بالوقوف على القضايا التي ناقشها الاجتماع المشترك لمجلس الوزراء واللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام يوم أمس يتأكد بوضوح أن المرحلة الراهنة هي مرحلة البناء والتنمية والتمكن الاقتصادي الذي ينعكس بمردوداته ونفعه وخيره على الوطن والمواطن والنهوض بواقع الحياة والارتقاء بحياة الناس وتوفير احتياجاتهم من مشاريع الطرق والاتصالات والمستشفيات والمراكز الصحية والمدارس والجامعات والسدود والحواجز المائية وغيرها من متطلبات المجتمع. وترتسم في إطار هذا المشهد الصورة الحقيقية للواقع التنموي الذي نعيشه والمسيرة النهضوية التي يقودها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح .. بتعبيراتها وملامحها المتجددة والمستمرة والتي تفصح بدقة متناهية بأن التنمية ستظل هي معركتنا وقضيتنا الدائمة لكونها التي تشكل محور الارتكاز للارتباط بحضارة العصر ومواكبة تحولاته ومتغيراته بروح وثابة تستند على قواعد المعرفة والابداع والإنجاز في ميادين البناء والتطور. - ومن هذه القناعة فقد حرص الاجتماع المشترك برئاسة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية على أن ينصب الاهتمام والتركيز على قضايا جوهرية وحيوية تتصل مباشرة بهموم وتطلعات المواطنين وأحوالهم المعيشية .. حيث جرى تكريس النقاش على الخطط والبرامج الآنية والمستقبلية وآليات تنفيذ المشاريع التنموية ذات الانتاجية العالية التي توفر أكبر قدر من فرص العمل .. وتسهم في امتصاص البطالة وتعزيز الانتاج والدفع بحركة النمو في المجتمع على نحو يرفع من المستوى المعيشي للإنسان اليمني. ومن إيجابية هذا الاجتماع أنه الذي عُني بملامسة تلك القضايا بشفافية مطلقة .. وبالطريقة الصحيحة التي تحفز على ترقية الأداء والانتاج في مختلف المجالات خاصة وأن ما نحتاجه اليوم ليس التنظير والشعارات السياسية الجوفاء وإنما المزيد من العمل والبذل والعطاء والسعي الجاد صوب إنجاز المشاريع الصناعية والإنمائية وجذب الاستثمارات وإعداد الإنسان وتأهيله عن طريق تجويد التعليم والتوسع في إقامة المعاهد الفنية والمهنية والسير في طريق النهضة الشاملة والمستدامة وتقليص المسافات بين الآمال وتحقيقها. فهذه الخطوط وليس غيرها هي من تستدعي أن تكرس لها كل الجهود والطاقات الوطنية باعتبارها مفتاح التطور والرخاء .. وتتعزز ايجابية هذا التوجه وفاعليته بالخطوات العملية والتنفيذية التي اتخذتها الحكومة والتي كان من أولى ثمارها تخصيص «20 مليار ريال» لتمويل العديد من المشاريع التي من شأنها استيعاب الكثير من القوى العاملة .. لما تشكله هذه الخطوة من تعبير صادق على التزام الحكومة بواجباتها تجاه كافة أبناء المجتمع اليمني على عكس أولئك الذين لا يعجبهم العجب ممن يتحدثون عن الوطن من أبراج عاجية بعد أن عزلوا أنفسهم عن الناس إلى درجة باتوا فيها لا يدركون حقائق الواقع أو ما يعتمل فيه من حراك إنمائى واقتصادي وديمقراطي واجتماعي ، ولأن مثل هؤلاء قد انشغلوا بمصالحهم الضيقة .. فإن أصواتهم عندما ترتفع لتصف الوضع القائم في البلاد بالكارثة حسب زعمهم .. إنما هم بذلك لا يعبرون سوى عن الأزمة النفسية التي تسيطر عليهم .. وكذا ما وصلوا إليه من إفلاس سياسي وأخلاقي ، ومثل هؤلاء الذين لا يجهل الشعب حقيقتهم وأنهم الذين يتحدثون عن الفساد فيما هم من رموز الفساد والغارقين في أوحاله سواءً كان هذا الفساد مالياً أو سياسياً .. وربما غاب عن هؤلاء الذين دفعتهم انتهازيتهم الفجة إلى رمي بيوت الآخرين بالحجارة .. أن بيوتهم من زجاج وأنها أكثر هشاشة مما يتصورون .. وان اعتمادهم على تطبيق المثل القائل «رمتني بدائها وانسلت» لا يمكن أن يخفي حقيقتهم وطبيعة الأعمال والسلوكيات غير المشروعة التي ينتهجونها والمتصادمة قطعاً مع مصالح الوطن والمواطنين. وفي حالة كهذه فقد علّمتنا التجارب أن الأصوات الزاعقة في الهواء .. والتي لا هدف لها سوى التضليل وتزييف الحقائق .. ستظل مجرد طحالب تتجمع حولها الطفيليات ويصعب عليها خدش روعة إنجازات هذا الوطن على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والسياسية.. إن هذه الأصوات النشاز -مع الأسف الشديد- لا هم لها سوى مصالحها الذاتية والأنانية .. والتي تأتي على حساب مصالح الوطن والمواطنين. ومن المؤكد والبديهي أنه لا يصح إلا الصحيح وأن حبل الكذب قصير مهما طال ، وستبقى الحقيقة هي الحقيقة الواضحة التي يلمسها الناس ويعيشونها وتترسخ في أذهانهم .. وغير تلك الحقيقة ليس إلا غثاءٌ كغثاء السيل