من الأمور الهامة الملفتة للنظر ، قضية تعدد النافذين داخل النظام الحكومي للدولة الذين يشعر الإنسان من خلال ما يلمسه ويشاهده في واقع تعاملهم مع قضايا الناس المختلفة بأن كل شخص منهم يشكل دولة داخل الدولة ، بحيث إذا اصدر احدهم آمرا بحل قضية ما !! يرفضه الآخر ، على سبيل المثال صدرت الأوامر من رئاسة الجمهورية لوزارة الداخلية بإلقاء القبض على عصابة من المجرمين وقطاع الطرق الذين اعتدوا على ثلاثة من الأبرياء العزل ونهبوا سيارتهم وقتلوهم ظلماً وعدواناً بعد رفضهم تسليمها لهم ، وتم تحويل الأمر من وزير الداخلية لإدارة امن محافظة صنعاء الذين بدورهم وجهوا إدارة امن بني مطر بسرعة التنفيذ ، وكانت المفاجئة لأولياء الدم هي قيامهم برفض الأوامر بدون اي مبرر قانوني !! بالإضافة إلى تكرار رفضهم تسليم ملف القضية للنيابة الجزائية المختصة بموجب الأوامر الموجهة إليهم !! ؟ والعجيب في الأمر هو اشتراك إدارة امن محافظة صنعاء معهم بعد إبلاغهم في رفض الأوامر بالتستر على القتلة المجرمين ، وسعيهم لتضييع وإخفاء ملف القضية والحيلولة دون وصولها للنيابة لتأخذ العدالة مجراها !!؟ مستهترين بدماء الأبرياء المقتولين ظلماً ومتجاهلين لواجباتهم ومصرين على إجبار أولياء الدم على قبول الديات بحسب رغباتهم وأوامرهم ، أو تضييع قضيتهم !!؟ وكأن كل مسؤول منهم دولة مستقلة داخل الدولة متجاهلين ، ما يقدمه الشرفاء والأحرار من التضحيات والدماء الزكية الطاهرة في مختلف الجبهات في سبيل العزة والانتصار للعدالة ! وصدور مثل هذه التصرفات المشينة والمسيئة ليس للدولة والحكومة فحسب بل للشعب اليمني بشكل عام لا ينبغي السكوت عليها من قبل الجهات العليا والمسؤولين في الداخلية ، لان سكوتهم وتغاضيهم عن أمثال أولئك المستهترين بالأوامر والدماء ، يعتبر بحد ذاته جريمة ودليل على ضعف وعجز الحكومة وشلل وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية ، وهذه هي قضية من مئات وآلاف القضايا التي يشكوا منها المواطنين ، ولايجدون من يسمعهم ، وعلية فنحن نطالب القيادة السياسية باسم كل المستضعفين ان تعمل على إزالة الظالمين والفاسدين ، وتقوم بواجباتها في استبدالهم بالمخلصين والشرفاء وتقوم بفتح مكاتب لاستقبال شكاوي المظلومين وحل قضاياهم في جميع المحافظات ، وإذا استمروا في تجاهل المطالب الشعبية ، واستمر الظلم والفساد فلن يتحقق الانتصار ، وذلك لان نصر المستضعفين هو نصر الله وهو المقصود من قوله ، إن تنصروا الله ينصركم ، وهدفنا هو العدالة ، وكل ما نتمناه هو بألاَّ يظل الشعب جسداً بلا رأس . * رئيس مؤسسة المصطفى لخدمة المستضعفين