ارتفع عدد الوفيات جراء موجة الحر الشديد التي تشهدها اليابان منذ أسبوعين إلى 80 شخصا كما نُقل آلاف إلى وحدات الرعاية المركزة بالمستشفيات في الوقت الذي حث فيه المسؤولون المواطنين يوم الثلاثاء على البقاء داخل المباني لتفادي درجات الحرارة التي تجاوزت 40 درجة مئوية. وقالت الحكومة إنها قد تقدم مساعدات مالية لتزويد المدارس بمكيفات هواء وأشارت إلى تمديد الإجازات الصيفية التي بدأت هذا الأسبوع بالنسبة لطلاب كثيرين. وعلى الرغم من أن معظم المدارس في طوكيو بها مكيفات هواء فإن عددا قليلا من المدارس في المناطق الريفية به مثل هذه الأجهزة. وقال يوشيهيدي سوجا كبير أمناء مجلس الوزراء في إفادة صحفية ”درجات الحرارة القياسية مستمرة في أنحاء البلاد وأصبحت الإجراءات الطارئة لحماية الطلاب وسلامتهم قضية مهمة“. ونصحت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (إن.إتش.كيه) الناس بشرب الماء باستمرار والبقاء داخل المباني. وبثت الهيئة مقاطع مصورة تتضمن تعليمات بشأن معالجة من يصابون بضربة شمس خفيفة. واقتربت درجات الحرارة من 40 درجة مئوية يوم الثلاثاء في مدن كثيرة وهو ما يقل بشكل طفيف عن يوم الاثنين عندما سجلت درجات الحرارة 41.1 في مدينة كوماجايا الواقعة شمال غربي العاصمة. وقالت هيئة الأرصاد الجوية اليابانية إن من المتوقع أن تخف درجات الحرارة بشكل طفيف هذا الأسبوع مع تحرك منطقة الضغط العالي المسؤولة عنها غربا وشرقا مما يسمح للهواء الرطب بجلب أمطار على بعض المناطق التي تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة. في سياق منفصل,. لقي ما لا يقل عن 74 شخصا حتفهم جراء حرائق غابات شبت في منتجع يوناني، منهم أطفال لقوا حتفهم في أحضان آبائهم. وأعلنت اليونان حدادا رسميا لمدة ثلاثة أيام على أرواح ضحايا الحرائق التي طالت عدة مناطق قرب العاصمة أثينا. وقال اليكسيس تسيبراس رئيس الوزراء في كلمة بثها التلفزيون ”تمر البلد بمأساة لا توصف“. وأضاف ”تعيش اليونان اليوم (حالة) حداد ونعلن الحداد الوطني ثلاثة أيام على من فقدوا أرواحهم“. وهذه الحرائق هي الأكبر في اليونان منذ أن اجتاحت حرائق مدمرة شبه جزيرة بيلوبونيز الجنوبية في أغسطس آب 2007 مما أسفر عن مقتل العشرات. وشب الحريق في قرية ماتي مساء الاثنين ولا يزال مندلعا حتى الآن في بعض المناطق. وفي مكان واحد عثرت أطقم الطوارئ على 26 جثة، منها جثث لأطفال، قرب قمة منحدر صخري مطل على أحد الشواطئ. وقال نيكوس إكونوموبولوس رئيس الصليب الأحمر اليوناني لتلفزيون سكاي ”حاولوا إيجاد سبيل للفرار لكن مما يؤسف له أن هؤلاء الأشخاص وأطفالهم لم ينجحوا في النجاة بأنفسهم قبل فوات الأوان. وبالغريزة عانقوا بعضهم عندما رأوا قرب نهايتهم“. ورغم مرور ساعات طويلة على نشوب الحرائق استمرت الرائحة النفاذة للمباني والأشجار المحترقة تملأ الهواء في أنحاء ماتي. وتجول سكان في الشوارع حيث كان بعضهم يبحث عن سياراتهم المحترقة وآخرون عن حيواناتهم الأليفة. ورأى مصور من رويترز أربع جثث على الأقل مسجاة على طريق ضيق تسده سيارات كانت في طريقها لأحد الشواطئ. وذكر خفر السواحل أن سفنا وقوارب تابعة له نجحت في إنقاذ ما يصل إلى 700 شخص ممن نجحوا في الوصول إلى الشواطئ وانتشلت 19 ناجين آخرين وأربع جثث من البحر. وقالت متحدثة باسم فرقة الإطفاء إن الحرائق أودت بحياة 74 شخصا على الأقل وإن عدد القتلى مرشح للزيادة. وأعلنت بولندا أن اثنين من مواطنيها وهما أم وابنها كانوا بين الضحايا. وقال متحدث باسم الحكومة إن عدد المفقودين لم يتضح بعد إذ أن سفن خفر السواحل لا تزال تمشط الساحل بحثا عن أي ناجين في حين رفعت المستشفيات العسكرية حالة الاستعداد القصوى. وقال مسؤولون إن أحد أصغر الضحايا رضيع عمره ستة أشهر لقي حتفه جراء استنشاق الدخان. وأضاف المسؤولون أن 187 شخصا على الأقل أصيبوا منهم 23 طفلا. وتقع ماتي على بعد 29 كيلومترا شرقي العاصمة أثينا وتعد مقصدا لليونانيين الذين يقضون العطلات. وأوضحت فرقة الإطفاء اليونانية أن كثافة ونطاق انتشار الحرائق في ماتي تراجع يوم الثلاثاء مع هدوء الرياح لكن لم يتم السيطرة عليها بشكل كامل حتى الآن. وطلبت اليونان توفير مساعدات عاجلة في مواجهة الحرائق التي خرجت عن السيطرة في أنحاء عدة من البلاد حيث أتت على منازل وعطلت خطوط نقل رئيسية. وعرضت قبرص وإسبانيا وإيطاليا وكرواتيا الدعم بعدما قالت اليونان إنها بحاجة لدعم جوي وبري من شركاء الاتحاد الأوروبي. وتندلع حرائق الغابات من وقت لآخر في اليونان لكن الشتاء الجاف نسبيا كان أحد عوامل قيظ الحرارة هذا الصيف. ولم يعرف على الفور سبب اندلاع الحرائق.