المتحدثون عن السيادة الوطنية على ما يبدو استمرأوا قلب المفاهيم رأساً على عقب ليصبح المعتدي والغازي والمحتل محرراً والمرتزق مقاوماً والعميل وطنياً والخائن مناضلاً.. وقياساً على هذا فإن ثلاثين مراقباً دولياً جاءوا وفقاً لتفاهمات السويد إلى الحديدة وبعد صدور قرار من مجلس الأمن من أجل تحويل الاتفاقات غير الموقعة في استوكهولم إلى بنود قابلة للتنفيذ لاسيما ما يخص مدينة الحديدة ومينائها, يعتبرون قبول أنصار الله للمراقبين تسليماً للسيادة الوطنية. أليس هذا تغابياً واستعباطاً واستخفافاً للعقول يعكس مدى الاستغراق بثقافة التشويه للوقائع والأحداث بهدف تزييف وتضليل الوعي الشعبي غير مدركين أن ويلات أربع سنوات من حرب عدوانية وحشية شاملة وقذرة قد علمت اليمانيين شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً أن من قدموا أنفسهم ذريعة لتبرير تدمير اليمن وإبادة أبنائه هم زيف وكذبة وان شرعيتهم التي صنعها المال النفطي السعودي الإماراتي قد مزقها صمود شعبنا اليمني العظيم وفي طليعته أبناؤه الأبطال الميامين الجيش واللجان الشعبية الذين استطاعوا بإرادة المؤمنين بالله وبعدالة قضيتهم وبإمكانياتهم العسكرية المحدودة أن يلحقوا الهزائم بتحالف عدوان لم يحصل في التاريخ أن اجتمع فيه الدول الأكثر ثراء والأكثر قوة في تاريخنا الحاضر معطين دروساً جديدة في نظريات الحروب, فهمها يستوعب إعادة النظر ألف مرة إلى تاريخ هذا الشعب المسالم الأبي الذي لا يقبل العدوان عليه ولا ينام على ضيم وأرضه اليوم مثلما كانت عبر مئات السنين مقبرة للغزاة وستكون كذلك في المستقبل. نعم.. اليمانيون شعب مسالم ويريد السلام ويحرص على المضي في دروبه مهما كانت وعرة لكنه لا يقبل الاستسلام مهما كانت قوة أعدائه فهم في النهاية مهزومون وهذا ما حصل في حرب السنوات الأربع.. ومشاورات السويد لم تؤكد إلا على شيء واحد هو أن الشعب اليمني وقواه الوطنية المدافعة عن سيادته واستقلاله قد انتصرت على تحالف عدوان إقليمي ودولي غير مسبوق عسكرياً وسياسياً وأخلاقياً وما على أعدائه إلا أن يسلموا بذلك قبل ان تجرفهم احداث المتغيرات المنبثقة عن الصمود اليماني الذي يرتقي إلى مستوى المعجزات. مثبتاً انه ما زال قادراً على اجتراحها فزمانها بالنسبة له لم ينته بعد.. من أجل ما سبق نقول لمرتزقة العدوان أن انقلاب المفاهيم والرهان على تزييف الوعي قد سقط وأن صمود شعبنا وتضحياته وانتصارات جيشه ولجانه الشعبية قد أعادت الوعي الوطني إلى سياقه الصحيح, وأعادت مفاهيم الوطنية والسيادة والاستقلال إلى معانيها المعبرة عن مضامينها الحقيقية وأن تعبيراتهم التضليلية مردودة عليهم وكل ما يقومون به من الآن وصاعداً ليس إلا نبشاً في تاريخهم النتن بالفساد وبيع اليمن لأعدائه وتركه يرزح تحت وطأة الصراعات والحروب العبثية والإرهاب وتكون النهاية بيع اليمن وجوداً وتاريخاً.. حاضراً ومستقبلاً لأولئك المجرمين قتلة الأطفال والنساء والشيوخ, فكان لليمن من يحميه ويذود عن حياضه ويدافع عن سيادته ويصنع بدمه ولحمه الحي استقلاله الكامل والشامل الجديد فتفاهمات السويد إذا لم تطبق- لاسيما فيما يخص تحييد الحديدة- فإن ما بعدها لن يكون كما قبلها.. وإنا لمنتصرون.