يحتفل اليمانيون في جنوب وشمال وشرق وغرب الوطن بيوم نيل شعبنا استقلاله الناجز عن الاستعمار البريطاني ال30 من نوفمبر67م, وبقدر ما هي مناسبة وطنية يمنية عظيمة ومجيدة توجت كفاح شعبنا ضد قوى وأخبث إمبراطورية استعمارية عرفها التاريخ, مثل هذا اليوم المجيد بذات القدر مناسبة قومية عربية إذا ما نظرنا إليها في ضوء ظروف وأوضاع تلك المرحلة ومعطيات تداعيات أحداثها في مسيرة النضال العربي التحرري الاجتماعي السياسي العسكري ضد الاستعمار ومخلفاته وأتباعه بحلفه الرجعي الصهيوني والتي كانت أبرز مظاهرها السلبية نكسة عدوان إٍسرائيل في 5يونيو حزيران 1967م والتي لا يفصلها عن انتصار شعبنا ضد الاستعمار البريطاني سوى أقل من ستة أشهر, وهنا عبر استقلال الأراضي اليمنية الواقعة تحت الاحتلال البريطاني عن قدرة الشعب اليمني على تبديد الضباب الغاشم الذي حجبت كثافته رؤية أمتنا عن إشراقات مسيرتها النضالية على طريق التحرر من السيطرة والهيمنة الاستعمارية الغربية في شكلها القديم والحديث المتمثل بعد 51عاماً من ذكرى النكسة الكئيب عربياً والفرحة اليمنية القومية العربية بطرد شعبنا آخر جندي بريطاني من على أرضه المباركة.. اليوم ومن جديد يخوض اليمانيون معارك حرب عدوانية استعمارية تتصدرها الأنظمة الرجعية العميلة في المنطقة وعلى رأسها نظاما آل سعود ودويلة الإمارات.. متوهمة أنها قادرة على تحقيق خطط مشاريع الاستعمار في اليمن والمنطقة التي أسقطناها قبل أكثر من خمسة عقود بتضحيات خيرة أبناء شعبنا وشعوب أمتنا العربية والمتجسدة في انتصارات أبناء اليمن على عدوان إجرامي صهيوأمريكي لم يشهد التاريخ مثيلاً لبربريته وتوحشه وعلى مدى أربعة أعوام من الدمار والخراب والحصار بحق شعبنا ووطننا.. وهنا لابد من الإشارة إلى ما يبعث الأسف والأسى بأن الكثير من أبناء وأحفاد من هزموا أعتى إمبراطورية استعمارية لا تغيب عنها الشمس قبلوا على أنفسهم أن يكونوا أحصنة طروادة للغزاة والمحتلين الجدد الذين هم ليس أكثر من أدوات تنفذ أجندة أسيادهم من المستعمرين القدامى والجدد وعلى رأسهم أمريكا وبريطانيا وغدتها السرطانية إسرائيل.. ومع ذلك فإن صمود شعبنا وصبره وانتصاراته في هذه المواجهة غير المتكافئة قد أثمرت خلال أربع سنوات انكشاف الطبيعة الإجرامية للحرب القذرة التي يشنها التحالف السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني على شعبنا وشعوب الأمة العربية والإسلامية, والتي كانت الجريمة الشنعاء والبشعة التي ارتكبها النظام السعودي بقنصليته في اسطنبول وكان ضحيتها الصحفي السعودي جمال خاشقجي هي قطرة من بحر جرائم هذا النظام الرجعي المتخلف التكفيري ضد شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية, والقشة التي قصمت ظهر بعير مملكة النفط والإرهاب التي أصبحت ممثلة بسلمان وولي عهده محمد بن سلمان مفضوحة أمام شعوب أمتنا العربية والإنسانية.. وفي هذا المنحى يأتي رفض أبناء تونس والجزائر وموريتانيا زيارة السفاح بن سلمان مؤشراً حقيقياً على يقظة شعوب الأمة وفي مقدمتها شعبا تونس والجزائر وكل شعوب المغرب العربي الذين عبروا عن موقف واعٍ ومدرك للدور الرجعي الذي كانت وما زالت تلعبه أسرة آل سعود ومن يدور في فلكها من أنظمة دويلات الخليج.. إن هذا التحرك يجدد الأمل ويبعث على التفاؤل في يقظة الشعوب العربية وانتصارها لقضاياها المصيرية وفي مقدمتها فلسطين ولحاضر ومستقبل أجيالها الذي يحاول أعداء الأمة القضاء عليها عبر هذه الأدوات الإرهابية الخائنة للعرب والمسلمين لصالح الهيمنة الاستعمارية الغربية الصهيونية.. فتحيةً لشعبي تونس والجزائر ولكل أحرار العالم الواقفين أمام قوى الظلم والظلام الرجعي الإمبريالي.. فغطرسة القوة والمال النفطي تنكسر أمام إرادة الحرية والاستقلال والكرامة والعدالة والحق.. وهنيئاً لشعبنا اليمني احتفالاته بذكرى الاستقلال المجيد ال30 من نوفمبر 1967م, ومثلما انتصرنا ضد المستعمرين في الماضي سننتصر للحاضر والمستقبل ضد المستعمرين وأدواتهم الإجرامية الارتزاقية العميلة, وإن غداً لناظره قريب.