# ويبدوا أن السعودية وهي تضع خطة حربها العدوانية على اليمن منذ أربعة أعوام خلت كانت لها أهدافها وحساباتها ومراميها السياسية والعسكرية والإقتصادية وحتى الدينية والمذهبية . وقد حرصت مملكة آل سعود منذ اليوم الأول لبدء العدوان على اليمن على ادراك غاياتها المنشودة من الحرب والوصول إلى منتهاها. ومن أجل كل ذلك وسواه حالفت الدول المشاركة لها في حربها الحالية على اليمن وحشدت الحشود واستجلبت بأموالها مرتزقة الأرض وزجت بهم في أتون الصراع وأرسلتهم تباعا إلى جبهات القتال وساحات الحرب وأعتمدت وأنفقت مليارات الدولارات من عائدات نفطها لتمزيق النسيج الإجتماعي في اليمن وتشجيع مشاريع الإنفصال والتمزق والتشظي الصغيرة ودعمها ورعايتها. وبدت السعودية بذلك كمن يحرص ويصر إصرارا عجيبا على قتل اليمنيين وهدم وتخريب بيوتهم وعمرانهم بما في ذلك المدارس والمشافي والمساجد وصالات العزاء والأفراح في حرب عبثية مجنونة لاطائل منها ولا معنى لها إلا مزيد من المآسي والكوارث في بلد عربي مضطرب كااليمن لاينقصه هذا الذي حدث ويحدث في ظل سكوت وتواطئ دولي غريب وتماهي مستهجن مع العدوان والمعتدين رغم وصول الأمور والأوضاع في اليمن إلى حافة الهاوية وذروة الخطر وسنامه . بيد أن السعودية كانت قد شعرت بقدر كبير من الخطر وأنتابها القلق الشديد مع وصول جماعة أنصار الله الذين تنعتهم بمليشيا الحوثي الإنقلابية إلى السلطة في صنعاء في سبتمبر 2014 م وامساكهم بمقاليد الأمور والسيطرة على الأوضاع بسرعة خاطفة وخلال فترة وجيزة وتمكنهم من ضبط الإيقاع الأمني وفرض حالة من الإستقرار لم تكن متوقعة وهو ما أزعج الرياض ودفعها بالتالي قلقة مفزوعة متوترة متوجسة خوفا من التطورات في اليمن وسير الأحداث فيها بعيدا عن تحكمها وسيطرتها وتأثير نفوذها وتدخلاتها المباشرة ودفعها دفعا إلى تبني خيار الحرب واللجوء إليه كوسيلة متاحة وممكنة حينها للقضاء على الخطر المفترض من جهة اليمن عليها وعلى مشاريعها وخططها السياسية المعتمدة لليمن وعموم المنطقة بدعم واسناد ومباركة أمريكية صهيونية غربية دائمة ومستمرة !. على أن السعودية التي توجست خيفة من وصول جماعة دينية عقائدية قوية مقاتلة ذات خلفية وطبيعة عسكرية وخبرة قتالية وتجربة ميدانية حربية احترافية إلى الحكم في صنعاء لاسيما وقد خبرتها وعرفتها من قبل خلال اشتراكها في الحرب السابعة على صعدة إلى جانب نظام صالح لم تجد الرياض مفرا من التعامل مع هذه الجماعة الصاعدة بخوف وحذر وحيطة بل ورأتها كما أعتبرتها خطرا وتهديدا مباشرا لها ومصالحها وهذا ماحدا بها في النهاية إلى أن تسارع مدفوعة بهواجس خوفها وتحسباتها القلقة إلى شن أكبر حرب وأعظم عدوان على اليمن لايزال مستمرا حتى اللحظة. وبررت السعودية حربها الحالية على اليمن بمبررات بعيدة كثيرا عن الواقع والحقيقة وأخذت الرياض بأسباب هذه الحرب وأعتمدتها وتعمدت في ذات الوقت أن تغالط الحقائق وتقلبها رأسا على عقب وتوهم المجتمع والرأي العام الدولي بأن الحرب على اليمن كانت ضرورة ملحة للحفاظ على الإستقرار والأمن في المنطقة والعالم وافشال خطط ماسمته الرياض بالمد الفارسي والخطر الإيراني المزعوم وتهويله وتضخيمه. وللتغطية والسكوت عن جرائم حربها المستمرة على اليمن أشترت مملكة آل سعود الغنية بالنفط والمتخمة بعائداته الهائلة بأموالها ذمم ومواقف عدد من الدول والمنظمات الأممية