقيام الجمهورية اليمنية العديد من القضايا الوطنية الهامة وحتمية هزيمة العدوان الغاشم.. مؤكداً أن هناك رفضاً شعبياً للتواجد العسكري السعودي الإماراتي، وأن الثورة الشعبية قادمة ضد الغزاة المحتلين وأن قادم الأيام ستفجر الكم الهائل من الاحتقان الشعبي الرافض للاحتلال والثورة عليه.. مبيناً جملة من القضايا الهامة في سياق هذا الحوار:
حوار: حسان السعيدي- نزيهة الجنيد

وشعبنا يحتفل بالذكرى ال 28 لقيام الجمهورية اليمنية.. ماذا يحضركم القول بهذه المناسبة الوطنية المجيدة؟
بالتأكيد هناك الكثير من الذكريات والخواطر التي لها علاقة بذلك اليوم الأغر 22مايو 1990م الذي تأسست فيه الدولة اليمنية الواحدة الجمهورية اليمنية.
ذكريات كثيرة لأيام سبقت ذلك اليوم وبعده ذكريات وخواطر جميلة عموما لكني لن أذكر منها إلا القليل بعد مرور ما يقارب الثلاثة عقود من السنين وأكتفي بقليل منها المعبر بكل وضوح عما كانت الملايين من أبناء الشعب اليمني تتوقع تحقيقه بعد هذا الإنجاز التاريخي، خرج المواطنون عشرات الآلاف إلى الشوارع في معظم المدن يهللون ويكبرون فرحا وابتهاجا بما تحقق لهم كشعب.. هكذا كانت أحوالنا ولم يتصور أحد أن تأتي الأيام بما نحن فيه اليوم .
اني أدعو الله العزيز القدير أن يخرج هذا الشعب العربي المسلم من أزمته إلى ما فيه الخير والعزة والكرامة وينصر جيشه اليمني واللجان الشعبية الأبطال المدافعون عن شرف وعزة وكرامة الوطن اليمني الغالي والشعب اليمني الطيب الصامد الصابر الذي يستحق كل الخير.
احتلال اليمن
تدمير الوطن وتمزيق نسيجه الاجتماعي في مقدمة أهداف العدوان الغاشم.. كيف تصفون الممارسات العدوانية في المحافظات الجنوبية والشرقية من الوطن؟
بالتأكيد هذه هي ممارسات أي محتل لأرض الغير، فالهدف الحقيقي لتحالف العدوان الغاشم على اليمن هو احتلال اليمن وفي مقدمة ما يفعله المعتدون تمهيدا لاحتلالهم لأي بلد هو تمزيق نسيجه الاجتماعي وخلق كل أسباب الصراعات والفتن بين المواطنين، فالمجتمعات المتماسكة التي يسودها التفاهم والوئام لا يمكن احتلال بلادهم، ولهذا فإن أهم ما يقدم عليه المحتلون قبل أن يحتلوا الأرض هو التخلص من أهم الرموز الوطنية المؤهلة لقيادة المقاومة الشعبية ضد المحتلين ويتم ذلك بوسائل وأساليب مختلفة منها الإغراءات ومنها الأبعاد عن الساحة ومن بين ذلك التصفيات الجسدية.. ولعلنا نتذكر مسلسل تلك الاغتيالات التي تمت قبيل بدء العدوان وخلاله مثل جريمة اغتيال الشهيد اللواء عمر سالم بارشيد واغتيال الشهيد اللواء سالم قطن، والشهيد اللواء أحمد عبدالرزاق، والشهيد اللواء جعفر محمد سعد، والشهيد العميد حسن علي سيف.. وقافلة طويلة من القيادات العسكرية والأمنية والمدنية المعروفين لنا جميعا ولا يتسع المجال هنا لذكر أسمائهم، هذه الحقيقة التي تؤكد أن هدف العدوان هو احتلال بلادنا ونهب ثرواتنا وليس شيئاً آخر.
وسائل كذب وخداع
يضع العدوان وأدواته الجنوب وأهله في ذيل اهتمامهم.. ومن جهة أخرى يسلطون القتلة وعصابات الموت على المواطنين ويسهلون لداعش ومشتقاتها حرية الحركة والتنقل من مكان إلى آخر وتنفيذ عمليات القتل بحرية..الخ هل كل هذا يتم وفقا لاستراتيجية مخطط لها للوصول إلى نتائج مدروسة بعناية؟
اسمح لي هنا العودة لأهم ما ورد في الأسئلة السابقة، فالمحتلون عادة وكقاعدة عامة يفضلون في بداية الأمر التكتم على أهدافهم ونواياهم، ويلجأون إلى العديد من وسائل الإخفاء كلما أمكن لكي لا يواجهون أية مقاومة وطنية خطيرة ،ولهذا نجد أنهم لم يتركوا وسيلة من وسائل الكذب والخداع إلا واستخدموها وكانت أوضاع الجنوب وأهله عند بدء العدوان وقبله بفترة زمنية قصيرة مهيأة لنجاح تلك الخطط لأسباب ذاتية وموضوعية لن أشير إليها هنا لضيق المجال ولأن الخوض فيها يتطلب تقديم دراسة خاصة تحدد لنا لماذا وجدت تلك الأسباب الموضوعية والذاتية التي سمحت للمحتلين الوصول إلى عدن وحضرموت بكل سهولة بل واستقبال المحتلين بالترحيب في بداية العدوان.
