اتسعت دائرة الاحتجاجات في السودان -الخميس- بانضمام مدن جديدة على رأسها الخرطوم التي شهدت مظاهرات ابتدرها طلاب الجامعات واستمرت حتى المساء، وشهد اليوم الثاني سقوط قتلى في القضارف وبربر. ونقلت رويترز عن شهود عيان ان الشرطة السودانية اطلقت الغاز المسيل للدموع على أكثر من 500 محتج يطالبون بإسقاط النظام في وسط الخرطوم وشهدت مدن دنقلا والقضارف وبربر وكريمة احتجاجات كان العامل المشترك فيها إحراق دور لحزب المؤتمر الوطني صاحب الأغلبية الحاكمة، مثلما حدث في مدينة عطبرة يوم الأربعاء. وأحرق المحتجون -الغاضبون على تردي الأوضاع المعيشية والغلاء- دار الحزب في دنقلا (530 كلم شمالي الخرطوم)، بعد مظاهرات جابت وسط عاصمة الولاية الشمالية تعاملت معها الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. كما شهدت مدينة كريمة في الولاية ذاتها احتجاجات فضتها قوات مكافحة الشغب بإطلاق الغاز على المتظاهرين. وفي القضارف (410 كلم شرق الخرطوم) وقعت أقوى الاحتجاجات التي شارك فيها الطلاب والمواطنون، وجرت مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين أسفرت عن قتلى وجرحى. وتداول الناشطون مقاطع فيديو وصورا تظهر تدخل الجيش للتفريق بين المحتجين ورجال الشرطة، بعد سقوط قتيل على الأقل. وقال النائب البرلماني المستقل عن دائرة الفشقة في القضارف مبارك النور -للجزيرة نت- إن من المؤكد سقوط قتيلين من الطلاب خلال احتجاجات القضارف، هما موسى محمد سليمان العوض ومؤيد محمود عبد القادر سليمان، فضلا عن نقل العديد من المصابين إلى المستشفى. وتوقع النائب أن يكون عدد القتلى أكثر من ذلك في ظل غياب المعلومات، وأفاد بأن المتظاهرين أضرموا النار في مرافق من بينها مكتب للجبايات في سوق المدينة وسيارات حكومية. وشدد أن نزول الجيش للشارع يؤكد أن الأوضاع باتت "صعبة"، وطالب النائب -في بيان لاحق- بإقالة حكومة ولاية القضارف لعجزها عن توفير المتطلبات المعيشية، ودعا المتظاهرين للتعبير سلميا عن مطالبهم على ألا تتعامل القوات النظامية معهم بعنف. وتبدت نذر الاحتجاجات في الخرطوم صباح الأربعاء، لكن معالمها اتضحت بخروج طلاب جامعات النيلين والسودان والخرطوم خارج أسوار الجامعات وتوجههم إلى وسط الخرطوم.