مليون و500 ألف قنبلة عنقودية سقطت أغلبها عليها ومازالت الحياة فيها تنبعث من تحت الركام هي أرض الفداء والوفاء والولاء الصادق لله والوطن، منبع الثورة العارمة في وجه الطغاة والمستكبرين، قلب اليمن النابض بالعزة والأنفة والإباء والكبرياء ، إنها محافظة صعدة الأبية ، عرين الأسود وحاضرة البذل والعطاء بلا حدود وأسطورة الصمود القاهر لعدوان تحالف آل سعود، بعد أن فشلت في كسر إرادة رفضها للذل والخنوع كافة مخططات ومشاريع الأعداء الأمريكان منهم واليهود وعملائهم في المنطقة العربية من آل زائد وآل سعود قرروا محوها بكل ما فيها من الوجود، أحدث صواريخهم المدمرة وقنابلهم الذكية النيترونية والفراغية والفوسفورية والحرارية والانشطارية والعنقودية المحرمة سقطت عليها، فسوت كل معلم قائم فيها بالتراب وتفحمت تحت أنقاض وحطام مبانيها عظام أجساد الآلاف من الأبرياء ولم يبق في أرجائها موضع إلا وتناثرت عليه الدماء والأشلاء. طلال الشرعبي رغم كل ذلك وبعد أربعة أعوام من القصف والتدمير السعودي الأمريكي الإماراتي اليومي لا تزال الحياة تنبعث فيها من تحت الركام تقاوم الموت المتخم بأبشع صور الإجرام المشرعن بفتاوى التكفير والقتل القادم من الشمال، من أرض المقدسات الإسلامية التي حولها نظام آل سعود إلى أرض لصناعة الإرهاب وتصدير إلى كل بلدان العالم لاستباحة دماء المسلمين تنفيذاً لرغبات و إملاءات أعداء الإسلام من الصهاينة والأمريكان. هيروشيما اليمن آلاف المنازل والمزارع الخاصة بالسكان في كافة مديريات محافظة صعدة- لا سيما مديريات” رازح، شدا، الظاهر، باقم، حيدان، منبه، الصفراء،” - وهي المديريات الواقعة على الحدود مع مملكة العدوان- حولها العدوان السعودي الأمريكي إلى حقول تجارب لصواريخه المتطورة وقنابله العنقودية والانشطارية ذات الصنع البريطاني والأمريكي المحظورة دولياً والتي ألقت طائرات العدوان آلاف الأطنان منها وأحرقت ودمرت بها قرابة 5 آلاف منزل ومزرعة وقتلت عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والمواشي إضافة إلى ما تسبب به القصف المدفعي العشوائي لتلك المديريات من قبل الجيش السعودي من قتل لآلاف السكان وتدمير المئات من المزارع. مئات المنشآت الحكومية من مستشفيات ومدارس وطرق وجسور وبنوك ومباني البريد والاتصالات وقاعات للتعلم في المعاهد والجامعات ومشاريع وشبكات مياه ومحطات غاز ومحطات توليد الكهرباء، ومعالم أثرية من مساجد وقباب ومآذن وأضرحة ومقابر في مدينة صعده القديمة المبنية من الطين والمرشحة للانضمام إلى قائمة التراث العالمي وغيرها من الأعيان المدنية العامة والممتلكات الخاصة التي تحرم استهدافها نصوص القانون الدولي والإنساني.. كلها معالم حولها قصف طيران العدوان إلى أكوام من تراب وحطام وركام.. نزوح قربة 400 ألف إنسان من أبناء المحافظة واستشهاد عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء وغيرها من جرائم القتل والإرهاب والخراب والدمار التي ارتكبها العدوان السعودي الأمريكي على مدى أربعة أعوام.. كلها أمور جعلت تلك الحاضرة الثورية صعدة الأبية تستحق لقب هيروشيما اليمن غير أنها وخلافاً لهيروشيما اليابان لاتزال صامدة في وجه الأمريكان ترفض الاستسلام للعدوان مهما طال أمده, النصر أو الشهادة خياران لا ثالث لهما وشعار تردده حناجر الأبطال والرجال الصامدين والأوفياء الصادقين في ولائهم لله