قسم الطوارئ بات أهم الأقسام الطبية في ظل الظروف الحالية التي أوجدها العدوان السعودي الأمريكي وأدواته ، فضلا عن كونه القسم الذي يرتكز عليه أي مستشفى عام او خاص، ومع تردي الوضع الصحي في بلادنا فإن المؤتمرات الطبية تقام بشكل مستمر كما بدى ملحوظا في الأونة الأخيرة بالرغم ما تمر به البلاد، لكن المهتمون والمعنيون باتوا يدركون حجم المسؤولية وعمدوا إلى تشجيع إقامة المؤتمرات الطبية بشكل لافت ، لكي يستفيد الأطباء من تلك المؤتمرات ويخرجون بحصيلة جيدة تعود إيجابا على المرضى ، وفي هذا الصدد أقيم المؤتمر الدولي الأول لطب الطوارئ بصنعاء الذي نظمته الجمعية اليمنية لطب الطوارئ والكوارث عضو الفدرالية الدولية لطب الطوارئ بالشراكة مع مستشفى العلوم والتكنولوجيا بمشاركة أكثر من «250» مشاركا من الأطباء المختصين في طب الطوارئ ، وقد ناقش المؤتمر «14» ورقة بحثية خارجية عبر النت من دول مختلفة لأطباء يمنيين وعرب ، و»12» ورقة بحث محلية لأطباء في أمانة العاصمة وخارجها ، وحول هذا الموضوع أستقرأت «26سبتمر» آراء عدد من المعنيين والمشاركين في المؤتمر في الاستطلاع التالي : استطلاع : هلال جزيلان كانت البداية مع وزير الصحة والسكان الدكتور طه المتوكل الذي أكد أن طب الطوارئ والكوارث من أولويات الوزارة كونه أهم الأقسام الإسعافية للمرضى ولمواجهة الكوارث خاصةً مع استمرار العدوان والحصار. كما وأوضح وزير الصحة مدى حاجة البلد إلى مثل هذا التخصص في طب الطوارئ خاصة في ظل شحة الكوادر المؤهلة في هذا المجال. وأضاف: هناك احتياج لطب الطوارئ ويجب تشجيع الخريجين للالتحاق بهذا التخصص ،ولفت : إلى أهمية استفادة كل الأطباء من توجه وزارة الصحة في فتح مساقات جديدة للتخصصات الطبية الدقيقة خاصة فيما يتعلق بطب الطوارئ، وتأهيل أنفسهم بالقدرات والخبرات العلمية التي تمكنهم من تقديم أفضل الخدمات الطبية. وبين : وزير الصحة الأهمية لتشجيع ودعم الأبحاث العلمية حتى نصل إلى إيجاد كمّ معرفي وبحثي خاص باليمن إضافة إلى إقامة عدداً من المؤتمرات والندوات العلمية الهادفة إلى تشخيص المشكلات التي تواجه اليمن في الجوانب الصحية وإيجاد الحلول والمعالجات اللازمة لها خاصة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد جراء استمرار العدوان والحصار، وأكد : استعداد الوزارة تبني مخرجات المؤتمر وتوصياته خاصة وأن البلد بحاجة للكوادر المتخصصة في مجال طب الطوارئ. وأضاف وزير الصحة والسكان في تصريحه ل «26سبتمبر « أن طب الطوارئ هام جدا والبلد بحاجه إليه أكثر من التخصصات الطبية الأخرى لا سيما في ظل نقص الكوادر الطبية المتخصصة التي تتعامل مع الحالات الحرجة وحالات الحرب ولذا نتمنى من مخرجات المؤتمر وتوصياته مواكبة لما يمر به الوطن وأكد الوزير المتوكل : إن الوزارة على أتم الإستعداد لتبني مخرجات المؤتمر. الحياة مستمرة من جانبه أكد : وكيل وزارة الصحة لقطاع التخطيط الدكتور عبدالملك الصنعاني ورغم هذه التحديات التي تمر بها بلادنا من حصار جائر وعدوان همجي أن الحياة مستمرة والعلم في تطور مستمر ولا يمكن أن تقف عجلة النمو والتطور ،وأضاف في تصريحه ل «26سبتمبر» : نقول لأولئك الحاقدين على بلادنا وعلى يمننا الحبيب نحن هنا في هذه الأرض التي خرجت منها كل قوافل الدنيا علما ومعرفة وأخلاقاً وإنسانية لن يستطيعوا أن يكتموا أنفاس اليمنيين ، وأكد الوكيل الصنعاني: أن هذا المؤتمر الأول لطب الطوارئ والذي كان قبله بالأمس القريب مؤتمر لطب الأطفال يعد دليلا على الاستمرارية ولهذا نقول دائما لن ترى الدنيا على أرضي وصيا ، وبين الوكيل لقطاع التخطيط أنه قد تم التعاون والتنسيق بين القطاع الخاص والعام على