كأس من القهوة في أخر المساء الاتكاء على جدار منزل مهجور مع نظرة إلى السماء يتبعها سماع موسيقى قديمة تجعل الذهن صافياً، والقلب مهلهل المشاعر يتراقص على نغمات وعزف إيقاعي فريد ، يبدأ عقلي في التجلي والتخيل ، ومشاهدة ذلك القائد الذي يمُسك في يداه الأوركسترا ويقود الكتيبة الغنائية في عزف أجمل الألحان التي تجعل المستمعين يتراقصون من جمال اطلالها . في شوارع إب نتذكر معزوفته التي أسعدت الكثير من سكان المدينة ، القلب كان يسير كما يهوى فهذا الشاب النحيل كان يسير بين ثنايا البساط الأخضر مغازلاً مرمي الخصوم بقذائف نووية ، وبإسيستات مذهلة لا يفعله إلا العباقرة ، قاد بها فريقه « شعب إب « للانجازات والبطولات عندما كان يرتدي حذاءه ذات مقاس ال 40 وقتها يتحول الى دافينشي يرسم بقدميه اجمل لوحات الساحرة المستديرة ، كنا نبروزها ونضعها في متحف الذكريات ، يأتي من بعيد قادماً بتلك السيقان المقوسة يضع المهاجمين لوحدهم امام مرمى الخصوم ، لحظتها كان المدافعون ترتعد فرائصهم عندما تصل الكرة إلى قدميه ، الجماهير فقط تبتسم وتنتظر ماذا يفعل بها وأين سيضعها رسام كرة القدم اليمنية لاعب من طينة الكبار ، كسب قلوب الجماهير بكل أطيافها وألوانها ، عانده الحظ اوقات كثيرة ، ودقت الاصابه باب مسيرته مواسم متعددة ، حتى اولئك المدربين الذين دربوا المنتخبات الوطنية كانو يتمتعون بحماقة عدم استدعاء هذا الفذ لتمثيل المنتخب الوطني ، مرات قليلة ارتداء شعار الوطن لكن كل ذلك لايمنع انه افضل من لمس كرة القدم في حقبته يسدل ستار العرض المسرحي ، يقف المايسترو لتتوقف الفرقة الموسيقية في العزف ، ويغادر اللاعب الانيق مسرح كرة القدم، تتحسر الجماهير لوداع رضوان عبدالجبار، وتندب حظها على هذه الفترة العقيمة التي تمر بها كرة القدم اليمنية.