في كل مناسبة كان هذا اليوم مولد خير الورى محمد صلى الله عليه وآله وسلم يمثل نصرا وزخما جماهيريا ونفيرا عاما في وجوه الظالمين, وهذا ما أوصلنا إلى ما نحن فيه بحمد الله من ثبات وانتصارات رغم قلة العدد والعدة ورغم المواجهة الكبيرة لدول العالم, بل ولأكبر واقوى واغنى دول العالم, بزعامة أمريكا واسرائيل وآل سعود وال زايد.. وهكذا سنستمر على العهد عشقا وحبا وولاء واحتفالا برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولن نتوقف مهما كانت الظروف ومهما كانت العقبات.. فنحن كيمنيين استمدينا ايماننا من إيمان من شهد لنا بالإيمان.. ورشفنا الحكمة من حكمة من شهد لنا بالحكمة, من نحتفل اليوم بميلاده الأزهر.. «26سبتمبر» سلطت الضوء على عظمة هذه المناسبة مع فضيلة العلامة السيد عبد الخالق العجري المؤيدي: حوار: زهير الهيلمة في البداية حدثونا عن أهمية هذا اليوم الأغر العظيم في قلوب المؤمنين واليمنيين بشكل خاص؟ صلوات الله وسلامه على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين في البداية أتقدم بخالص التحايا والتهاني والتبريكات لقائد الثورة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي أيده الله, ولجميع المجاهدين المرابطين الأبطال من جيشنا ولجاننا ولكل مجاهد يعمل في أي مجال جهادي لله ولأجل كرامة هذا الوطن, وهي لكل مؤمن محب لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله, في بلد الإيمان والحكمة وفي سائر بلاد الإسلام, وأشكر صحيفتكم الرائعة والتي تهتم بمثل هذه المناسبات العظيمة, وأنتم في دائرة التوجيه المعنوي تمثلون جبهة وطنية شامخة, ومن خلالكم يرى العالم بوارق الانتصار, ونخب الرجال الأبطال. طبعا الكل يعرف عظمة رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم, ويعرف الجميع ما قدمه صلوات الله عليه وعلى آله للأمة, وما لاقاه من متاعب ومشاكل وتشريد وتجويع وحصار هو ومن معه من المؤمنين طيلة مسيرته ا لربانية. والأثر الذي تمثله مثل هذه المناسبات, كبير وعظيم, ويتجسد هذا الأثر واقعا بقدر وفائنا وولائنا لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم, وما هذه المناسبة العظيمة إلا انعاكس لمحبة رسول الله داخل القلوب, ولذلك يتسابق المؤمنون في الأقطار وخصوصا في اليمن للاحتفاء بهذه الذكرى العظيمة. والاحتفاء بهذه الذكرى سنويا, يمثل رافدا وشحنة إيمانية إن صح التعبير, لكل محتفل بميلاده صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله لعام كامل وأكثر, ونحن نجعل هذه الأيام المعدودة كل عام لتذكر واستلهام أخلاقه العظيمة, وجهاده وصبره وحكمته وعبادته واخلاصه ولجميع شمائله, لكي نحييها في نفوسنا ونترجمها واقعا في مناحي حياتنا, ليس في هذه الأيام فقط بل في كل مسيرة حياتنا.. وتمثل هذه المناسبة مدرسة محمدية متكاملة نستقي من خلالها الهدى والنور الذي جاء به صلوات الله عليه وعلى آله وسلم. هناك من يقول بان المولد النبوي الشريف والاحتفال به هو بدعة منكرة في الدين لم يقم بها النبي صلى الله عليه واله ولا اصحابه الكرام من بعده.. ما ردكم على ذلك؟ القضية من أساسها مشروعة, قضية الاحتفال من حيث هو مباح ولا مانع منه, والسؤال المفترض أن يوجه لمن يمنعون الاحتفال بهذه المناسبة, وغيرها من المناسبات الدينية, أن نقول لهم: هاتوا الدليل على أن الرسول صلوات الله عليه وعلى آله حرم الاحتفال بالمولد؟ هكذا هي أصول النقاش, لأن الأصل في الأشياء الإباحة, مثلا لو يجي واحد يمنعك من أن تعطي أولادك جائزة إذا تفوقوا.. وانت تسأله ليش, وهو يقول لك قل لي من هو أول من أتى بهذا الأمر' ويحتج عليك بأن رسول الله والصحابة لم نسمع ان احدا منهم اعطى ولده جائزة لأنه تفوق في العلم... أليس هذا يعتبر سخفا منه.. او اليس المفترض ان يوجه السؤال له هو بأن تسأله وتقول بل أنت هات الدليل على ان الرسول صلوات الله عليه وعلى آله وسلم نهى وحرم ان تعطي ولدك جائزة اذا تفوق في دراسته... يعني الذي اريد ان اوصلك إليه هو أنهم يحولون المسائل المباحة التي لا نقاش حولها أصلا إلى مسألة شرعية وانها لكونها مسكوت عنها حرام وان النبي لم يفعلها وو الخ .. والمقصود بهذه المناسبة لا مانع منه, بل فضله لا يخفى على مسلم, إذ المقصود باقامة المولد النبوي الشريف هو التعظيم لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم. وفي المقابل أعداء رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وسلم من الأمويين سابقا ومرورا بالتيارات المتشددة الذين سبكوا روايات مكذوبة وادخلوا في الدين ما ليس فيه' والذين يمثلهم بأجلى صورة الوهابية اليوم, فالوهابيون وأسلافهم من قبلهم دائما يشنعون على من أقام هذه المناسبة وأي مناسبة دينية تذكّر المؤمنين بشرع الله ونوره وهداه. هل يوجد هناك دول وشعوب اسلامية وعربية تحتفل بهذا اليوم مثلما يحتفل به اليمنيون؟ الدول التي تحتفل بهذه الذكرى كثيرة واستطيع ان اقول لك كل دولة مسلمة وحتى كل دولة يتواجد فيها مسلمون, ولكن دولة كنظام يحيي هذه المناسبة فقليل جدا' انما جزء من شعوب هذه الأمة لا بأس به هم من يحيون هذه الذكرى.. أما اليمن فلا يخفى على أحد, واليمن هي الدولة الوحيدة التي لا توجد محافظة من محافظاتها الا ويقيم أبناؤها المولد, فلليمن علاقة وثيقة برسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم. وفي مصر طبعا تقام هذه الذكرى في المساجد والمجالس والبيوت بشكل واسع وحتى على قنوات التلفزيون الرسمية' وكذلك في تونس وليبيا والجزائر والاردن وسوريا والعراق ولبنان وحتى في دول الخليج تقيمه الطوائف الشيعية والشافعية وفي كل الدول الاسلامية والعربية كما اسلفت. يا ترى ما هو الدليل او الاثر الواضح على اباحة الاحتفال بهذا اليوم من كتاب الله والسنة النبوية المطهرة؟ السؤال مهم جداً جداً لأن المشككين في المناسبة يظنون أنهم بذلك يتحدون من يقيم المناسبة وأن من يقيم المناسبة لا معرفة لهم بالشرع, وهذا من الغرور الكبير فهم دائما يصنفون غيرهم بالجهلة والمشركين والكفار والفساق والخ من الألفاظ النابية القذرة.. وكما أسلفت موضوع الاحتفال في ذاته ليس ممنوعا ومن حرمه فهو الذي عليه أن يورد الدليل على تحريمه بآية أو نص ظاهر في التحريم للاحتفال بعينه.. ومع ذلك ورغم أن الدليل ليس علينا في مشروعيته إذ مشروعيته كونه عملا مباحا' هذا على أقل تقدير, إنما لدمغ باطل المشككين من والوهابية وغيرهم أورد لكم بعض الأدلة.. 