اتخذ زوجان عراقيان لم ينجبا أطفالا من القطط أبناء وبناتا فعكفا على إيواء ورعاية نحو 50 قطة وأغدقا عليهم من الحنان والرعاية ما لم يكونوا يحلمون به أثناء تشردهم في شوارع العاصمة العراقية بغداد. وتكتب السيدة ذكرى عبد الصاحب (45 عاما) والتي تعيش مع زوجها حسن موسى قصصا للاطفال. وتقول ذكرى ان القطط التي تقوم برعايتها لا يمكن أبدا أن تحل محل الأطفال التي لم يهبها الله إياهم ولكنها ملأت جزءا من حاجتها الى إشباع غريزة الأمومة. وأضافت لتلفزيون رويترز "الحقيقة الأمومة غريزة عجيبة عند كل أمرأة يعني وما ممكن ان تعوض. مُستحيل ان يعوضها كائن آخر أو حتى لو تبنت طفلا آخر فمستحيل يعوضها. لكن القطط بالنسبة الي عوضت جانبا جد بسيط عندي. عوضتني الشيء الذي فقدته." وقالت ذكرى ان مهمة رعاية مثل هذا العدد الكبير من القطط تستغرق وقتها كله أحيانا. ولكنها تقول ان هذه المهمة تحقق لها اشباعا كبيرا وانها مستعدة لدفع الكلفة لرعاية عشرات الحيوانات. وتقول ذكرى انها تنفق 30 دولارا شهريا على طعام القطط فقط وهي كلفة مرتفعة في بلد لم يجن أي فوائد اقتصادية تذكر منذ سقوط نظام صدام حسين قبل ثلاث سنوات والذي ارتفعت فيه معدلات الفقر كثيرا عما كانت عليه قبل حرب الخليج عام 1990. وبدأت ذكرى لأول مرة تتولى قططا مشردة بالرعاية في شتاء 2003 اثناء العام الاول للحرب في العراق. وبعد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة غادرت ذكرى منزلها في بغداد لمدة شهر. وعندما عادت الى المنزل وجدت قطة مع صغارها تحتل غرفة في الطابق الثاني من منزلها. وطلبت ذكرى من زوجها في باديء الامر أن يطرد القطط من المنزل ولكنها غيرت رأيها وقررت تبني هذه القطط عندما رأت ما تغدقه القطة الام من حنان على صغارها. ورغم ان عدد القطط تزايد بشكل كبير خلال العامين الماضيين فان ذكرى تقول انها تحفظ أسماء وأعمار كل قططها الخمسين التي أوجدت لغة للحوار معهم. ويقول حسن الزوج الذي لا يزعجه أبدا تجول عشرات القطط في كل حجرات المنزل ان القطط أدخلت الفرحة والبهجة على حياته وحياة زوجته. وفي بلد يصفه البعض بأنه بات على شفا حرب أهلية والذي يبقى الشغل الشاغل للكثير من سكانه البقاء على قيد الحياة يقول حسن انه وزوجته يشعران بسعادة كبيرة من خلال رعاية وإيواء هذه المخلوقات المُسالمة.