ولرسوله ولوطنهم، الذين يؤكدون للأعداء وللعالم أجمع بما يحققونه من انتصارات وإنجازات يومية أن لا مكان لغاز أو محتل في وطنهم وأن أرض اليمن لأهلها وليس للعدوان سوى الخسران المبين. عطاء بلا حدود منذ بدأ تحالف الطغيان والاستكبار الأمريكي السعودي الصهيوني الإماراتي شن عدوانه الإجرامي الغاشم على وطننا اليمني في ال 26من مارس 2015م ظلت صعدة الإباء والرفض للذل والخضوع والتبعية والوصاية الأجنبية تقدم القوافل تلو القوافل من شهداء العزة والكرامة سواء أكانوا من رجال الرجال المغاوير الأبطال الذين صدقوا ما عاهدا الله عليه وقضوا نحبهم شهداء أخيار في ميادين وجبهات القتال والتصدي لجحافل الغزاة المعتدين، أو كان أولئك الشهداء الأبطال من عامة المدنيين الأبرياء شيوخاً وأطفالاً ونساءً استشهدوا تحت أنقاض منازلهم او أنقاض المؤسسات العامة والخاصة أو في الشوارع والأسواق الشعبية التي استهدفتها طائرات تحالف القتل والإجرام، مجسدين باستشهادهم أروع صور البذل والعطاء والفداء الذي ليس له حدود، مؤكدين بذلك أن لا يأس ولا تخاذل ولا ضعف ولا هوان في عرف وثقافة وعادات وتقاليد أبناء محافظة صعدة مهما كانت قوة الغزاة المعتدين ومهما بلغ تعداد جيوشهم وحشودهم المرتزقة والمأجورة ومهما تعددت صور إرهابهم وجرائمهم الوحشية, محبطين ومفشلين بإرادتهم الحرة الأبية وعزيمتهم القوية كل مشاريع وخطط واستراتيجيات العدوان الهادفة إلى اقتحام مدينتهم التي لم يسبق وأن تعرضت مدينة في العالم كله وفي مختلف العصور التاريخية لمثل ما تعرضت له من القصف والتدمير الوحشي ورغم ذلك كله أثبتت تلك المدينة الباسلة ذات الإرث النظالي الضارب بجذوره في أعماق التاريخ للعالم أجمع أنها أرض الصمود الأسطوري القاهر لعدوان آل سعود وأن الضباع السعودية غير قادرة على الوقوف في وجه أسودها الكاسرة الذين ظلت مبادؤهم ثابتة وهاماتهم شامخة وسيف إرادتهم أمضى ومفاجآتهم القاهرة للعدوان في سر المكنون كشفوا منها ما يلزم لردعه وضربه في عقر داره “ قصف مطار الملك خالد في الرياض ومطار دبي نماذج” وما بقي منها لا يزال بعلم جنود الله إلى يوم ووعد مؤكدين بذلك حقيقة أنهم أسود ضارية لاتهاب الموت ولا يعتريها وجل ولا يؤخرها سبات عن صنع الأمجاد، يمتشقون إرادة الصمود القاهر لعدوان آل سعود ويتدفقون مواكب فداء وبسالة وشهادة في كل شرايين الوطن- لا ينال من عزيمتهم القوية نائل ولا يزعزع إيمانهم الراسخ بالله وبعدالة قضيتهم مزعزع أو مرجف أو مشكك.. أخلصوا نواياهم في كل توجهاتهم وتحركاتهم لله ونذروا نفوسهم في سبيل إعلاء كلمته ونصرة دينه وامتشقوا صهوة المستحيل بولائهم المطلق لله والرسول وللمؤمنين الصادقين مصداقاً لقوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55). التجأوا إلى الله واعتمدوا وتوكلوا عليه ووثقوا بنصره وتأييده وانطلقوا إلى ميادين اللقاء والمواجهة والتصدي لجحافل الغزاة والمعتدين من السعوديين والإماراتيين ومن معهم من المرتزقة والعملاء المأجورين في كافة الجبهات في صنعاء ومأرب وعدن وتعز والبيضاء وشبوه والجوف والحديدة وحجة ووصلوا ببذلهم وعطائهم الذي ليس له حدود إلى جبهات ما وراء الحدود وفي نجران وجيزان وعسير سطروا أروع ملاحم الفداء والاستبسال اليماني الإيماني ذي السلاح القرآني المقدس والمنذور للدفاع عن عزة وكرامة محافظتهم الأبية وسيادة واستقلال أرضهم اليمنية