أصبح الشباب العربي بين سندان الوضع الصعب الذي يعيشه وبين مطرقة الخيارات المميتة التي ينتهجها للهروب مما يعانيه. خذلت الدول العربية الغنية، وفي مقدمتها دول الخليج، فثرواتها تسخرها لدول الغرب، حتى حيوانات تلك الدول نالها نصيب من تلك الثروة، فيما تغلق حدودها أمام شباب الدول العربية. الزميل محمد الأهدل ، شاب في مقتبل العمر ، كغيره من أقرانه يحلم بمستقبل زاهر يصون على الأقل كرامته من أي هوان يراه على وجوههم لم يجد الأهدل -رحمة الله عليه- بدا من ركوب قوارب الموت العابرة من الجزائر إلى أوروبا، أملا في الغد الأفضل، ولم يكن يعرف ما يخبئه القدر، وأن الغد الأفضل هو تابوت من حديد على بقية شبابنا اليمني أخذ العبرة مما جرى للمرحوم، فاليأس من الواقع المر والذي يقود لما هو أمر منه (الموت) نهج غير صحيح علينا الإقلاع عنه كل المؤسسات الخيرية التي تجدها حاضرة بعد وقوع المصيبة والتي تحول جنازات الشباب إلى ما أشبه بالعرس لها، تتوارى عن أنظار الشباب المحتاجين لها وقت الشدة الجهود الجبارة التي قامت بها الجمعية اليمنية للإعلام الرياضي بدءا برئيسها ومرورا باعضائها المنتشرين بعدة دول وانتهاء بالمتواجدين بأرض الوطن، تستحق التخليد، كونها أثبتت بأن الصداقة الحقيقية خالدة للأبد، رحمة الله على الزميل محمد الأهدل الذي وجد بعد رحيله ما افتقده أثناء حياته.. ما تم عمله للمرحوم -من البحث عن الجثة وحتى إعادة الجثمان لذويه- بارقة أمل ، تؤكد بأن التكاتف بين المحبين قادر على انتشال جثة من البحر، وبكل تأكيد بأبه بنفس التكاتف تستطيع حماية آخرين من الوقوع فريسة لحيتان البحر.او البر... بالمقابل ذكرنا ما سطره الزميل ماهر المتوكل بمعاناة آب تجاه ولده -رحمة الله عليه- وهي معاناة لا تقل بكل تأكيد عن معاناة والد الشهيد الأهدل . نحن بحاجة ماسة إلى مغادرة زاوية أداء الواجب بعد الرحيل إلى إتمامه أثناء المعاناة للوصول للرحيل الأليم. ليس باستطاعة أحدنا منع الموت، لأن لكل نفس منا أجل محتوم...ولهذا لا نقول إلا ما يرضي الله. .إنا لله وإنا اليه راجعون.