أوضح وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي بان انتصار الشعب اليمني في طرد المستعمر البريطاني في ال30 من نوفمبر 1967م ما كان له أن يتحقق لولاء توحد الشعب اليمني في مسيرته النضالية من أقصاه إلى أقصاه في الثورة اليمنية 14أكتوبر 1963م، والذي بدأ من هبة اليمنيين جميعاً إلى ميادين الدفاع عن ثورة ال26 من سبتمبر ونظامها الجمهوري. جاء ذلك في المقال الافتتاحي الذي كتبه وزير الدفاع لمجلة الجيش العدد(420) وقال اللواء العاطفي: (لقد جثم الاستعمار البريطاني على صدور اليمنيين (129) عاماً، ولم يتوقف يوماً الكفاح ضده، ولكن هذا الكفاح اتخذ صورة الانتفاضات المنعزلة عن سياقها الشعبي في الجنوب، وسياقها الوطني في اليمن، وكان المستعمر يواجهها بسياسته الخبيثة التي تقوم على مبدأ (فرق تسد) وعلى هذا الأساس كان المستعمر الغاصب سرعان ما يخمد مثل هذه الانتفاضات في حضرموت وفي شبوة، وفي الضالع وفي عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية والشرقية التي قسمها المستعمر البريطاني إلى أكثر من (22) مشيخة وسلطنة ليسهل له ترسيخ وجوده على الأرض اليمنية). مشيرا إلى أن أبناء الشعب لم يتمكنوا من الانتصار على المستعمر البريطاني إلا عندما وجدت الأسباب والعوامل لارتقاء وعيه إلى مستوى فهم أهمية وحدته النضالية لنيل حريته واستقلاله وتحقيق تطلعاته في التغيير الجذري لأوضاعه البائسة.. لتهيئة الظروف بفعل التحولات الكبرى العالمية باتجاه يصب في صالح هزيمة المستكبرين وانتصار المستضعفين على امتداد الوطن العربي والعالم الثالث في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، كله كان الوطن العربي في قلب هذه التحولات، واليمن جزء منه. وأضاف وزير الدفاع بقوله: (ما أشبه الليلة بالبارحة، وما أحوجنا إلى توحيد إرادتنا وأداتنا الكفاحية والنضالية في مواجهة الغزاة والمحتلين الذين عادوا بوجوه قبيحة أبشع من تلك التي عرفناها في الماضي). مشيدا بالانتصارات العظيمة التي يحققها أبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات وفي ما وراء الحدود.. لافتا الى اهمية استحضار ذلك التاريخ المجيد لشعبنا لنستعيد وعينا الذي افتقده البعض بسبب هيمنة المال النفطي القذر لمملكة آل سعود وآل زائد والذي أغراهم وأوقعهم في مستنقعه النتن. وأردف قائلا: (إن قوى الفساد والعمالة والارتزاق قد أسهمت في حفر ذلك المستنقع لإيقاع بعض أبناء شعبنا فيه تحت عناوين وشعارات مناطقية وطائفية وجهوية بغية تمرير تلك المخططات للقوى الرجعية في المنطقة والإمبريالية بقيادة أمريكا، ومعها من جديد بريطانيا وإسرائيل والصهيونية العالمية. وأكد وزير الدفاع بقوله: (إن الاحتفال بالعيد ال55 لثورة ال14 من أكتوبر يأتي هذا العام وجيشنا ولجاننا الشعبية يحققون انتصارات نوعية في مختلف جبهات مواجهة العدوان الغاشم الذي يتجرع مرارة الهزائم على أيدي أبطالنا الميامين المدافعين عن سيادة واستقلال ووحدة الوطن.. كما تأتي هذه المناسبة الوطنية العظيمة وشعبنا يمر بمرحلة لم يسبق أن مرّ بها وهو يتعرض لأبشع جرائم قوى العدوان الهمجي للعام الرابع على التوالي، والتي مارس خلالها أشنع جرائم الإبادة عبر التاريخ بحق شعبنا في الشمال والجنوب، والشرق والغرب، قتلاً وحصاراً مباشراً وحرباً اقتصادية قذرة.. فمن لم يباد بصواريخ وقنابل طائراتهم الهمجية يموت من الجوع والمرض الذي يفتك باليمنيين في كل مكان، ولا يجوز لأي يمني أن يقف متفرجاً تحت تأثير أوهام سوّقتها قوى الارتزاق بعد أن أصبحت أهداف هذا العدوان وغاياته واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار. واختتم اللواء العاطفي افتتاحية المجلة بالقول: (من هذا كله نخلص إلى حقيقة واحدة أن تسريع موعد النصر يتحقق بوحدة اليمنيين الذين باصطفافهم وتلاحمهم أمام هذا العدوان الباغي سيهزمون لا محالة قوى الشر والطغيان، وبهذا نكون قد أعدنا للثورة اليمنية عموماً ولثورة أكتوبر خصوصاً عظمتها، وأعدنا الاعتبار لتضحيات اليمانيين فيها، ولدماء الشهداء الأماجد التي ارتوت منها تربة اليمن الطاهرة، فأثمرت استقلالاً وحرية ووحدة )