أوشك العام الخامس أن يداهمنا ويوافينا بمفاجآته وأحداثه التي نجهلها ونحن نقف على عتباته صامدين مرابطين في مواقع ثباتنا الأسطوري منذ بدء حرب تحالف دول وقوى العدوان علي اليمن في مارس 2014 م بقيادة مملكة آل سعود على خلفية مزاعم كاذبة وحجج واهية وأسباب غير وجيهة وأباطيل عديدة متنوعة يروج لها و يسوقها اعلام الرياض والأبواق الإعلامية الضلالية التابعة لها منها اكذوبة واضحوكة : محاربة المد الفارسي المجوسي والتصدي ومواجهة الخطر والتوسع الإيراني في اليمن والمنطقة. بل إن هذا التهويل والتضخيم السعودي والخليجي والأمريكي والصهيوني لخطر إيران ونظامها الإسلامي وتهديدها للأمن والسلم الإقليمي والدولي على هذا النحو الممجوج والسمج وغير المنطقي والواقعي يأتي بدوافعه وأغراضه في سياق تبرير وشرعنة الحروب التي تخاض بالوكالة وتشترك فيها أطراف اقليمية ودولية بما يمهد الطريق في النهاية لإعادة رسم خارطة المنطقة وتكريس سياسة تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ وتدمير المدمر وتفتيت بعض الدول وتشطيرها وصولا إلى خلق شرق أوسط جديد تكون فيه الهيمنة والتفوق لإسرائيل ولا دور مع هذا المخلوق الغربي الهجين الفوضوي للعرب إلا مزيد من الإرتهان والتبعية للغرب. وما من شك أن الحرب العدوانية الحالية على اليمن وقتل أبناء شعبه وتخريب وهدم عمرانه تندرج ضمن مخططات الغرب وإسرائيل لإعادة ترتيب الأوراق والأوراق وتوزيع الأدوار في المنطقة والإقليم بما يضمن خدمة مصالح الأطراف المعنية والمهتمة بذلك وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة وإسرائيل بوجه خاص. وكما هو معلوم فقد نجحت مملكة قرن الشيطان في نجد والحجاز في اقناع عدد من الأنظمة والدول للتحالف معها في حرب اليمن وارسال الجيوش للعدوان عليه بحجة مناصرة مايسميه تحالف العدوان بالحكومة الشرعية وهي شرعية فقدتها حكومة الفنادق منذ ارتباطها بهذا التحالف والإرتماء في أحضان المعتدين على اليمن وشرعنة وإجازة وقبول قتل أبنائه ومحاصرتهم وتجويعهم والتفريط بسيادة البلاد الوطنية.. ويضم التحالف الهش في العدوان على اليمن بقيادة السعودية مجموعة من الدول التي تهمها المصالح وكسب المال وجني الأرباح على حساب حياة شعب بأكمله يقتل أبنائه الأبرياء بدم بارد كل يوم . وهذه الدول التي استقطبتها الرياض للتحالف معها في الحرب العدوانية على اليمن واليمنيين تشمل : الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة (بريطانيا) وفرنسا ودولة الكيان الصهيوني الغاصب ودول عربية واسلامية تشاطر السعودية حربها العدوانية على اليمن وتقوم طائراتها الحربية أو بوارجها وقطعها البحرية بقتل المدنيين اليمنيين واقتناصهم عمدا عن بعد وهذه الدول هي : دويلة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بمشيخة عيال زايد في أبو ظبي وجمهورية السودان ممثلة بنظام حسن البشير الإخواني وجمهورية عبد الفتاح السيسي في مصر العروبة مع الأسف الشديد وتركيا طيب اردوجان ومشيخة آل ثاني في قطر ومملكة عبدالله الثاني في الأردن ومملكة محمد رقم سكس في المغرب وما يسمى بمملكة البحرين وإمارة آل الصباح في الكويت وماليزيا وباكستان وبلوش من أفغانستان إلى جانب مرتزقة آخرين ممثلين بشركات أمنية لها شهرتها الدولية وسمعتها السيئة في ارتكاب الجرائم المنظمة ومنها : البلاك بوتر استقطبتها السعودية والإمارات لمحاربة اليمن وشعبه مقابل الأموال التي تنفقها الرياض وأبو ظبي بسفه وسخاء منقطع النظير لهذه الغاية والغرض. ولم تستطع هذه القوى والحشود ومرترقة الشرق والغرب مجتمعين بعد أن تحالفوا وتجمعوا وتحشدوا بقيادة السعودية ومن ورائها أمريكا وإسرائيل عضدا وظهيرا ونصيرا من اخضاع شعب اليمن وتركيعه وتغيير خياره الوطني وارادته الحرة وإن كانوا قد ألحقوا بعمرانه على مدى اربعة أعوام من الحرب الضروس المتواصلة جوا وبرا وبحرا دمارا واسعا وخرابا هائلا وتسببوا في قتل الآلاف وتجويعهم وتشريد الملايين من