وكما قلنا فإن احتلال أية أرض يسبقه أضعاف أهل تلك البلاد وهذا ما حصل وقد أشرنا لبعضه في الرد على سؤال سابق، وأخيرا لابد من الإشارة إلى مسألة مهمة جدا وهي أنه لا يجوز أبدا استعانة مواطني أي بلد بدولة أجنبية ضد سلطان بلادهم بعذر إنقاذهم مهما كانت السلطة في بلدهم ظالمة حتى إذا كانت الاستعانة بالأجانب لإنقاذهم من احتلال أجنبي، فالاحتلال هو احتلال وليس له أي اسم آخر، ولننظر فيما حدث في العراق وليبيا وسوريا....الخ.
وفي اليمن أستطيع أن أشبه احتلال دول تحالف العدوان للمحافظات الجنوبية والشرقية وغيرها من المناطق اليمنية أن أشبهه بدخول قطيع القرود (الرباح) إلى مزرعة وارفة عامرة بأشجار التفاح والموز وغيرها يأكلون ويخربون ويعبثون بكل شيء بما في ذلك توسيخ المياه بفضلاتهم وغيرها وقطع الأشجار وهي مثمرة هكذا يفعل المحتلون ومثلهم الرباح، وفي عدن استعان المحتلون بفصيلين من الرباح ليتبار الفصيلان في تخريب عدن كما نشاهد حالياً.

قرار العدوان بيد الدول الكبرى
معركة الساحل الغربي لليمن التي قيل أنها مفصلية وهي المنطقة التي تعتبر الأساس وفقا لسيناريو العدوان.. كيف ترون الأبعاد الجيواستراتيجية للبحر الأحمر والطموحات غير الواقعية لدول مثل الإمارات والسعودية.. ومحاولة فرض تواجد عسكري لهم في مناطق وموانئ اليمن كقواعد عسكرية في القرن الأفريقي؟
هذه المصطلحات والتسميات يضعها الخبراء والمستشارون عند التخطيط للمعركة عادة ،مثل الرمح الذهبي وعاصفة "الحزم" و"إعادة الأمل"....الخ، وهي تسميات ينتهي التعامل معها بعد المصادقة عليها مباشرة ولا تظل فعالة ومحل الالتزام بها خلال فترة تنفيذ العملية على أرض الواقع إلا عندما تكون القوات المنفذة على أعلى مستوى من التدريب ويقودها عسكريون مؤهلون، وهو لا وجود له وفقاً لأوضاعنا لا "الرمح الذهبي" ولا "الخشبي" لا في نهم ولا الساحل الغربي والمطلعون على الأوضاع هنا يسخرون من هذه التسميات كقولهم تخوضها مليشيات الانقلابيين لمدة أكثر من ثلاث سنوات ولا زالت وستستمر تقاوم وتلحق الهزائم بعواصفه ورماحه الذهبية والخشبية متواصلة، لأنها تجسد إرادة الشعب اليمني الرافض للهيمنة والاستعمار.
أما بالنسبة لي شخصياً فإني أرى كل شبر من تراب اليمن يشكل أهمية استراتيجية وتحريره من الغزاة واجب مقدس يستحق التضحية بالروح والجسد وبالنسبة لتدويل الصراع في بلادنا أرى أن هذا قد حسم من قبل الدول الكبرى الثلاث أمريكا وبريطانيا وفرنسا، طبعاً على أساس أن هذا البلد في تقديرهم سينهزم ويستسلم.
وحسب تقدير هذه الدول المعادية لشعبنا استمرار حربهم على اليمن حتى تتمكن من بيع ما لديها من أسلحة ومعدات لدول المنطقة وخاصة السعودية والإمارات والمبررات والذرائع لمواصلة الحرب كثيرة أهمها الخطر الإيراني على السعودية ودول التحالف وهذه الحرب يجب أن تستمر في ضوء مخططهم حتى يتم اجتثاث الحوثيين في اليمن من الجذور -حسب زعمهم- لذا فهو مشروع شيطاني خطير جداً ومؤامرة ليست ضد اليمن فقط بل هي ضد السعودية والإمارات وغيرها من دول المنطقة ،هي مخطط جهنمي تم الإعداد والتخطيط له بعناية ودهاء رهيب، لكن العقل والمنطق وكذا العبر وتجارب البشرية تقول أن إرادة الشعوب من إرادة الله.
