يعمق تحالف العدوان السعودي الأمريكي الفجوة الاقتصادية في اليمن بتدميره الممنهج لما تبقى من بنى تحتية في القطاع الاقتصادي اليمني، حيث جدد العدوان مطلع الأسبوع غاراته على العاصمة صنعاء، مستهدفا مصانع للبفك والبطاطس وأبراج للاتصالات، لكن هذه الاهداف التي يصورها للعالم بأنها مشروعة في إطار حربه على اليمن، لم تكن الأولى وليست الأخيرة، فقاموس الحرب الاقتصادية التي ينتهجها العدوان بعد فشله عسكريا مليئة بمفردات القضاء على كل مقومات الحياة لليمنيين لاسيما الاقتصادية, حيث يسعى لجعل هذا البلد الفقير أصلا هامشيا بين دول المنطقة وعاجزا عن النهوض من تحت القبضة السعودية - الاماراتية التي تريد تكبيله بالحروب والسطو على ثرواته التي لم تكتشف بعد وحتى الاستيلاء على موقعه الاستراتيجي. على مدى ال4 سنوات الماضية من عمر العدوان على اليمن، تعرض القطاع الاقتصادي بشقيه العام والخاص لتدمير تدريجي لم يقتصر على حصاره وإخراج مصانعه عن الخدمة، بل تعرضت منشآته للاستهداف المباشر من قبل طيران العدوان، وقد وصل إجمالي المنشآت المدمرة في أمانة العاصمة لوحدها بحسب تقرير الغرفة التجارية والصناعية أكثر من 89 منشأة بينها مقر الغرفة التجارية و11 منشأة خاصة بسيدات الأعمال، وهذه الحصيلة لم تشمل الغارات الاخيرة التي طالت مصنعين في صنعاء، لكنها كانت كافية لأن يدعو رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية والصناعية حسن محمد الكبوس، العالم لوقف الحرب على اليمن، والمجتمع الدولي لإنهاء العدوان وايجاد قاعدة للسلام تنطلق من مخرجات ستوكهولم ، كما يقول الكبوس، الذي اشار إلى أن قيمة اضرار القطاع الخاص في صنعاء وحدها تقدر بنحو مليار واربعمائة مليون دولار، وهذا الرقم لا يشمل الخسائر التي تكبدها القطاع الخاص على مدى سنوات العدوان الماضية بقدر ما يمثل قيمة الاضرار المباشرة الناجمة عن قصف تحالف العدوان للمنشآت الاقتصادية. تتقلص خيارات العدوان الذي عجز عسكريا وفشل في اخضاع صنعاء اقتصاديا بعد نقل البنك المركزي وتشديد الحصار، فيدفع بطائراته لتدمير بنيتها كما يرى مدير عام العمليات بأمانة العاصمة عاصم جلال، ل"26سبتمبر نت" لا لهدف سوى لإبقائها خاضعة له وسوقا مفتوحا لبضائعه، فصنعاء المستعصية على تحالف العدوان تصدت لكل مخططاته، وقاومت كل مشاريع اخضاعها، كما هو الحال بالنسبة للمحافظات الأخرى فلم يجد سبيلا لها سوى قصف منشآتها الاقتصادية. استهداف العدوان للقطاع الاقتصادي في العاصمة، التي نالت نصيبا كبيرا من الغارات ، جزء من مسلسل بدأه تحالف العدوان في مارس من العام 2015 بغارات جوية مركزة على المنشآت الحيوية أبرزها المطارات والمصافي والموانئ ولم تتوقف عن قصف المصانع ومعامل انتاج الحبوب وحتى مزارع النحل والفواكه والمواشي، لكن وفي ظل الضغوط الدولية لوقف العدوان يكثف العدوان القضاء على ما تبقى من منشآت وهدفه من ذلك أن لا ينهض هذا البلد على المدى القريب.