التوجه الأكاديمي في الأقسام الطبية ، ورجا : أن ترتقي التوصيات التي سيخرج بها المؤتمر لما عليه الواقع في بلادنا لتكون ملامسة لحاجة المرضى في الظرف الحالي . أهم فروع الطب وسعياً منا نحث الخطى لكي نحصل على أكبر قراءة حول المؤتمر وما خرج به ومدى ملامسة المخرجات للواقع الحالي التقينا الدكتور أحمد الظاهري الذي أوضح أن : هذا المؤتمر يعد الأول في اليمن بعد 17 سنة على افتتاح هذا التخصص في اليمن في العام2001م والذي يهدف إلى تسليط الضوء على أهمية طب الطوارئ باعتباره أهم فروع وأقسام الطب كونه من يستقبل الحالات الحرجة والخطرة والطارئة وهو القسم الذي يقدم الخدمة لأكثر من شريحة في المجتمع ، وأضاف : لقد أنعقد هذا المؤتمر بمشاركة أكثر من (250) طبيب طوارئ من أمانة العاصمة ومدن يمنية أخرى ومشاركة أطباء من خارج اليمن عبر النت والذين قدموا أوراق بحثية مهمة سيستفيد منها الطب بشكل عام ، وبين : أن التوصيات كان من ضمنها كيف يمكن مساعدة مريض الطوارئ وتقديم الخدمة له في الوقت المحدد وأنا أكد على كلمة محدد لأن مريض الطوارئ في أحيان كثيرة يكون بحاجة لإنقاذ حياته بين الدقائق وربما الثواني ، ولعل من التوصيات التي خرج بها المؤتمر .. عمل أتفاق بين كل المستشفيات العامة والخاصة بأن تكون لديها أقسام الطوارئ دقيقة جدا في عملها وأن تمتلك المستشفيات الأدوات اللازمة جميعها وتوفر الكادر المؤهل من أطباء واستشاريين ، وأضاف: بما أن طب الطوارئ قسم حرج جدا وإن لم يكن للكوادر الموجودة في أقسام الطوارئ المعرفة التامة عن كيفية التعامل مع حالات الطوارئ بشكل دقيق فسيكون هناك اشكال كبير ، ولذا كان من التوصيات عمل شراكة بين القطاع الخاص والقطاع العام ومع وزارة الصحة بحيث تقدم أفضل الخدمات في قسم الطوارئ وتخفيف الأعباء على المريض وتقديم العون اللازم له أثناء حصوله على الخدمة الطبية . إيجابا على المريض الدكتور عبده محمد مثنى مسوؤل العلاقات في الجمعية اليمنية لطب الطوارئ ، أكد : بأن لهذا المؤتمر أهمية كبيرة جداً من جانبين: عامة باعتبارنا نمر بعدوان وحصار لما يقارب «4» سنوات وله أهمية خاصة في أن هذا المؤتمر يعد رافداً علمياً لأنه يعد لقاء تشاوريا لتبادل الخبرات والمعلومات في طب الطوارئ ونقل كل جديد ، واوضح : أن الطبيب عندما يحصل على معلومات ومعارف جديدة في تخصصه الطبي فإن ذلك ينعكس ذلك إيجابا على المريض . زيادة المعرفة الدكتور صابر القحيف الأمين العام لجمعية طب الطوارئ اليمنية ، أوضح أن: هذا المؤتمر يقام في هذا الظرف الاستثنائي الذي تمر به بلادنا بمشاركات داخلية وخارجية من أخصائي واستشاري طب الطوارئ بهدف زيادة المعرفة والتدريب والتأهيل لكوادر طب الطوارئ ،وأكد : أننا في هذا المؤتمر نريد أن نرسل رسالة واضحة للجميع أننا ما زلنا مستمرون في تقديم الرعاية الطبية وتطويرها وواجبنا أن نهتم بمستوى جيد لخدمة المريض ، وأوضح : أن في العالم برمته يتم عمل المؤتمرات الطبية بشكل دوري للمعرفة والتطوير والتأهيل ونشر الوعي المجتمعي حول الطوارئ ونحن جزء لا يتجزاء من العالم . وعند سؤالنا له لماذا لا تتطرق أي مؤتمرات طبية تقام لتكاليف الخدمة والعلاج للمريض فهذا من الأشياء التي تمثل شيء أساسي للمريض بالذات ونحن نمر بظرف حرج واستثنائي ؟ أجاب : نحن منظمة مجتمع مدني في الجمعية اليمنية لطب الطوارئ وليس لنا علاقة بهكذا موضوع .. ولكن سنرفع بهذا ضمن التوصيات للجهات الحكومية وهذا شأنها وإختصاصها . وقال أيضا إن التوصيات التي خرج بها المؤتمر كثيرة وأهمها التأهيل والإشراف على مراكز الطوارئ في المستشفيات الحكومية والخاصة بالتعاون مع وزارة الصحة ممثلةً بإدارة الطوارئ . وحول سؤالنا له حول التزام الأطباء بتعميم الهيئة العليا للأدوية بكتابة الإسم العلمي للدواء على رشتة المريض ؟ أجاب : هذا تعميم نحترمه وانطلاقا من هذا التعميم نطالب الهيئة العليا للأدوية أن تحدد شركات نثق بها كأطباء ،لأن الطبيب في آخر الأمر يثق بشركات معينة لأن المجال بات مفتوحا فعندما يكتب الاسم العلمي للدواء بشكل مجهول وهناك تهريب للدواء وبالتالي فمن الأفضل أن نكتب العلاج الذي نثق فيه حتى تحدد الهيئة شركات محددة ، فمن وجهة نظري الخاصة هذا التعميم لا فائدة منه بسبب انتشار التهريب والشركات المجهولة والتي لم نلاحظ بعد مفعول دوائها على المريض ، ومن هنا أنصح الأطباء أن يكتبوا الدواء الذي يثقون فيه والدواء المناسب والشركة المناسبة للمريض . الخط الأول الدكتور محمد الزبيري أخصائي أول طب طوارئ بورد عربي ، أوضح أنه : قدم ورقة بحثية بعنوان « الإصابة المتقدمة كيف يتم التعامل معها من قبل طبيب الطوارئ « أوضح فيها أحدث ما توصل إليه طب الطوارئ في العالم عن كيفية التعامل مع الحالات الحرجة ، وقال : أن هذا المؤتمر مهم جدا لأن أطباء الطوارئ هم الخط الأول والدفاعي في المستشفى ولهذا لابد من تأهيلهم بشكل مستمر ودوري . حلم تحقق الدكتور فؤاد العفيري نائب رئيس الجمعية اليمنية لطب الطوارئ ، أوضح : أن هذا المؤتمر حلم تحقق بعد بذل جهد كبير من أعضاء الجمعية وبالتعاون مع الشركات الداعمة ومستشفى العلوم والتكنولوجيا حتى نجح هذا المؤتمر الذي كان يعد حلما لكل أطباء الطوارئ في اليمن فهو يمثل تعريفا بجلطة الطوارئ ، وأضاف : إن لم يكن كادر الطوارئ مؤهل تأهيل كامل قد يفقد المريض حياته وبالتالي نسعى من خلال هكذا مؤتمرات إلى تلافي هذه الإشكاليات . أهم قسم الدكتور ياسر البريهي نائب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر ، قال : لقد أعددنا للمؤتمر منذ ما يقارب سنتين بهدف التعريف بطب الطوارئ وتأهيل أطباء الطوارئ ، وذلك من منطلق إدراكنا العميق بأن طب الطوارئ يعد أهم قسم في أي مستشفى يتعامل مع جميع الحالات الطارئة وجميع الفئات العمرية وقد ناقش المؤتمر «26» ورقة بحثية مقدمة من قبل أطباء في أمانة العاصمة وغيرها من المدن وأطباء وخبراء واستشاريون من دول أجنبية لأطباء يمنيين وأجانب ، من الولاياتالمتحدة الإمريكية وقطر وعمان لكي نرفع من تأهيل أقسام الطوارئ في الظرف الحالي الذي يمر به يمننا الحبيب ونرفع كفاءة الطبيب. مهم جدا الدكتور أديب محمد الخطابي رجا : بأن يكون لهذا المؤتمر تأثير وفائدة ملموسة على أطباء الطوارئ الذين يعتبرون هم خط الدفاع في أي مستشفى والذي مهم جدا تأهيلهم بشكل دوري ومستمر حتى يتمكنوا من التعامل مع الحالات الحرجة والطارئة بشكل دقيق وبالذات في هكذا ظرف نمر به . تحدً كبير ولم ننس في هذه القراءة لمؤتمر طب الطوارئ الأول في اليمن أن نستعرض رأي إحدى الطبيبات المشاركات في المؤتمر الدكتورة ندى عبدالعزيز الغلابي أخصائية طوارئ بورد عربي عضو الجمعية اليمنية للطوارئ ، التي أوضحت: أن المؤتمر بحد ذاته كان تحديا كبيراً جدا وخصوصاً أن يقام في هذه الظروف ، واضافت : أن المؤتمر صاحبته معوقات كثيرة قبل إقامته كان من أبرزها عدم الاستطاعة في التواصل بأطباء خارج البلاد لرفد المؤتمر بأوراق بحثية جديدة إلا بعد مشقة كبيرة ، وقالت : إن طب الطوارئ يعد إنقاذا لحياة المريض أو المصاب فطبيب الطوارئ من يحدد حالة المريض خلال لحظات فإما يتم إنقاذ حياة المريض أو لا ومن هنا تأتي أهمية هذا المؤتمر ، وبينت أنها قدمت لمحة حول ورقة بحثية تعنى « بدرجة الأمان في أقسام الطوارئ في أمانة العاصمة « من المرجح أن تقدمها كاملة في مؤتمرات دولية خارجية .