ارتفع عدد قتلى أسوأ حرائق تشهدها اليونان منذ عقود والمندلعة في أحراش وغابات جنوبي البلاد إلى أكثر من 44 قتيلاً، فيما بدأت السلطات تحقيقات موسعة لكشف أسباب هذه الحرائق، بعدما رجح مسؤولون أنها قد تكون قد تم إشعالها عمداً. ووجه رئيس الوزراء اليوناني، كوستاس كارامانليس، خطاباً عبر محطات التلفزيون الرسمية، أعلن فيه حالة الطوارئ في البلاد، نتيجة لهذه الحرائق. وقال كارامانليس إن هذا العدد الضخم من الحرائق المشتعلة "لا يمكن أن يكون من قبيل المصادفة"، وتوعد بمعاقبة المسؤولين عن إشعال تلك الحرائق. وعثرت فرق المطافي بين أنقاض القرى المحترقة غربي إقليم "بيلوبونيس" على 21 جثة، من بينها جثث ثلاثة من رجال الإطفاء، فيما لقي ستة أشخاص مصرعهم في الحرائق المندلعة في بلدة "آريوهورو"، نقلاً عن الأسوشيتد برس. ويجتاح أكثر من 170 حريقاً المناطق الممتدة من جزر "آيونيان" الغربية إلى شمال غربي اليونان وحتى جنوب البلاد. وساعد الجفاف والرياح الجافة في سرعة اشتعال وانتقال الحرائق، كما أعاقت تحليق طائرات الرش وعمليات إخماد النيران من الجو. وأعلنت السلطات في جزيرة "إيفا" شمال العاصمة أثينا حالة الطوارئ، وقالت عمدة مدينة "ستيرا" صوفيا موتسو "إذا فشلنا في إيقافها فلن تخلف النيران شيئاً." ويساعد العشرات من قوات الجيش اليوناني في عمليات مكافحة الحرائق، فيما تم إرسال المزيد من التعزيرات والمروحيات العسكرية فجر السبت إلى المناطق المتأثرة بالحرائق." وقال الناطق باسم دائرة المطافي نيكوس ديامنديز "جهودنا تنصب حالياً في إنقاذ الأرواح البشرية واولئك المحاصرين ومن ثم تحجيم الحرائق." وقالت مصادر أمنية في العاصمة أثينا أن السلطات اليونانية طلبت مساعدة الاتحاد الأوروبي للتصدي لتلك الحرائق. وأدت شدة الرياح، التي وصلت سرعتها إلى نحو 40 ميلاً في الساعة، إلى اشتعال حرائق فيما يزيد على 150 موقعاً، في الغابات المنتشرة بجنوبي اليونان، وفقاً للأسوشيتد برس. وأكد المسؤول بوزارة الداخلية سبايروس فلوغيتيس، إنه تم إخلاء ثلاثة قرى كاملة من السكان، فيما أشارت تقارير إلى أن ألسنة النيران امتدت إلى بعض البلدات بجزيرة "بيلوبونيس" الجنوبية. وكان حريق قد اندلع قبل أسبوع في إحدى الغابات على جبل "بنتيليكوس" شمال أثينا، مما أدى إلى إصابة عدة أشخاص، إضافة إلى تدمير آلاف الأفدنة، فيما أضطر آلاف السكان لمغادرة منازلهم. وأضاف المصدر أنه تم إخلاء مركز صحي كان بداخله 130 مريضاً، في ضاحية "ميليسيا" على بعد 20 كيلومتراً من وسط أثينا، كما أمرت وزارة الصحة بإخلاء مركز صحي آخر، كان يرقد فيه 21 مريضاً. وشهدت اليونان بعضاً من أسوأ الحرائق في الصيف الحالي، نتيجة للارتفاع القياسي في درجات الحرارة والجفاف، بالإضافة إلى عدد من الحرائق التي تم إشعالها عمداً في العديد من الغابات اليونانية./CNN