وشرف وعزة أمتهم الإسلامية. مليون و500 ألف قنبلة عنقودية قرابة أربعة أعوام من القصف والتدمير اليومي المستمر لصعدة الصمود والشموخ تعددت خلالها صور جرائم الإبادة الجماعية والمجازر الوحشية – المتعارضة مع كافة التشريعات السماوية والقيم والمثل والأخلاق الإنسانية والقوانين الوضعية الدولية التي ارتكبها العدوان السعودي الأمريكي بحق الأبرياء من أبناء المحافظة ففي تقرير صادر عن المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام في ديسمبر2017 م أكد التقرير أن 1 مليون و500 ألف قنبلة عنقودية ألقاها طيران تحالف العدوان السعودي الأمريكي على اليمن خلال 1000يوم من العدوان تم إسقاطها عبر 2500 حاوية عنقودية كل حاوية منها تحتوي على 600 قنبلة عنقودية شملت 15 نوعاً لم يسبق استخدامها ضد أي دولة في العالم باستثناء وطننا اليمني ومنها 14 نوعاً أمريكية وبريطانية الصنع والصنف الخامس عشر مجهول الهوية يرجح أن يكون إسرائيلي الصنع. تلك الأسلحة المحرمة دولياً وعلى مرأى ومسمع العالم أجمع تعمد استخدامها العدوان السعودي الأمريكي عن سبق إصرار وترصد في ارتكاب أبشع جرائم التدمير للبنية التحتية لمدينة صعدة عاصمة المحافظة وكافة مديرياتها حيث بلغ عدد المدارس التي دمرها العدوان في المحافظة فقط 200 مدرسة علاوة على استخدامها في أرتكاب مجازر الإبادة الجماعية للمدنيين الأبرياء في مختلف مدن ومحافظات اليمن غير أن محافظة صعده الأبية كان لها النصيب الأكبر من تلك الجرائم والمجازر حيث بلغ عددها خلال العام 2016م فقط 20 جريمة ومجزرة إبادة جماعية للمدنيين الأبرياء نوثقها بتاريخها وأماكن ارتكابها وعدد ضحاياها على النحو التالي: جرائم القتل المتعمد للمدنيين في 26 يناير 2016م أرتكب العدوان الإجرامي السعودي مجزرة بشعة بحق أسرة كاملة في مديرية حيدان استشهد خلالها 14 فرداً ينتمون إلى أسرة واحدة، وفي30 يناير 2016م ارتكب طيران العدوان مجزرة وحشية بحق 13 مواطناً في قرية المغسل بمديرية حيدان معظمهم من النساء والأطفال، وفي 21 فبراير 2016م أرتكب العدوان مجزرة جماعية بحق العديد من الأسر في قرية غافرة بمديرية الظاهر أسفرت عن استشهاد 30 مدنياً وإصابة العشرات بجروح ,وفي 13 أغسطس 2016م ارتكب العدوان مجزرة وحشية بشعة باستهدافه لمدرسة في جمعة بني فاضل راح ضحيتها 11 شهيداً من الطلاب الأبرياء إضافة إلى إصابة 18 طالباً بجروح خطيرة. وفي 25 أغسطس ارتكب العدوان مجزرة جماعية وحشية باستهدافه لسوق باقم أسفرت الجريمة عن استشهاد 15 مدنياً من الباعة والمتسوقين , وفي 31 أغسطس من العام نفسه أرتكب طيران العدوان السعودي الأمريكي جريمة وحشية باستهدافه لمنازل المواطنين في مديرية صعده استشهد خلالها 25 مواطنا بينهم 9 أفراد ينتمون إلى أسرة واحدة , وفي 12 سبتمبر 2016م ارتكب العدوان أبشع جرائمه خلال ذلك العام باستهدافه لتجمع كبير من أبناء منطقة المهاذر في صعده أثناء أدائهم صلاة عيد الأضحى المبارك وأسفرت الجريمة عن استشهاد 14 فرداً أغلبهم من الأطفال , وفي 22 سبتمبر أرتكب العدوان الإجرامي مجزرة إبادة جماعية في قرية مشرقة مديرية رازح راح ضحيتها 9شهداء من أسرة واحدة إضافة إلى إصابة 7 آخرين بجروح خطيرة ,وفي26 سبتمبر مجزرة بشعة في منطقة الطلح أسفرت سقوط 10 شهداء و8 جرحى , وفي 23 أكتوبر 2016م أرتكب العدوان مجزرة وحشية في مديرية باقم أسفرت عن