- الحزب الاشتراكي لم يبن على اساس هش بل يعتبر اقدم واقوى حزب يساري يمني.. - معظم تقسيمات الكتاب لاحداث 13 يناير 1986م ليست سليمة لسبب انفسهم - اعضاء الحزب من الجيش والامن التزموا بقانون منع الحزبية.. واحزاب كلك استقطبوا العسكريين الى صفوفهم.. ضوابط النصح والتقييم السليم عزيزي القارئ إذا تريد ان تنصح اي شخص قول له بينك وبينه بالغلط الذي ارتكبه وتطرح عليه البدائل السليمة كنصيحة في هذه الحالة سيقبل النصيحة اما ان تنتقد احداً وتنصحه أمام الناس فان تلك ليست نصيحة بل فضيحة لا يقبلها اي شخص. والاحزاب هي مكونة من اشخاص لذلك عندما يكون هناك نقد تقييمي لهذا الحزب او ذاك المكون ينبغي ان يوجه النقد او التقييم بعبارات مناسبة وباسلوب راقي دون تقريع او تجريح. قصدي من هذه المقدمة الاستهلالية اعلاه هو ما كتب بضم الكاف في الصحافة الورقية عن مرور 33 عاماً من احداث 13 الى 22 يناير عام 1986م في جنوب الوطن. انا وغيري من القراء كنا نأمل ان تكون الكتابة حول هذا الشأن موضوعية:« إيماناً منا بان فتح الجروح القديمة وتنظيفها اسلم لعافية اجيالنا من مواربتها وتركها تتخثر» حسب تعبير الصحفي الشجاع صلاح الدكاك- لكن بعض الكتاب خيبوا أمل القراء في انعدام التقييم والموضوعية وتوخي الدقة.. ومن هذه المقالات مقال الاخ العميد الركن فضل الضلعي الموسوم: «13 يناير.. الوهم والحقيقة في اشتراكية الرفاق». الموضوع باين من عنوانه وهو التشكيك في نهج الحزب الذي انتهج طريق التوجه الاشتراكي.. نعم على غرار الاعلام الموجه لسلطة ما بعد حرب 1994م الذي سبح وحمد باسم السلطة ووصف خصومها باردء مفردات اللغة.. انه يا شيخ فضل نفس القدح والتشكيك الذي قرأناه وسمعناه قبل أكثر من 28 سنه وكأن كل ما اريق من دماء قيادات وكوادر الاشتراكي للدفاع عن نهجه لم يكن كافياً!! مقالك يا عميد فضل لم يكن استقراء وتحليل لاحداث 13 يناير 86م واخذ العبرة من اخطائها ودمويتها الخ.. كل مقالك احكام جاهزة لتانيب وتقريع وادانة الحزب الاشتراكي اليمني ليس إلاّ. كما يوجد في سياق مقالك معلومات مغلوطةل اود هنا ايضاحها لك وللإخوة القراء وهي على النحو التالي: 1. المستعمرين البريطانيين لم يستمروا عشرات السنين كما قلت بل 129 سنة مئة وتسعة وعشرين عام. 2. الجبهة القومية هي من قاد الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني وليست جبهة التحرير كما قلت في المقال، راجع كتاب اللواء سالم حلبوب الجبهة القومية تأسست من مجموع سبعة مكونات سياسية في اغسطس عام 1963م اي قبل قيام ثورة 14 اكتوبر 1963م بثلاثة شهور بينما تأسست جبهة التحرير بعدها بعام واحد تقريباً.. لكن الجبهتين ناضلتا بفاعلية ضد الوجود البريطاني وقد ساهم عدد من اعضاء الجبهتين في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر 1962م قبل تأسيس الجبهتين وبصفة فردية وهذا يدل على واحدية الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر.. 3. قلت ان التنظيمات المكونة للجبهة القومية شهدت سلسلة من الصراعات والتصفيات وحالات من التطرف وهذا غير صحيح.. الصحيح ان تلك التنظيمات تكونت لهدف وطني واحد وهو النضال المسلح ضد الاحتلال البريطاني.. حول هذا الشأن راجع كتاب اللواء سالم حلبوب قيادي سابق في جبهة التحرير. وحول ما قال العميد الضلعي بان الحزب الاشتراكي اليمني لم يأخذ اي شيء ايجابي من ايجابيات الدول الاشتراكية فهذا مجافي للحقيقة فالحزب الاشتراكي كامتداد للتنظيم السياسي الجبهة القومية ومنذ اواخر الستينات وحتى عام 1990م قد حقق كثير من الايجابيات على غرار تجارب الدول الاشتراكية وان لم تكن مطابقة تماماً بحكم فارق التطور الاقتصادي والاجتماعي ومن هذه المكاسب اذكر اهمها على النحو التالي: 1. توحيد 25 مشيخة وإمارة في إطار الدولة المركزية. 2. بناء دولة مهابة لا يحق لاي شخص فيها حمل السلاح باستثناء الجيش والأمن. 3. تحقيق المركزية الديمقراطية في إطار الحزب والدولة. 4. بناء جيش وطني من كل مناطق اليمن.. 5. تطوير مستوى التعليم وبناء المدارس والجامعات. 6. مجانية التعليم. 7. بناء المستشفيات الحكومية. 8. مجانية التطبيق. 9. التطوير الثقافي مثل بناء المراكز الثقافية وغيرها. 10. بناء وتمليك المساكن لموظفي مؤسستي الجيش والأمن وبقية موظفي الدولة والقطاع المختلط. 