وأنا أشاهد الآباء الذين يعرضون حالات أبنائهم المرضى الممنوعين من السفر للعلاج في الخارج بناءً على الاتفاق بين حكومة الإنقاذ وبين الأممالمتحدة, وكذلك النساء المصابات بأمراض فتاكة منها السرطان.. قلت لنفسي لا غرابة, إنها أميركا.. سمعنا أن التحالف العدواني هو من منع طائرات الأممالمتحدة من نقل مرضى الحالات الخطيرة, وكيف أن هذا التحالف قد دفع ب"حكومة أو شرعية الرياض" أن تصدر بيان رفض اتفاق نقل المرضى اليمنيين للعلاج في الخارج, وأنها لا توافق على أي اتفاق بين الحكومة في صنعاء وبين الأممالمتحدة.. إذا ما كانت دول التحالف قد بادرت إلى ذلك المنع المشين, وإذا ما كان من لديها من الأتباع اليمنيين قد سلكوا مسلكها بعد ثلاثة أيام حتى يقال بأن المنع كان يمنياً.. فإننا لا نستطيع إلا أن نقول إنها أميركا ولا غرابة ما دامت أميركا, كونها من جمع أحطاب هذه الحرب العدوانية على اليمن, ومن أشعلها, ومن نصب القائمين عليها من الخليجيين.. كواجهة تكون لها واجهة أخرى يمنية, الجميع يعرف أن أميركا تستطيع إيقاف هذه الحرب- بدمارها وجرائمها في حق الإنسانية- بكلمة واحدة, ودون أن تتعب نفسها إدارة ترامب حتى بإرسال صهر الرئيس "اليهودي الأميركي كشنر" إلى الرياض أو أبو ظبي, فكل من في واجهات التحالف العدواني على اليمن وسيادته لهم سيد واحد يقبع في المكتب البيضاوي في البيت المسمى بالأبيض.. لا غرابة إنها أميركا المليء تاريخها السيئ بما هو معادٍ للإنسانية وحريات الشعوب وصاحبة أكبر سجل في استخدام حق النقض "الفيتو" ضد تلك القضايا.. لا غرابة إنها أميركا التي اقتضت مصلحتها إشعال هذه الحرب العدوانية, والتي رأت أن دمعة واحدة- وإن من قبيل المزايدة- لا يستحقها ألوف, بل عشرات الألوف من أطفال اليمن ونسائه ومدنييه الممزقة أشلاءهم والمدمرة منازلهم والمنهكة أجسادهم بالأمراض المختلفة وبالجوع والحصار.. الخ.. الخ.. فيما تفوق التماسيح في دموعها وهي تتباكى مقدماً على أطفال سوريا في إدلب منذ شرعت في التحضير لمسرحيتها لتصوير قتلهم بالسلاح الكيماوي على يد النظام في سوريا, وهاهي تعزز من احتلالها لأرض سوريا وتتوسع في قواعدها وأساطيلها الحربية, لتنفيذ ما أعدت له من جرائم في حق الشعب السوري, بحجة الغيرة على أطفال ومدنيي سوريا إدلب.. لكل من تبكيه وتمزقه آلام مشاهدات ما حلت وما تحل باليمنيين من فظاعات ودمار شامل وجرائم حرب نقول لا غرابة إنها أميركا التي كان يكفي رئيسها أن يتأثر لإحدى جرائمها في اليمن من جريمة "سنبان" و"المخا" فالقاعة الكبرى وأطفال "ضحيان" إلى صيادي "الحديدة" وغيرها من المجازر التي تقول: أما تستحق واحدة منها أن تسيل لها دمعة واحدة من عين التمساح الأميركي!! "شيء من الشعر" إلى الحسين بن علي "ع" من بذرةٍ في "كربلاء" "عمَّار" يُحيي أخصب المشاتل شاء ولي العهد أو أبى