1- من القرآن يقول تعالى: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) وهل هناك اعظم فضل من نعمة رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم, وهو الرحمة يقول الله تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) إذا فالله نهى عن الفرح وذم الفرح إلا فرحا برحمة الله وفضله ورسول الله هو الرحمة وهو الفضل بل اعظم رحمة واعظم فضل, وأما التعبير عن الفرحة فهو يختلف باختلاف الزمان والمكان والناس, فالله تعالى لم يحدد نوع هذه الفرحة, بل جعلها فرحة مطلقة, سواء احتفالا أو فعاليات أو لبس جديد أو رحلة أو أي تعبير عن الفرحة, والمسلمون سابقا ولاحقا كل منهم يعبر عن فرحته بالرحمة والفضل من الله بطريقته, وفي اليمن وغيرها يعبرون عن هذه الفرحة باقامة مناسبة سنوية في ذكرى ميلاده الشريف, تعبيرا عن فرحهم وحبهم وولائهم له صلوات الله عليه وعلى آله. 2- قال تعالى: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) والاحتفال هو تعظيم للسراج المنير الذي جاء من عند الله باعظم الشعائر, أفلا نعبر عن تعظيمنا له صلوات الله عليه وعلى آله وسلم. وأيضا في هذه الآية تأسيس لما أسلفت من أن القضية في ذاتها مشروعة والتفاصيل هي بحسب الظروف وبحسب البلاد والوضعية والخ, يعني الله تعالى قال بان نطأ موطئا يغيظ الكفار, ولم يقل بأن تفعلوا كذا وكذا بل جعله مطلقا في كل ما يصدق عليه أننا وطئنا موطئا يغيظ الكفار, ونحن الآن نرى أن من أعظم الطرق التي فعلا يتحقق معها ذلك هو قيامنا وحضورنا في المناسبات هذه' كذلك حضورنا في المظاهرات والوقفات والنكف والتحشيد واللقاءات القبلية وكل ما من شأنه ان تجتمع فيها أقدامنا لتطأ مكانا يؤلم اليهود والكافرين ومن معهم والآيات والأدلة كثيرة جدا وما تقدم من الآيات ما يكفي. 2- ومن فعل الصحابة الأخيار رضوان الله عليهم في حضرة النبي الاكرم صلوات الله عليه وعلى آله وسلم.. وبالطبع التاريخ يعيد نفسه لأن من سنستدل بفعلهم هم اهل اليمن هم الأوس والخزرج هم أنصار الرحمة المهداة محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم, فحين تعرض رسول الله ومن معه للأذى من عشيرته بمكة وشردوهم وحاصروهم وطردوهم قرر الهجرة إلى من كانوا يرسلون عليه بأن يأتي إليهم لينصروه ويؤووه ومن معه, فاتجه صلوات الله عليه وعلى آله وسلم الى المدينة حيث الأنصار, فماذا فعلوا؟ زينوا المدينة, وزينوا بيوتهم ولبسوا الجديد, ونظفوا الشوارع وتجمهروا في أول احتفال يشهده التاريخ الاسلامي, والقوا القصائد, وضربوا الدفوف, واجتمعوا بشكل منظم, فرحاً بقدوم الهادي صلوات الله عليه وعلى آله وسلم, وفعلاً حين وصل ومن معه اليهم علت الأصوات المرحبة بقدومه بالأناشيد الترحيبية, والاشعار وشكلوا اجمل اجتماع واحتشاد احتفالي في حضرة رسول الله. فلو كان الاحتفال محرماً لما احتفلوا بقدومه, وايضا لو كان يحتاج الاحتفال الى دليل لمشروعيته لانتظروا الرسول حتى يأتي ثم يسألونه: هل يجوز لنا ان نحتفل بقدومك؟ فإذا قال نعم احتفلوا وان قال: لا تركوا الاحتفال.. ولعمري إنها المكابرة من الوهابيين, الذين نراهم فعلا الأبعد عن رسول الله ومنهجه والأقرب لليهود والنصارى وولائهم لهم يتطور يوما بعد آخر وبشكل علني.