ديارهم . وبرغم كل ذلك ثبت الشعب اليمني وصمد وتحدى المعتدين عليه وخيب ظنونهم ومساعيهم وأثبث حقا بصموده الأسطوري البطولي أنه الشعب الحر الذي لايقهر وقد أجبر أعدائه ان يلقوا ماجاءوا به معتدين وألتقف ماهم يأفكون وأبطل بالفعل كيدهم وسحرهم. وما حقق الأعداء الذين تحالفوا مع السعودية في العدوان و حرب اليمن واليمنيين من الأهداف والمكاسب إلا قليلا لم يرض غرورهم وفضولهم واستكبارهم وغيهم وبغيهم واكتشفوا بعد اربع سنين من العدوان على اليمن انهم قد تورطوا في هذه الحرب الخاسرة على بلد مسالم لم يعتد على أحد ولا يشكل تهديدا على جيرانه كما تزعم السعودية والأمارات . وبالنظر والرجوع إلى ظروف وطبيعة مرحلة انشاء التحالف السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني وبقية الدول الأخرى المنضوية تحت مظلته فسنجد ان لكل دولة انضمت لهذا التحالف الهش حساباتها وأجندتها ومصالحها الخاصة التي دفعتها للدخول فيه وإن كان الشعار الجامع للغايات والأهداف المختلفة لدول التحالف هذه في تبرير الحرب العدوانية على اليمن يفيد بما معناه صراحة : “ تعددت الأسباب في العدوان على اليمن والمصلحة وحب المال والإرتزاق واحد “ بل هو الهدف والقاسم المشترك التي اجتمعت من أجله وتلاقت في هذا التحالف الشرير على اختلاف توجهاتها وقيمها ومفاهيمها لتصب جميعها نار حقدها وظلمها وبغيها وعدوانها على اليمن وشعبه في تحد صارخ ومفضوح للقوانين والأعراف الدولية التي لاتجيز لهؤلاء المعتدين المتحالفين حربهم المجنونة هذه التي يشنونها على بلد حر ومستقل وعضو في الأممالمتحدة له سيادته واستقلاله وله الحق في تقرير مصيره وتصريف شؤونه بنفسه دون تدخل واملاء خارجي من هذا الطرف أو ذاك لكن تأبى طبيعة وحقيقة أولئك الأشرار المتدخلين في شؤون غيرهم والطامعين فيما لايحق لهم الطمع به إلا أن تأتي بما ليس معقولا ولا مشروعا ولا مقبولا أن تجيئ به وتمرره وتفرضه قسرا على غيرها بمنطق العضلات والإفراط في استخدام القوة الغاشمة وكل وسيلة أخرى داعمة ومساندة لها تمكنها في نهاية المطاف من ادراك غاياتها المرجوة ولا بهمها شيئا آخر غير ذلك. وهذا ما أخذت بأسبابه وأعتمدته كإستراتيجية وخطة عمل دول تحالف العدوان في حربها الظالمة الحالية على اليمن وجعلها تزيد في بغيها الذي تجاوز كل الحدود على بلد مسالم وشعب صابر صامد مكافح لايسعه إلا أن يزداد صمودا وجلدا وثباتا أمام صلف المعتدين وغطرستهم واستكبارهم عليه ويتمسك متشبثا أكثر بخياراته الوطنية التي ارتضاها لنفسه رافضا في نفس الوقت كل مشاريعهم المشبوهة واطروحاتهم المريبة للتسوية التي تنتقص من سيادته وكرامته الوطنية. وإذا كانت السعودية التي أعلن سفيرها في واشنطن عادل الجبير في أحد أيام شهر مارس من عام 2014 م عن بدء تدخلها العسكري في اليمن وشن حربها الضروس عليه بمشاركة المتحالفين معها بحجة نصرة شرعية رئيس منتهي الصلاحية ومواجهة الخطر الإيراني المزعوم ممثلا بجماعة أنصار الله قد حددت الأهداف والغايات المنشود ادراكها سلفا ووضعت الخطط والبرامج المعدة للتدخل في شأن جارها اليمني ومحاولة فرض الوصاية عليه مدفوعة ببعض الهواجس والمخاوف التي تحركها من هنا وهناك قد أدركت بعد تورطها في المستنقع اليمني بعد اربع سنوات من الحرب المدمرة وبعد أن ساخت وتعثرت أقدامها في رماله المتحركة والمشتعلة نيرانا وبركانا متفجرا صارت السعودية على قناعة اليوم بمدى التورط الكبير في اليمن وخسائرها الفادحة في الحرب التي تقودها ضده اموالا وعدة وعتادا وبشرا وسمعة وكرامة واخلاقا وقيما ومبادئا وهي خسائر مهولة وثمن باهض تدفعه الرياض في مغامرة طائشة جرها إليها ولي عهدها الغر الفدم محمد بن سلمان وورطها فيها توريطا لم تنفك منه حتى اللحظة التي تبحث فيها لها عن مخرج ومبادرة مقبولة تحفظ لها ماء الوجه وما تبقى لها من سمعة وكرامة ومكانة أتى على نسفها ابن سلمان العتل هذا نسفا ولا يزال الحبل على الجرار وهلم جرا !!.. ......... يتبع .........