يؤكد الأستاذ محمد حسين العيدروس القائم بأعمال رئيس مجلس الشورى ان حماس اليمنيين بيوم 22 مايو نابع من كونه احدث تحولا في مقومات حياة اليمنيين على مختلف الأصعدة وان الوحدة اليمنية ارتبطت بالثقافة الظاهرة للفرد بأبعاد مكانية وتاريخية وانها في وعيه التكويني الفطري تتجسد بقيم روحية موغلة في جذورها التاريخية كونها تعود الى الأزمنة التوحيدية الأولى من عمر البشرية.. وأضاف العيدروس في حديث لصحيفة "26سبتمبر" بمناسبة العيد الوطني ال28 لاعادة تحقيق الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية ان ارتباط ابناء الشعب اليمني بالوحدة الوطنية ليس مبنيا على عقود ولا مرهوناً باتفاقية الوحدة التي وقعها نظامي الشطرين حينها في ال30 من نوفمبر عام 1989م آنذاك حيث ان تلك الاتفاقيات عبارة عن صيغة سياسية مرحلية للعودة الى الحالة اليمنية الطبيعية.. وهنأ العيدروس ابناء الشعب اليمني العظيم بهذه المناسبة المباركة متمنيا ان تعود هذه الذكرى والوطن اليمني يعيش وضعا مزدهرا ومستقراً ومنتصرا على العدوان الغاشم والظالم.. فيما يلي تفاصيل الحوار. حاوره : احمد ناصر الشريف سؤالنا الأول يتعلق بحلول مناسبة الذكرى الثامنة والعشرين لإعادة تحقيق الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية واحتفالات الشعب اليمني بها في ظل عدوان غاشم للعام الرابع على التوالي؟ في البداية اتقدم بمناسبة الذكرى الثامنة والعشرين للوحدة المباركة بأحر التهاني والتبريكات للشعب اليمني العظيم راجيا من الله سبحانه وتعالى ان تعود علينا جميعا هذه الذكرى ووطننا مزدهرا وآمنا ومستقرا وفي أحسن حال ومنتصرا على العدوان الغاشم والظالم بإذن الله تعالى. منعطف تاريخي لو عدنا الى الوراء واستحضرنا اعلان اعادة تحقيق الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990 م .. كيف تقيمون هذا الحدث بعد مرور ثمانية وعشرين عاما على قيامه على الأقل كحدث تاريخي؟ ان ما حدث في بلادنا يوم 22 مايو عام 1990 م لم يكن مجرد اعادة اعلان وحدة اندماجية بين شطرين.. بقدر ما مثل منعطفا تاريخيا في حياة الانسان اليمني لأنه أعاد اليه اعتباره الانساني في شراكته الوطنية اليمنية. هل كان للاتفاقيات الوحدوية التي سبق التوقيع عليها في مراحل متعددة دور بتقريب يوم اعادة تحقيق الوحدة والتي توجت باتفاقية 30نوفمبر 1989م؟ ارتباط المجتمع اليمني ليس مبنيا على عقود ولا مرهونا باتفاقية الوحدة التي وقعها نظامي الشطرين في 30 نوفمبر 1989م آنذاك.. حيث ان تلك الاتفاقيات عبارة عن صيغة سياسية مرحلية للعودة الى الحالة اليمنية الطبيعية ولكون التشطير لم يكن سوى حادثا طارئا وليد الصراع الاستعماري البريطاني – العثماني الذي كان يتسابق لتقاسم معظم الأقاليم العربية.. غير ان الحقيقة لكينونة الوحدة هي الأصل التي تعاقبت عليه الأجيال والذي ناضلت بدمائها من اجل استرداده وترسيخها في قلوبنا وسلوكنا وثقافتنا. نهج ديني كيف تقيم حماس اليمنيين بيوم 22 مايو الذي ارتبط باعادة تحقيق الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية؟ نجد ان حماسنا بيوم الثاني والعشرين من مايو ينبع من كونه احدث تحولا في مقومات حياة اليمنيين على مختلف الأصعدة.. فالوحدة اليمنية ارتبطت بالثقافة الظاهرة للفرد بأبعاد مكانية وتاريخية.. الا انها في وعيه التكويني الفطري تتجسد بقيم روحية موغلة في جذورها التاريخية كونها تعود الى الأزمنة التوحيدية الأولى من عمر البشرية عندما ظل سيدنا ابراهيم عليه السلام يبحث عن الرب ليدعو قومه الى التوحد جميعا في عبادته.. غير ان ظهور الإسلام كان السبيل للاهتداء الى معرفة الله الواحد وبداية التحام البشرية تحت بيارق التوحيد التي رفعها رسولنا العظيم سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.. ومن هنا ترسخت الوحدة كقيمة روحية دينية وأمر إلهي.. ونهج ديني متصل بأصول العبادات وطقوسها سواء بما تمثل منها من صلاة الجماعة او حج بيت الله الحرام.. او غيرها من الفروض والسنن التي ظلت أمتنا الاسلامية متمسكة بها.. وتعدها مصدرا لعزتها.. وكرامتها ومجدها بفضل ما ترسخ من قيم تهذيبية وممارسات اخلاقية نبيلة وكريمة. عقيدة إيمانية لعلكم تابعتم بعض الدعوات التشطيرية كحالة قد تشكل تحديا لاستمرار الوحدة.. كيف تنظرون إلى هذه الحسابات الضيقة والمناطقية وكيف يمكن تجاوزها؟ إننا عندما نخوض اليوم في شؤون الوحدة اليمنية وما يعترضها من تحديات ودعوات تشطيرية فإن مجتمعنا اليمني لا ينطلق من رفضه وإعلانه جاهزيته للتضحية في سبيل حماية الوحدة من مجرد حسابات مناطقية أو استحقاقات سياسية.. وانما من وحي عقيدة إيمانية قائمة بالأساس على الوحدة وتدعو الى التوحيد والتوحد وتحرم الفرقة لأنها مدعاة ضعف الأمة وهوانها وتكالب أعدائها عليها.. ولعل هذا المعنى هو الذي ظل حاضرا في رؤوس أبناء الشعب اليمني. حبل النجاة هل نستطيع القول ان الوحدة اليمنية أصبحت راسخة ولن تؤثر عليها مثل هذه الدعوات الانفعالية لأنها في الأساس وحدة شعب وليست وحدة نظامين أزالا براميل التشطير من طريقهما؟ الوحدة اليمنية لم تكن مجرد إزالة براميل التشطير ورفع النقاط الحدودية.. او توحيد نظام الحكم.. بل ان الوحدة اليمنية مثلت الانطلاقة الحقيقية لإزالة مخلفات الماضي وانتقال اليمن الى طور آخر من الحياة الكريمة.. لهذا فإن الوحدة هي حبل النجاة.. نجاة كل اليمنيين من كل الأخطار لأنها استمدت حقيقة وجودها من وعي الشعب.. هذا الشعب الذي لا يمكن مسخ تراثه وقيمه وأخلاقه ومعتقداته في حفنة من الزمن.. لأن الأصل هو من يستطيع البقاء دائما.. وكلما كان طارئا ينهار ويزول أمام وعي وصمود شعبنا اليمني صانع المعجزات الوحدوية.