استغلال بشع وامتهان وضيع واستنزاف للثروة البشرية وغيرها من الممارسات الوحشية يمارسها المحتل في الأراضي المحتلة ولاسيما عدن طيلة ثلاثين شهراً من الاحتلال . ثلاثة أعوام من الاحتلال الأمريكي إماراتي -سعودي كانت كافية- ليدرك الشارع الجنوبي حقيقة المحتل وأهدافه الدنيئة بعد ان انكشف القناع من على وجه المحتل الذي لطالما حاول ان يجمله ويحسنه بسلوكياته وأعماله الإجرامية ضد أبنائنا وأهالينا في عدن ومارس أبشع أصناف الانتهاكات الصارخة وقتل وشرد واغتصب ودمر كل ما يمس المواطن والوطن . بكل وقاحة وابتذال لا تزال قوات الاحتلال الإماراتي تمارس كافة الصلاحيات والمهام في الأراضي المحتلة وبعنجهية وغطرسة تجعل من أدواتها المرتزقين غطاء لفظائعها الإجرامية وتوكلهم مهام صورية لتتستر عن وجهها القبيح وتدخلها السافر في الأراضي اليمنية وحتى تزيل اي شبهة أو اتهام قد يطالها مستقبلا فيما يتعلق بالاحتلال . لقد تعمدت قوات الاحتلال الإماراتي طيلة أمد العدوان على إقلاق السكينة العامة ونشر الإرهاب والتطرف من خلال دعمها المستمر واللامحدود للجماعات الإرهابية والمتطرفة ورعايتها لمليشيات إجرامية تمارس القتل والبلطجة والإرهاب ضد المدنيين بكل وقاحة واستهتار بحرمة الدم والأرض والعرض ورغم كل ذلك الا أنها تمادت في مسار التدمير والهدم حتى شلت العملية التجارية وأغلقت المؤانى والمطارات وأفرغت مؤسسات الدولة من كوادرها لتستبدلهم بأشخاص ينفذون أوامرها. كانت ولازالت عدن مهددة بجرائم الإرهاب والتفجيرات الانتحارية، والاغتيالات وحوادث الاغتصابات، والطرد والتهجير القسري بصورة مناطقية، فضلاً عن جر الآلاف من شباب عدن والمحافظات الجنوبية المجاورة لها إلى محارق الساحل الغربي, وفي الجبهات الحدودية ليقاتلوا بدلاً عن السعودية والإمارات ويقتلون أخوانهم اليمنيين . ومن هذا المنطلق فإنني أوكد لأخواني وأهلي في مدينة الحديدة ألاّ يلتفتوا لوعود المحتل وأسطواناته المتفجرة التي يسوقها بين الفينة والأخرى بهدف إيجاد موطئ قدم لجنوده ومرتزقته ليمارسوا فحشهم وبشاعتهم كالتي مارسوها ضد أهلنا وإخواننا في عدن غير آبهين بروابط الإخوة والقرابة وغير مدركين فداحة ما يقومون به من وحشية وعهر منقطع النظير . إن الحراك الشعبي اليوم في الأراضي الجنوبية المحتلة ظهر نتيجة لاستفحال الفساد وتفشي ظاهرة النهب والارتزاق على حساب مصالح الوطن والمواطن ما تسبب في هدر الثروات ونهبها وتدمير الطاقات واغتيال الكفاءات وهدم كل ما يتعلق بخدمات المواطن بل انه طال حياة الأبرياء وأعراضهم وكرامتهم وهذا ما لم يكن يحدث لولا انعدام القيم والأخلاق لدى قوى الاحتلال وأدواتهم وتسبب في إنفجار ثورة شعبية عارمة هي بداية لسيل جارف سيزلزل عروش المحتل ويجرفهم الى غير رجعة.