استشهاد 6 مواطنين وإصابة 10 آخرين بجروح بالغة, وفي 15 نوفمبر أرتكب العدوان مجزرة جماعية أخرى في مديرية باقم أسفرت عن استشهاد 7 أفراد كلهم ينتمون إلى أسرة واحدة وفي 23 نوفمبر مجزرة أباده جماعية في مران بمديرية حيدان بحق أسرة واحدة أستشهد عدد أفرادها الثمانية وفي 19 ديسمبر ارتكب العدوان السعودي الأمريكي الغاشم مجزرة إبادة جماعية أخرى في مران أسفرت عن استشهاد 8 أفراد كلهم ينتمون إلى أسرة واحدة. مجزرتا سحار وضحيان لم يكتف تحالف العدوان والإجرام السعودي الامريكي بما ارتكبه من جرائم قتل وإبادة جماعية للمدنيين خلال العامين 2015 و 2016م بل ظل نهج قتله المتعمد للأبرياء مستمرا في ارتكاب المزيد والمزيد من الجرائم الوحشية وتمثلت أبشع مجازر الإبادة الجماعية التي ارتكبها العدوان بحق المدنيين الأبرياء من أبناء محافظة صعده خلال العام 2017م في جريمة استهدافه لسوق الليل بمديرية سحار بتاريخ1 نوفمبر بعدد من الغارات الجوية حيث أسفرت تلك الجريمة النكراء عن استشهاد 50 مدنياً من الباعة والمتسوقين إضافة إلى إصابة 28 آخرين إصابات خطيرة أغلبها بتر للأطراف.أما أبشع المجازر وأكثرها وحشية ودموية التي ارتكبها تحالف العدوان السعودي الأمريكي بحق المدنيين الأبرياء من أبناء محافظة صعده خلال العام 2018م فقد تمثلت في جريمة استهداف طيران ذلك العدوان الغاشم لحافلة نقل طلاب حفظ القرآن وسط سوق مدينة ضحيان بتاريخ 9 أغسطس 2018م أثناء رحلة ترفيهية لهم حيث أسفرت تلك الجريمة النكراء – التي استخدم خلالها طيران العدوان صواريخ محرمة دولياً – عن استشهاد 50 طفلاً وإصابة 70 آخرين بجروح خطيرة. وبشكل عام يمكن القول أن تحديد رقم معين بأعداد الشهداء المدنيين من أبناء المحافظة الذين قتلتهم صواريخ وقنابل طائرات العدوان منذ بدايته وحتى اليوم يعد من الأمور الصعبة في ظل استمرار العدوان في ارتكاب مجازر استهدافه للمدنيين من أبناء المحافظة وأبناء الوطن عامة الذين تتزايد أعدادهم مع مرور كل يوم.. غير أن إحصائيات شبه رسمية قد ذكرت أن عدد الشهداء المدنيين من أبناء المحافظة خلال 1000 يوم من العدوان قد بلغ 9411 شهيدا أغلبهم من الأطفال والنساء. أحلام العدوان الزائفة اليوم وبعد مرور أربعة أعوام على العدوان المستمر رغم حشد ذلك العدوان للحشود وتجييشه للجيوش الجرارة واستقدامه لأمهر محترفي القتل والإجرام في شركات تدريب وبيع المرتزقة العالمية ك “البلاك ووتر والجانجويد” بهدف احتلال محافظة صعدة الأبية لا تزال كل الأخبار التي تبثها وتروج لها ماكينة إعلامه الضخمة عن إحراز تقدم هنا أو هناك مجرد أوهام وأحلام وأمنيات وضجيج إعلامي يؤكد حقيقة فقدان ذلك العدوان لأمل تحقيق أهدافه وتعويض الخسران المبين الذي مني به على مدى أربعة أعوام بأحلام الخيبة والتزييف للحقائق والأكاذيب والشائعات التي لن تؤثر على عزيمة أبناء المحافظة مطلقاً الذين أصبحوا أكثر من أي وقت مضى على وعي بخطط واستراتجيات وأهداف ومخططات العدوان والتصدي بحزم وقوة لزحوفاته المتعددة التي باتت تتجلى وبصورة واضحة وماثلة للعيان حقائق مصارع ومحارق قتلاها وجرحاها وأسراها ومشاهد تدمير آلياتها وفرارها واغتنام عدتها وعتادها العسكري التي تتكرر مع مرور كل يوم تتهاوى فيه أحلام ومخططات ومشاريع العدوان وتكبر فيه إنجازات الرجال الأبطال من مقاتلي الجيش واللجان على مسار تحقيق النصر الكامل.