أعتقد ولا يوجد مجال للشك اننا نعيش الكذب بكل تفاصيله، وكذلك نحتسيه بكامل أركانه، أعتقد أنني اليوم سأتكلم كثيراً، وفي اوقات سأصمت كثيراً، سأفعل ما لا أتوقع الآن فعله، سأبكي، وأحكي لكم قصة من قصص ابطالنا الذين نتركهم يموتون، وهم في امس الحاجه لنا، وأتوقف بل سأصمت عن الحديث، سأجري هارباً من واقعنا الموجع، وأنام دون أن انام، سأنظر إلى صورته التي ارسلها لي احد الزملاء، ثم أحاول ان أنظر إلى الماضي، وأعود أنظر الى الصورة المحزنة، ثم أكتفي، وأتأمل كيف كانت الملاعب تهتز عند ملامسته للكرة، اتذكر الماضي بكل جزئياته وتأتيني غصه تقتل احلامي التي احاول أن أجعلها سعيدة ! سامي الحيمي كان يملك يوماً ما شارعاً في الجهة اليمني لملعب الظرافي، شارع داخل الملعب يشقه بقدميه ذهابا وايابا، كان يكافح من أجل الذود عن مرمى معاذ عبدالخلق سنوات طويله، وكان يقاتل من أجل إيصال الكرة الى زملائه المهاجمين، لقد رفع بقدميه العديد من المهاجمين بل انهم كانوا يتصدرون قوائم الهدفين لمواسم متعددة بعد الكرات المقشرة التي كان يرسلها لهم، سامي الظهير التقليدي الذي لم يتفلسف او يتصنع من أجل امتاع الجمهور، كان يعمل فقط من اجل فريقه وزملائه، كل كلمة اخبره بها المدرب ينفذها بحذافيرها، ملخص حقيقي للاعب المجتهد الذي يصنع من نفسه بطلا رغم ان الغالبية لا يرون فيه ذلك، فقط اولى الالباب والمدركون بخبايا كرة القدم كانوا يعرفون قيمة الحيمي مع الاهلي وماذا كان يشكل تواجده في التشكيلة الحمراء.. صمت مخيف في غرفة العمليات، صحا من غيبوبة المخدر، حاول أن يتذكر نفسه اولاً !، ينظر للدم المتساقط في تمعن، كأنه يتذكر كل شيء حدث له، بداية الطريق، التألق والنجومية الاهلي والبطولات، الجري على خط التماس ورفع الكرة بطريقة بديعة الى رؤوس المهاجمين، تنفيذ افكار المدربين بحذافيرها، ثم النجاح، وتكوين الاسم ، وعشق الجماهير، عاد من شروده متسائلاً، هل حققت كل شي أريدة ؟، ماذا فعلت لتكن نهايتى بتلك القسوة ؟ هل سيتذكرنى العشاق في مرضي ؟ أَم أَنا كغيرى ! ، أَصبحت ماضياً يتذكرني الاوفياء فقط، أين المتملقون وعشاق المناصب الذين ارتفعوا فوق اكتافنا ؟ سامي يتواجد هذا الايام في الهند لإجراء عملية جراحية ثانية لاستئصال المرض الخبيث الذي غزا جسده، يتواجد هناك طالباً النجاة من مرض سينجو منه بإذن الله، ورغم ماقدمه هذا الرجل لوطنه وناديه يجد الجحود والنكران من اغلب من يعرفوه، الكثير من اولئك الذين افرحهم في الماضي يدسون رؤوسهم في التراب هربا من رد الدين، وانا هنا ادعو كل من عرف سامي الحيمي اللاعب ومن عرف سامي الحيمي الانسان وكل من يعشق هذا الوطن بأن يمدوا يد العون لهذا الانسان الذي خفت بريقه وذهب نجمه، دعوة عامة للجمهور اليمني عامة وجمهور الاهلي خاصة، نداء لإدارة الاهلي واتحاد كرة القدم وزملائه اللاعبين الميسورين ارجوكم قفوا الى جانب سامي الحيمي في مرضه ومحنته التي ابتلي بها ! سامي الحيمي ياناشر السعادة، وباعث الامل اخاف ان تصبح «جارنيشا» جديداً وتموت وحيداً، «جارنيشا» الذي تركه زملاؤه بيليه وكارلوس البيرتو وزاجالو وريفالينيو يموت دون ان يساعدوه في مرضه مثل ما كان يساعدهم في تسجيل الاهداف، لكن املنا بالله كبير وبكل الشرفاء الذين يعشقون تراب هذا الوطن الغالي، و أكثر ما أفكر فيه اللحظة، ليس إلا مساندة الكابتن سامي، ولا يهمني اسم المشفى، ولا رقم هاتف الدكتور الذي يعالجه، وإنما بالوقوف معك ولو بالكلمات، لذلك نطلب من الله شفائك وعافيتك وان يبدل المرض الخبيث بالعافية ان شا الله!.