فعندما تقاتل الشعوب دفاعاً عن نفسها وأرضها فلا غالب لها إلا الله، وكذلك فإن نجاح مؤامرات الدول الكبرى ليس قدراً محتوماً في كل زمان ومكان والأمثلة كثيرة على هذا، وما يجب علينا إدراكه هو أن وقف العدوان على اليمن ليس بيد السعودية والإمارات، فهذا الأمر حصراً بيد تلك الدول الكبرى الثلاث وسيتم ذلك عندما تستكمل هذه الدول بيع ما لديها من أسلحة لدول المنطقة وستفاجأ هذه الدول بذلك وهي لا تستطيع مواصلة حربها على اليمن دون الدعم الذي تقدمه لها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وسيدرك هؤلاء أن نفط وغاز اليمن في البحر والبر وغير ذلك من الثروات هي الذي من أجله يتعرض اليمنيون للإبادة وتدمير بلادهم وللأسف أن الدول الكبرى لا تخسر شيئاً، بل كل شيء بثمنه من خزينة دول المنطقة، ووقف العدوان على اليمن سيتم عند بيع ما بقي من الأسلحة واقتراب إفلاس خزائن دول المنطقة وهذه الدول مجرد وكلاء فقط .
سيقال عندئذ أن إيران لم تعد عدواً تشكل خطراً على دول الخليج والسعودية وأن الحوثيين ليسوا مجوساً ولا روافض وأنهم قد أصبحوا ملائكة وعندها سيختفي المحللون العباقرة من على شاشات فضائيات دول العدوان ولن نسمع المزيد من نقيق الضفادع التي تحذرنا من خطر الإيرانيين (الفرس المجوس).. هل سيدرك اليمنيون المرجحون بالسلام أنهم جميعهم هم الخاسرون وأنه قد آن الأوان للبحث عن مخرج لما نحن فيه أن يفعل اليمنيون ذلك بأمرهم وإرادتهم قبل أن يؤمرون من قبل الغير .
كيف تفسرون هذه الرغبة المحمومة لدى المعتدين وأدواتهم المحلية من أجل السيطرة على ميناء الحديدة.. وما الذي ترونه للرد على المعتدين؟
كما قلنا فيما تقدم فالدول العربية التي تواصل العدوان على اليمن تفعل ذلك نيابة عن الدول الكبرى صاحبة المصلحة المستفيدة من شن هذه الحرب وتدرك ما تريد جيداً أما الوكلاء فعليهم أن يدفعوا تكاليف الحرب ويتحملوا المسؤولية في الأخير وللأسف فالخاسر والضحية هو الشعب اليمني، أما ميناء الحديدة وهذه الضجة حوله وأهميته فهي شبيهة بتلك التي حدثت حول البنك المركزي وضرورة نقله إلى عدن وعلينا أن نتذكر تلك الفرحة التي عمت منظري (شرعية الفنادق) وكيف تنبأ ذهانهم أن الناس في صنعاء سيثورون ضد الحوثيين حسب قولهم، ومثل هذا التصور موجود حالياً حول ميناء الحديدة أنهم في انتظار استسلام الانقلابيين حسب وصفهم.
والواقع أن الذين واجهوا العدوان خلال السنوات الماضية منذ بدئه ولازالوا صامدين سواء في جبهات القتال أو الملايين من أبناء الشعب اليمني الداعمين لجيشهم اليمني واللجان الشعبية بما لديهم من إمكانيات ومنها صمودهم وصبرهم وتحملهم ولم يخذلوا من يقدمون أرواحهم دفاعاً عن وطنهم الغالي هناك في مختلف جبهات الشرف والبطولة ،أن هؤلاء أقوى وأكثر قوة مما يتصور من لا يدركون معنى الإيمان بشرعية قضيتهم والاستعداد للتضحية، هذا هو سر صمود أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية.
ولهذا فشلت لعبة البنك المركزي أما ميناء الحديدة فله شعب يحميه وليواصل الاتكاليون رهاناتهم الخاسرة والنصر لا يحققه من ينتظرونه وهم قاعدون في أماكنهم ولا يعنيهم ولا يهمهم ما يعانيه المواطنون المدنيون في مدينة الحديدة وغيرها من مدن الساحل الغربي نتيجة لإصرار هذه الشرعية على مواصلة حربهم العبثية هذه من أجل إعادتهم إلى كرسي الحكم في بلد أفنت هذه الحرب أبناءه المسالمين ودمرت كل شيء فيه، أما ماذا على الشعب اليمني أن يرد به على المعتدين فهو الصمود الاستبسال الشهادة من أجل عزتهم وكرامتهم، الصمود وليس أي شيء غيره فهم لم يعتدوا على أحد وإنما هم المعتدى عليهم .