11. دعم السلع الغذائية بمقدار 70٪ وبعضها وصل الى 80٪. 12. إيجار الشقق والمنازل المملوكة للدولة كانت رمزية بما يعادل بالريال. 13. رسوم الهاتف + الماء رمزية، شهرياً اثنين دينار ما يعادل 52 ريال اثنين وخمسين ريال شهرياً -14 حق العمل الزامي على الدولة اكتفي بما ذكر اعلاه من ايجابيات النظام الاشتراكي الذي عمل بها وطبقها الحزب الاشتراكي في جنوب الوطن. لكن نحن هنا في الشطر الشمالي من الوطن ها قدمر على قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م اكثر من نصف قرن ونحن لم نستطيع بناء دولة ولم نستطيع تحقيق اهداف الثورة ولم نستطع التخلص من مراكز القوى المشائخية ووجهاء القبائل ومراكز القوى العسكرية حتى الآن.. المعلومة الأخيرة بسيطة يا استاذ فضل وهي انك في مقالك قد عكست التسمية المجازية المشهورة الطغمة والزمرة وهذا يدل على انك لست ملم بطبيعة واسباب احداث يناير 1986م. وبالنسبة لعلي البيض عندما كان ينتقد آلية عمل الجمهورية العربية اليمنية فقد وصم بانفصام الشخصية حسب تحليل الطبيب النفساني الشهير عبدالمجيد الخليدي اما الآن وعندما صرح لقناة ال «بي.بي.سي» ونفى اشتراكيته فقد وصفه الضلعي ب«الصادق!!». اما الاربع المسائل التي تعتبر تجريح بحق الحزب الاشتراكي اليمني وكتبها الاخ فضل الضلعي في سياق مقاله وهي كالتالي: 1) ما اسماه الاساس الهش الذي بني عليه الحزب وحتمية انهياره. 2) الانحلال الاخلاقي. 3) ما اسماه فضيحة 13 يناير. 4) ما اسماه الإرتماء على نعال الرجعية وذلك في 25 مارس 2015م. وانا هنا اقول لك يا استاذ فضل فيما يخص المسألة الأولى الحزب لم يبنى على اساس هش بل هو اقوى واقدم الاحزاب اليسارية اليمنية واعضاءه هم من كل مناطق اليمن بشطريه وقد حاولت كل القوى اليمنية قهره والغاءه قبل الاستقلال ب22 فقط ولم تستطيع وخرج منتصر في الحرب الاهلية خلال الفترة من 4 الى 8 نوفمبر 1967م. وفي فبراير 1975م انضم اليه حزب الطليعة الشعبية بقيادة انيس حسن يحيى واتحاد الشعب الديمقراطي بقيادة عبدالله باذيب.. وقبل ذلك لم تنجح المؤامرة التي خططت لها السعودية في حرب الشطرين عام 1972م. في حرب الشطرين فبراير 1979م هاجم الحزب القوى الرجعية واحتل اكثر من محافظة من الشطر الشمالي من الوطن.. لكن السلطة الرجعية في صنعاء صيحت للدول العربية وقالت بما معناه «يا منعاه وقفوا الحرب». في عامي 1990-1991م كانت ابرز قوة الحزب الاشتراكي تتمثل في اعضاءه داخل مؤسستي الجيش وقد ادركوا بني «كلك نظر.. هذه الحقيقة لذلك اصدروا قانون الخدمة في الجيش والأمن وفيه منعوا الحزبية في الجيش والأمن بموجب القانون رقم 67 لعام 1991م. والمادة رقم 40 من الدستور تنص على ذلك ولاننا تعودنا على الاذعان وتطبيق القانون والدستور فقدمنا استقالاتنا بالآلاف وسلمنا بطائقنا الحزبية الى الجهات المختصة، لكن حزب «كلك نظر رقم «1» استقطب المزيد من العسكريين خلال الفترة من 1991 الى 1994م وجاء حزب «كلك نظر رقم «2». استقطب الباقين، وبعد حرب 94م حاولت مراكز القوى تفريخ الحزب لكنهم فشلوا لذلك يا فضل اين الهشاشة التي اجزمت بها؟؟؟ المسألة الثانية: اجزم القول انه لا يمكن لأي يمني اشتراكي او شيوعي او حتى يهودي ان يرضى على نفسه بالانحلال الاخلاقي يا عيباه عليك... المسألة الثالثة احداث يناير 1986م يرجى قراءة كتاب جارالله عمر وستعرف ذلك ا و حتى الاطلاع على ما كتبه العبدلله في صحيفة «26سبتمبر» بتاريخ 13 يناير من عامنا الجاري 2019م. المسألة الرابعة: قيادة الحزب الاشتراكي لم ترتمي في احضان الرجعيين السعوديين او غيرهم ومن الظلم ان تربطوا قيادة الحزب بشخص الامين العام فالامين العام هو واحد من اثنين مليون عضو واما قيادة الاشتراكي فهم موجودين داخل البلاد ولعلكم لم تتابعوا تصريحات الرفيق يحيى محمد الشامي او محمد غالب او احمد السلامي وغيره وهناك ممثل للاشتراكي في المجلس السياسي الاعلى هو الرفيق سلطان السامعي. اخيراً يا سيادة العميد فضل الضلعي لا انسى انني قد قرأت لشخصكم الكريم عشرات المقالات وجميعها رائعة وهذا يدل على انك صاحب اطلاع واسع في مجالات متعددة.. لكن هذه المرة لم تكن موفقاً في مقالك حول الاشتراكي وهذه هي اول كبوة ولكل حصان اصيل كبوة. والله من وراء القصد..