أوضح الأستاذ أحمد العليي نائب وزير السياحة ومنسق الجبهة الوطنية الجنوبية لمقاومة الغزو والاحتلال أن المحافظات الجنوبية تشهد اليوم حراكاً جماهيرياً ثورياً ضد قوى الغزو والاحتلال، ونتيجة لغياب الأمن والاستقرار، وانعدام كامل للخدمات وسوء الحياة المعيشية الناتجة عن مشروع الاحتلال الذي أدى بالضرورة إلى تعطيل الكثير من المؤسسات الاقتصادية، وكل ذلك ولد ردة فعل غاضبة تنذر بثورة عارمة ضد المحتلين والغزاة. وأشار العليي إلى أن قوات الاحتلال حاولت إيجاد قيادات إدارية معينة من أبناء المحافظات الجنوبية الذين ارتموا في أحضان الغازي، ومع ذلك لا يوجد لهؤلاء العملاء على المستوى السيادي واتخاذ القرار أي حضور يذكر سوى أنهم أدوات تحركهم القيادة الإماراتية أو ما يسمى بالحاكم العسكري لمدينة عدن الذي يستأثر بكل مقدرات ومداخيل البلد ويرمي بالفتات للمرتزقة.. مؤكداً أن كل أبناء المحافظات الجنوبية ينظرون إلى مرتزقة العدوان نظرة ازدراء، كما أن المواطن اليمني أصبح اليوم أكثر وعياً وإدراكاً بالعدوان وممارساته ومقاصده لإذلال الشعب اليمني خصوصاً أبناء المحافظات الجنوبية. من موقعكم كمنسق للجبهة الجنوبية لمقاومة الغزو والاحتلال.. كيف تقرأون المشهد السياسي في المحافظات الجنوبية؟ المحافظات الجنوبية تشهد اليوم حراكاً جماهيرياً، وبعد ثلاث سنوات من العدوان والاحتلال، ونتيجة لممارسات قوات الاحتلال تولدت ردة فعل غاضبة تجاه تلك الممارسات داخل المحافظات الجنوبية، إذ لا أمن ولا استقرار، والمواطن الذي كُذب عليه أن الامارات جاءت لتمنحه الحرية والاستقلال، لم يجد في النهاية أي أثر لهذه الحرية والاستقلال، ولم ير أي واقع للخدمات الاجتماعية أو لاحتياجات المواطن الضرورية، بل خسر المواطن في المحافظات الجنوبية في ظل الاحتلال الاماراتي كل ما كان يتمتع به على الاقل من ناحية فرص العمل، وإمكانية وسهولة التنقل والحياة اليومية المعتادة التي كانت تعيشها مدينة عدن كغيرها من المدن في المحافظات الشمالية والجنوبية. اليوم هناك حالة الألم يعيشها أبناء المحافظات الجنوبية نتيجة غياب الامن والاستقرار، وانعدام كامل للخدمات، بالإضافة إلى سوء الحياة المعيشية الناتجة عن مشروع الاحتلال الذي أدى بالضرورة إلى تعطيل الكثير من المؤسسات الاقتصادية، كمؤسسة ميناء عدن، ومؤسسة تكرير النفط، ومصنع العزل، وكثير من المنشآت الاقتصادية التي كان يعتمد عليها أبناء عدن تحديداً، ناهيكم عن عملية الاستهداف المتكررة للكوادر اليمنية الجنوبية. وعلى إثر ذلك وجد الحراك الرافض لوجود قوات الاحتلال وسياساته الاجرامية والقمعية، والسجون السرية العديدة التي أقامتها قوات الاحتلال الاماراتي وزجت فيها بالكثير من أبناء المحافظات الجنوبية الأحرار، بدأت قوات الاحتلال ومن معهم من المرتزقة يمارسون أعمال القمع والتعذيب النفسي وممارسات لا أخلاقية بحق السجناء والمعتقلين.. كل ذلك دفع أبناء المحافظات الجنوبية اليوم للخروج للشارع ليعبروا عن رفضهم للاحتلال ومشاريع الاحتلال، فهم الآن يعودون إلى الوطن عودة قوية بعدما وجدوا أن كل الأحلام والشعارات التي رسمتها قوات الاحتلال وهي تنزل على الساحل اليمني العظيم في مدينة عدن كانت أحلاماً كاذبة ووهماً.. وبدأت الحقائق اليوم تتضح وخرج المواطن إلى الشارع قائلاً:" لا للاحتلال لا لتحالف العدوان" وهذا تغيير في مستوى وعي المواطن الذي يمتلك اليوم وعياً كبيراً يتزايد يوماً بعد يوم بفعل ممارسات قوات الاحتلال على الأرض، التي هي لاشك ممارسات عبثية وإجرامية ولا تعبر بالضرورة عن أبناء المحافظات الجنوبية. المرتزقة ألعوبة لا كرامة لهم هل لكم أن تطلعونا على بعض الحقائق التي توضح تعامل العدوان مع مرتزقته في المحافظات الجنوبية خصوصاً وقد تم الزج بالكثير منهم في معركة الساحل الغربي ؟ حاولت قوات الاحتلال أن توجد على الأقل قيادات إدارية معينة من أبناء المحافظات الجنوبية الذين ارتموا إلى احضان الغازي، ومع ذلك لا يوجد لهؤلاء العملاء على المستوى السيادي واتخاذ القرار أي حضور يذكر سوى أنهم أدوات تحركهم القيادة الاماراتية أو ما يسمى بالحاكم العسكري لمدينة عدن الذي يستأثر بكل مقدرات ومداخيل البلد ويرمي بالفتات للمرتزقة الذين وصل الأمر إلى افتقادهم لكرامتهم وحقهم في التعبير عن احتياج الوطن ومواطنيه، وبالتالي تحول هؤلاء المرتزقة إلى ألعوبة في أيدي قوات الاحتلال.. وأعتقد أن من يمتلك ذرة من الكرامة ومن الانتماء الحقيقي للوطن لا يمكن أن يقبل أن يكون عميلاً مطلقاً، وأشرف له أن يموت أو يبقى في بيته معزولاً بعيداً عن الناس بدلاً من أن يكون أداة طيعة لقوات الاحتلال فاقداً لكرامته، فاقداً لانتمائه الوطني.. وهذا كل ما يجري للأسف الشديد في المحافظات الجنوبية. مستوى الوعي يتنامى الشارع الجنوبي.. كيف ينظر إلى من باعوا أنفسهم لقوات الغزو والاحتلال وقاتلوا في صفوفها ضد وطنهم؟ كما قلت في السابق أن هناك مستوى من الوعي يتنامى لدى أبناء المحافظات الجنوبية وبالتالي اليوم يُنظر إلى كل من ارتمى في احضان العدوان على أنهم عملاء ومرتزقة، وأن تلك الشعارات التي رفعت في ذلك الحين هي كذب وخداع، وأنهم ايضاً كانوا يدركون طبيعة أهداف وتوجهات العدوان، وانهم كانوا موافقين على كل ما خططت قوات الاحتلال.. فمرتزقة العدوان ينظر اليهم اليوم كل أبناء المحافظات الجنوبية نظرة ازدراء، ولعل قادم الأيام تشهد انتفاضة عارمة ضد هؤلاء العملاء والمرتزقة، وضد من أتى بهم، وكما نقول دائماً :«أن كل من أتى على ظهر دبابة إماراتية سيواجه شعباً اصيلاً عزيزاً لا يمكن أن يفرط بانتمائه الوطني ولا بمقدراته» .. فالجميع أصبح اليوم أكثر من أي وقت مضى أكثر إدراكاً بالعدوان وممارساته بقصد إذلال الشعب اليمني، وإذلال أبناء المحافظات الجنوبية، وتمزيق نسيج الوطن الاجتماعي، وتقسيم اليمن وتحويله إلى مربعات وكنتونات صغيرة تنتشر فيها الجماعات الارهابية التي جاءوا بها من كل بقاع الارض. بل نخشى أن يصبح المواطن اليمني مواطن درجة ثانية لا رأي لهم ولا حرية سوى السجون والتعذيب، حينها يصبح المواطن في حالة استعباد، وهذا هو مخطط العدوان والاحتلال، وتحرك أبناء المحافظات الجنوبية اليوم وانتفاضتهم في وجه العدوان ضرورة كي لا نصل إلى مرحلة الإذلال لكل من هو يمني على الأرض. نخب سياسية تتحرك مع ما يمر به الوطن من عدوان واحتلال لجزء من ارضه.. أين يكمن دور القوى السياسية في استنهاض همم الأحرار من أبناء الوطن؟ أنا على قناعة كبيرة أن هناك- خصوصاً في المحافظات الجنوبية- نخباً سياسية تتحرك اليوم لمواجهة المشروع الاماراتي الاحتلالي الاجرامي، ولعل إنشاء الجبهة الوطنية الجنوبية - التي انتمي إليها- في أوائل العام 2016م كان إحدى ثمار هذا التوجه، إلى جانب وجود الحراك الجنوبي المشارك في الحوار الوطني بقيادة اللواء خالد باراس وزملائه الكرام ومواقفهم الوطنية في المواجهة والتصدي للعدوان، بالإضافة إلى فصائل الحراك الوطنية تحت قيادة حسين بن زيد بن يحيي، فقرارات جميع الأحرار معبرة عن الانتماء الحقيقي للوطن، وتوجب على الجميع مواجهة الغزو والاحتلال في المحافظات الجنوبية. ولنا أيضاً موقف آخر معلن وهو مواجهة العدوان بشتى الطرق والوسائل، حتى لو تطلب الأمر ورأت قيادة الثورة حمل السلاح في المحافظات الجنوبية، فالجميع جاهزون لحمل السلاح دفاعاً عن العزة والكرامة والوطن ومبادئ ثورة 21 سبتمبر المجيدة.