الدولية والمنابر والوسائل الإعلامية والمنظمات الحقوقية لغض الطرف والسكوت عن ماترتكبه آلة الحرب والموت السعودية المصنوعة أمريكيا من طائرات وصواريخ وقنابل ذكية وغبية غباء من يستعملها من جرائم حرب يجرمها القانون الدولي وكل الأعراف والشرائع طالت نساء اليمن ورجاله وشيوخه وأطفاله الأبرياء في مسلسل قتل شبه يومي متعمد على مرأى ومسمع من العالم بلا حسيب ولا رقيب ولا ضمير ولا وازع ورادع يرد المعتدبن عن بغيهم ويوقفهم عند حدهم. والأدهى والأمر أن كل ذلك يأتي والضمير الدولي والإنساني المغيب والمخدر في سبات عميق والعالم يكتفي بالفرجة على مايحدث في اليمن وفي ظل اشتداد اضطراب الوضع الداخلي في اليمن نتيجة المعارك المحتدمة التي تخوضها الأطراف اليمنية المتصارعة فيما بينها في أكثر من جبهة ومنطقة في اليمن كجزء مما يسمى اصطلاحا « الحرب بالوكالة « .!. وتقف مملكلة آل سعود موقف الداعم والمساند لمرتزقتها في تلك المعارك المستعرة بضراوة منذ اربع سنوات التي كلفت اليمنيين جميعا ثمنا باهضا يدفعونه كل يوم ولحظة من أرواحهم وأرزاقهم وممتلكاتهم وأمنهم واستقرارهم في بلادهم ويحرمهم بلا ذنب عيشا رغدا هانئا سخاءا رخاءا في بلدة وصفها ربهم بأنها بلدة طيبة دون سائر بلاد الدنيا وكان أبنائها ولا يزالون أحوج مايكونون إلى ذلك العيش السعيد الذي حرموا منه بكل وسائله وأسبابه وامكانياته المتاحة. وكأنه قدر على أبناء اليمن غير السعيد هذا أن تحول الحروب والصراعات الدامية التي تندلع كل فترة وأخرى مابينهم وبين تمتعهم بطيبات عيشهم الرغيد الممكن على أرضه وكان ولا يزال أولى لهم وحري بهم أن يعملوا متآخين متحابين متعاونين من أجل ذلك ويتفرغوا متجردين منقطعين لهذه الغاية الأسمى والمنشود الأجدى ولا تأخذهم طيشا العزة بالأثم ويذهبون بعيدا بلا وعي ولا حكمة وعقل إلى التماهي مع مغامرات المغامرين التي تبدد امكانياتهم وتستغرق اوقاتهم وتلهيهم وتشغلهم عن موجبات الواجب والأوجب والأهم وضروراته ومتطلباته وفرصه المتاحة الضائعة بلا حساب ولا حدود في متاهات متسعة من الطيش والعناد والضياع والعناء المستمر واللامحدود واللا منتهي هنا لاسيما وقد وجد كل هذا العناء والشقاء الذي يقاسيه أبناء هذا الوطن من بعضهم مايعززه ويرفده ويباركه ولا يجدون أنفسهم إلا في ثناياه وبين أحضان أفاعيه السامة للأسف الشديد !. بيد أن السعودية التي أعلنت حربها على اليمن في مارس من العام 2015 م تحت ذرائع ومبررات واهية بينها محاربة الخطر الإيراني والمد الفارسي الذي يهدد العروبة حسب مزاعم الرياض واستجابة لطلب حكومة هادي بضرورة التدخل السعودي لإنهاء ماوصفته بالإنقلاب الحوثي وإعادة الحكومة الشرعية أعتقدت في البداية أنها ستحقق أهدافها المرسومة من خلال حربها على اليمن ومنها الإطاحة بحكومة انصار الله في صنعاء واعادة اليمن إلى دائرة النفوذ والتدخل السعودي في شؤون اليمن بما يخدم مصالح الرياض وحلفائها الغربيين . وقد أخفقت السعودية وحلفائها في الحرب على اليمن في المبتغى من وراء هذه الحرب ولم تحقق إلا تدمير العمران والمنشآت المدنية في هذا البلد وقتل الأبرياء من أبنائه كل يوم بدم بارد وتوسيع رقعة جراحاتهم وعذاباتهم ومضاعفة معاناتهم جراء استمرار الحرب فيما عجزت رغم استخدام القوة الغاشمة المفرط في كسر ارادة اليمنيين وارغامهم على الركوع والإستلام لمشيئة حكام نجد والحجاز . يتبع