يصادف اليوم 13 يناير من عامنا الجاري 2019م مرور 33عاماً على أحداث 13 يناير عام 1986م والتي استمرت معاركها الدامية من 13 يناير إلى 22يناير من العام نفسه أي تسعة أيام وهذه الأحداث للأسف كانت بداية الانكسار لمشروع الدولة الحديثة الذي بدأ من جنوب الوطن عام 1969م وفي الشطر الشمالي من الوطن بدأ يوم صعود الشهيد الحمدي عام 1974م ودفن- بضم الدال- بعد اغتيال الشهيد الحمدي.. إن مرور 33 عاماً على أحداث يناير 86م ليست مناسبة للاحتفاء بها بل هي ذكرى للبكاء على من هلكوا فيها من كوادر الحزب والدولة والمؤسسة العسكرية والمواطنين بشكل عام والقيادة التاريخية للحزب الاشتراكي اليمني عبدالفتاح اسماعيل وعلي أحمد ناصر عنتر وصالح مصلح قاسم وعلي شائع هادي بشكل خاص. أسباب أحداث 13 يناير 1986م لم تكن أحداث 13 يناير 1986م وليدة لحظتها بل سبقت تداعياتها منذ يونيو عام 1984م لا يتسع المجال هنا لذكرها جميعها.. سأوضحها في إطار البحث الذي بدأته في صحيفتنا الغراء «26سبتمبر» الموسوم « أحداث ومنعطفات الثورة والدولة في جنوب الوطن 1967-1990م». لكنني هنا سأذكر أهمها في سياق هذا الموضوع وهي كالتالي: مطالبة معظم أعضاء الحزب بعودة الرفيق عبدالفتاح إسماعيل من منفاه في موسكو إلى قيادة الحزب. معارضة معظم أعضاء الحزب بأن يستمر علي ناصر محمد بتسلم قيادة الحزب كأمين ورئاسة الحكومة وكذلك رئاسة السلطة التشريعية رئيساً لمجلس الحكومة وكذلك رئاسة السلطة التشريعية رئيساً لمجلس الشعب الأعلى -البرلمان. رفض معظم أعضاء الحزب بتطوير العلاقة مع آل سعود بصفتهم العدو التاريخي لليمن كله. ومع تصميم وتمسك أعضاء الحزب ومعظم قياداته وأبرزهم علي عنتر وصالح مصلح وعلي شائع وعلي سالم البيض كادت الأحداث تنفجر أواخر عام 1984م لولا توسط الفلسطيني نائف حواتمه واللبناني جورج حاوي.. وقد اضطر علي ناصر وجماعته إلى القبول ببعض المطالب حيث عاد الزعيم عبدالفتاح إسماعيل إلى عدن أوائل عام 1985م وتم تعيين أبوبكر العطاس رئيساً لمجلس الوزراء وفي المؤتمر الثالث للحزب في 11 أكتوبر عام 1985م تم إقرار بأن يكون أعضاء المكتب السياسي للحزب سبعة أعضاء فقط وهم: علي ناصر محمد عبدالفتاح اسماعيل علي أحمد ناصر عنتر صالح مصلح قاسم علي شائع هادي سالم صالح محمد علي سالم البيض كما تم تصعيد عدد أعضاء المؤتمر الثالث للحزب إلى عضوية اللجنة المركزية منهم المقدم عبدربه منصور هادي نائب رئيس هيئة الأركان لشؤون الإمداد والتموين تم تصعيده إلى عضو لجنة مركزية مرشح إلى جانب منصبه العسكري. وكان مقرراً في جدول اجتماع المكتب السياسي للحزب تعيين عبدالفتاح رئيساً للدائرة التنظيمية منصب الشخص الثاني في الحزب.. وكان مقرراً في اجتماع اللجنة المركزية في أوائل شهر فبراير 1986م تعيين أو أقرار عبدالفتاح إسماعيل أميناً عاماً للحزب.. أحداث 13يناير1986م في صبيحة يوم 13يناير الدامي 1986م وتحديداً الساعة العاشرة وستة وعشرين دقيقة صباحاً تم استدعاء أعضاء وكوادر الحزب إلى اجتماعات وفي صالات الاجتماعات وفي صالات الاجتماعات تم اعتقال قيادات وكوادر الحزب المحسوبين على جماعة فتاح وعنتر وتم قتل معظمهم في زنازين الاعتقال.. أما ما حدث في مقر اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي فقد وصل سائق علي ناصر وأوقف سيارته في مكانها وجاء بقية أعضاء المكتب السياسي ودخلوا صالة الاجتماع وبعد لحظات دخل المساعد حسان الردفاني المرافق الشخصي الأمني لأمين عام الحزب حينذاك على ناصر محمد وأطلق رشاً 17طلقة إلى ظهر المناضل على أحمد ناصر عنتر تم بدأ بإطلاق النار على بقية أعضاء المكتب السياسي وقد تصدى له ولبقية فريق القتل المناضل صالح مصلح قاسم والمناضل علي شائع هادي بمسدساتهم الشخصية وقاتلوا حتى استشهد الاثنان بينما بقية أعضاء المكتب السياسي اختفوا تحت طاولة الاجتماع ثم نزلوا إلى جانب المبنى بواسطة الستائر.. وبينهم عبدالفتاح. الظرف الغامض لاستشهاد عبدالفتاح إسماعيل في نفس يوم 13يناير 1986م جاءت الدبابات من منطقة صلاح الدين م/ عدن لإنقاذ ما أمكن إنقاذه من كوادر وقيادات الحزب المحاصرين في منطقة الفتح وإخراجهم إلى مناطق آمنة وقد أقلت عبدالفتاح إسماعيل الدبابة التي يقودها الملازم فلان – احتفظ باسمه- الذي كان زميلي في مدرسة النجمة الحمراء وفي الطريق المقابل للقوات البحرية انهالت قذائف الأر بي جي 7 على الدبابة حتى عطلوها ثم خرج صديقي وعبدالفتاح وانسحبوا إلى منطقة البنجسار المجاورة لمقر القوات البحرية. انتهت الحرب في 22 يناير 1986م ولم نسمع أي أخبار تخص الزعيم عبدالفتاح اسماعيل. وفي 11فبراير 1986م سمعت خبر استشهاد فتاح وقد وجدوا جثته متفحمة داخل دبابة صاحبي الملازم فلان..! كيف عاد فتاح إلى داخل دبابة محترقة؟ وكيف استشهد؟ إجابة هذه التساؤلات لم نجد أجابه لها حتى اليوم.