ما أقبح وجه العالم.. وما أبشع الصورة التي بدت عليها حقيقة الدول المدعية انها راعية للديمقراطية والحرية وانها الحارس اليقظ المدافع عن حقوق الإنسان.. حين تقف خرساء صماء إزاء الجرائم البشعة وممارسة الذبح والنفي والإقصاء والتنكيل للأنظمة الديكتاتورية الموغلة في الطغيان والاستبداد وأخذت من القمع منهجيتها في الحكم غير واضعة قيمة للرأي أو للإنسان.. فكل من عرض لسانه بانتقاد لمسؤول غبي او من قال لا في وجه أمير مصاب بالطيش كان مصيره السحل من الوجود. فأمام الأموال المتدفقة تنهزم القيم وتخمد جذوة الضمير الإنساني وتخرس الألسن عن قول الحقيقة.. الأنظمة المأفونة سيئة الصيت السعودية والإمارات تمثل النموذج الأسوأ والأكثر صفاقة وتحتل المرتبة الاولى عالمياً في انتهاكات حقوق الانسان والأكثر دموية عالمياً وكراهية لكل معاني الحرية.. وما أكثر الشواهد والأدلة والمجازر الاجرامية التي خلفها النظام السعودي على مدى العقود من السنوات التي مر بها وكانت الاساس في تشكيلة بناء هذه الدولة الضالعة في الإجرام والنقيصة فعامل الكراهية المحرك الأساس في علاقاتها مع ابناء المملكة او مع جيرانها ويتجلى ذلك العامل المشبع بالحقد بعلاقتها باليمن، فمنذ قيام الثورة اليمنية 26سبتمبر برز ذلك الحقد على اليمن، فلم يكتف النظام السعودي بتسخير كل إمكاناته لوأد الثورة اليمنية، بل تعاون مع العدو الاسرائيلي ومع بريطانيا لإخماد الثورة في مرحلة الستينات ولم يتوقف عن ذلك بل ظل عامل الحقد الثابت المتكرر في كافة المراحل الزمنية.. مروراً باستشهاد الشهيد إبراهيم الحمدي- رحمه الله- وإذكاء الحروب بين ما كان ما يسمى باليمن الشمالي والجنوبي.. وحتى يومنا هذا.. كما لا تقل دور دولة الامارات في ممارسة ذات الدور السعودي سواءً مع جيرانها أو مع شعبها.. ولا يسعنا في هذا الحيز أن نستعرض تاريخهم المشبع بالكراهية والحقد.. فانتهاكات حقوق الانسان وتكميم الأفواه ولغة التنكيل مع معارضي النظام هو القاسم المشترك بين الدولتين.. وكل نظام يجتر تاريخ من الدماء وجرائم تقشعر لها الابدان وما خلفته الحرب الظالمة عن اليمن مؤخراً من المآسي والجرائم التي طالت الأطفال والنساء والشيوخ ليست سوى واحدة من تلك الجرائم التي تجاوزت الحدود والمعاني الانسانية.. وما اكثر الضحايا والجرائم والانتهاكات لمركب آل سعود السائر على بحيرة من دم.. فهل العالم والدول الراعية لحقوق الانسان كما تدعي ستغير موقفها من دعم تلك الأنظمة؟!.. وهل ستحرك قضية الصحفي جمال خاشقجي الذي لم يكتف النظام السعودي بتصفيته بوسيلة قتل عادية، بل استخدم منشاراً لإعدامه؟!.. وان تفتح هذه القضية بوابة الدخول لعالم من الجرائم المماثلة التي انتهكها هذا النظام ليرى العالم حقيقة هذا النظام الموغل في اجرامه.