بدأت بعض فصائل الحراك الجنوبي تفيق من غفوتها وتعلن مواقف قوية من الاحتلال السعودي والإماراتي.. كيف تتوقعون أن يكون صدى مثل هذه المواقف القوية ؟
لا أعتقد أن تكون هناك ردود فعل إيجابية لتلك المواقف الصادرة عن بعض فصائل الحراك الجنوبي الخاصة بالموقف من الاحتلال لأن قيادات هذه الفصائل لم تحدد موقفها من تحالف العدوان لأسباب ذاتية خاصة بتلك القيادات ولهذا لم تكن تلك المواقف قوية كما قلتم لكن شخصياً رحبت بهذه الصحوة وأتمنى أن يدرك الجميع أن تحالف دول العدوان الذي تقوده المملكة السعودية ضد اليمن له أجندة الخاصة التي ليس ضمنها إعادة الشرعية لتحكم اليمن وليس ضمن تلك الأجندات تحرير الجنوب ليحكمه الجنوبيون بعد فصله عن الشمال، فأهداف العدوان الحقيقية هي تدمير كل شيء في اليمن وخاصة الدولة اليمنية بكل مؤسساتها وفي المقدمة منها القوات المسلحة والأمن كما حدث في العراق.
وإني أرجو أن يعيدوا حساباتهم.. أولئك الذين رحبوا بالمحتلين وقبلوا العمل تحت امرتهم، وعلى الأقل فإن ما يمكن عمله حاليا هو الحفاظ على ما بقى من مؤسسات الدولة في المحافظات وتعزيز نفوذ السلطات المحلية فيها انطلاقا من ثقتي أن المحتلين لن يعتمدوا إلا على من لا يهمه شيء إلا نفسه والحديث سيطول وباختصار أقول تعالوا نعلن الموقف من العدوان والاحتلال ويلتقي الجنوبيون ببعضهم دون أذن من سلطات دول العدوان والاحتلال، أقول هذا وأنا واثق صعوبة تحقيقه إن لم تكن استحالة ذلك.
حضرموت إلى أين.. وماذا لديها الآن.. وهل سترضخ للنفوذ الاحتلالي الاجتزائي لقوى العدوان؟
لن تذهب حضرموت بعيدا وقد اثبت أبناؤها أنهم على درجة عالية من الوعي للتمييز بين ما ينفعهم وما يضرهم وهم أصلاً بطبيعتهم يميلون لما هو منطقي ومعقول ويعترفون ويقدرون مصالح غيرهم، وباختصار لا خوف على حضرموت وهوية أهلها اليمنية أما الرضوخ لاحتلال فهم كغيرهم من اليمنيين يعانون مما أوجده العدوان والاحتلال من متاعب وأضرار أصابت الجميع عموماً.
وفي تقديري فإن أهم ما يحتاجه أبناء حضرموت هو الأمن والأمان وهذا يتطلب الاستفادة من وحدة النخبة وإبعادها عن أية خلافات سياسية والعناية بأفرادها وعدم السماح بتعدي خلافات الآخرين إليهم وأهم شيء هو حسن اختيار القيادات.
ماذا تتوقع في قادمات الأيام من أبناء حضرموت تجاه محاولات ومساعي السيطرة الاحتلالية لقوى العدوان السعودي الإماراتي؟
لم يبق إلا القليل من أبناء حضرموت يصدقون أكاذيب ومغالطات قوى الغزو والاحتلال المتأثرين بها وصدقها كثيرون في البداية ومثل هذا ينطبق على بقية مواطني المحافظات الأخرى، فليس خافيا على أحد الوجود العسكري السعودي والإماراتي في حضرموت والمهرة وسقطرى وغيرها وهذا بلا شك ليس مقبولاً لدى الغالبية العظمى من الحضارم وغيرهم من الجنوبيين.
وأعتقد أن رفضا شعبيا لهذا التواجد ليس بعيداً، فثورة الشعوب في مثل هذه الحالات قد تكون مفاجئة حتى للمحتلين وحتى للمراقبين.. وقد تكون البداية حدثاً بسيطاً مس الكرامة والعزة والشرف لأسرة أو جماعة معينة ليصبح الفتيل الذي يشعل الصاعق المفجر للكم الهائل من الاحتقان الشعبي وعلى أية حال فالعنجهية والغرور والاستهانة بالناس ستؤدي حتماً لمثل هذا الرفض للاحتلال والثورة عليه.
كلمة أخيرة تود قولها؟
أحيي صمود وثبات وصبر الشعب اليمني واعتز وافتخر ببطولات الجيش واللجان الشعبية بما يحققونه ويسطرونه في جبهات المواجهة مع العدوان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.