دعا رومانو برودي زعيم تحالف يسار الوسط الفائز في الانتخابات التشريعية الإيطالية التي جرت يومي الأحد والاثنين، الأطراف الدولية لقبول فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالانتخابات الفلسطينية. كما دعا برودي في حوار مع الجزيرة إلى مراجعة المواقف الأوروبية من الحكومة الفلسطينية الحالية التي شكلتها حماس بعد فوزها بالانتخابات التشريعية التي جرت في يناير/ كانون الثاني الماضي. وتعهد برودي في مقابلته مع الجزيرة بأنه سيعمل بفاعلية من داخل الاتحاد الأوروبي لتحديد موقف مستقبلي من مسألة منع المساعدات عن الحكومة الفلسطينية الذي اتخذه وزراء خارجية الاتحاد. من جهة أخرى أكد برودي عزمه سحب القوات الإيطالية العاملة في العراق التزاما بتعهداته الانتخابية، وذلك مباشرة بعد تسلمه الحكومة التي يعمل على تشكيلها مهامها، مشيرا إلى أن ذلك لن يكون بين عشية وضحاها ولكن بتنسيق ومشاورات مع الحكومة العراقية. وقد بدأ برودي أولى مشاوراته لتشكيل حكومة جديدة بعد أن فاز ائتلافه بالأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ، متقدما بفارق ضئيل على تحالف يمين الوسط الذي يقوده سيلفيو برلسكوني. ورجح برودي أن تباشر الحكومة القادمة مهامها بعد أن يكون أعضاء البرلمان الجديد قد اختاروا رئيسا جديدا للبلاد خلفا لكارلو أزيليو تشامبي الذي تنتهي ولايته في 18 من الشهر القادم. من جانبه قال الرئيس تشامبي إنه يريد أن توكل إلى رئيس البلاد الذي سيخلفه مهمة اختيار الشخص الذي سيكلف تشكيل الحكومة. ويعتبر برودي أن فوز ائتلافه بات واضحا في غرفتي البرلمان الإيطالي وأنه سيكون رئيس الوزراء المقبل، ويرفض برلسكوني الاعتراف بالهزيمة ويقول "لا يستطيع أحد أن يقول بأنه فاز"، مشيرا إلى وقوع "الكثير من المخالفات" في أصوات الإيطاليين في الخارج، مطالبا بالتدقيق في نتائج الانتخابات. وكانت وزارة الداخلية اعلنت الثلاثاء رسميا انتصار ائتلاف اليسار بقيادة رومانو برودي بحصوله على 158 مقعدا من أصل 315 في مجلس الشيوخ مقابل 156 لليمين وب342 مقعدا في مجلس النواب من أصل 630 مقابل 277 لليمين. وبناء على تقارب النتائج عرض برلسكوني على خصمه برودي تشكيل حكومة من ائتلاف واسع على شاكلة ألمانيا إلا أن زعيم يسار الوسط رفض ذلك العرض. وأشارت وزارة الداخلية إلى أن النتائج التي أعلنتها أمس تعتبر كاملة، إلا أنها ما تزال بحاجة إلى تصديق من محكمة التمييز لتصبح نهائية. ويتركز الخلاف بين الفريقين حول بطاقات الانتخاب "المطعون فيها" التي وضعها رؤساء مكاتب الاقتراع جانبا بانتظار البت بها بين الإلغاء أو احتسابها لهذا الطرف أو ذاك. ويبلغ عدد هذه البطاقات 43082 بطاقة لانتخابات مجلس النواب حيث حصل اتحاد اليسار على تقدم بلغ 25224 صوتا فقط، و39833 بطاقة لانتخابات مجلس الشيوخ. وانكبت اللجان الخاصة اليوم الأربعاء على درس هذه البطاقات لتقرير مصيرها. ونقلت الصحف الإيطالية أن نتائج البت بهذه البطاقات بالنسبة لمجلس النواب ستنتهي "الخميس أو الجمعة" إلا أن حساب أصوات الناخبين في الخارج بالنسبة لمجلس الشيوخ لن ينتهي قبل عيد الفصح أي الأحد المقبل.