إن العسكرية هي الوعد والعهد والوفاء هي استفتاح صلاة الفجر نحو طاعة الله وخدمة الأوطان ونحو رؤى الغد ، وهي تراتيل آيات الكتاب المجيد على دروب الشهادة والجهاد ، وهي التحلي بأخلاق السلف الكرام والقادة العظام على دروب السيرة والمسيرة ، عسكرنا هؤلاء هم عين الوطن، ونبض عروقه هم صورة الولاء وتجسيد الانتماء، من أول حرف في دروس الوطنية إلى أبجديات واجبات المواطنة الصالحة ، وهم ألف باء الوطن والوفاء له من أول لحظة الانتساب للعسكرية إلى لحظة قائمة الإحالة وما بعدها وما بينها من زمان يبقى سيد كل العمر وعبقها ، حيث يظل يوقد في النفس عزماً وحمية أن نموت جميعاً وليحيا الوطن ، وأن نكون كلنا للوطن لأننا كلنا هذا الوطن ، وأن لا بد أن يكون هذا الوطن أولاً ودائماً وأبداً لإن أسم الوطن وحياة الجندية نقش ورقم ورسم ثابت على شغاف الروح منذ كان للروح والجسد والعقل رحلتها الطويلة مع ميادين التدريب والبطولة والرماية والفروسية وفي ليالي الشدة ولحظات القسوة في التمارين التعبوية وفي الأيام العصيبة ، في الخنادق والخطوط الأمامية عند السواتر الترابية وإلى جانب الكثبان الرملية ، والمطبات الأرضية وفوق كل منحنى ورابية من أرض الوطن في الحياة العسكرية يحق لكل واحد منهم أن يحفظ بيت شعر المتنبي القائل (الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والقرطاس والقلم ) فحياتهم الفروسية والبطولة والفداء لأنهم حراس الوطن في عتمة الليل نحو الحلم والأمل ، يقفون على بوابات الوطن، يصدون الخطر، ويواجهون الصعب وهم لا غيرهم الذين يصنعون المجد وقد عشقوا حياة الصحراء والشظف والصبر والثبات في ميادين تدريباتهم ،وأماكن تمارينهم وعند الثغور ، لا يضجرون من حماة تراب الصحراء أو الأغوار وشدة لهيبها وحرارة شمسها وزمهرير بردها ، يعرفون تلالها ومرتفعاتها ووديانها ويسمونها بأرقامها لأنهم حفظوها عن ظهر قلب كما حفظوا الوطن من كل شائبة وأشاعوا في ربوعه الأمن والاستقرار , ظلوا على مدى زمانهم حراسة وحماية ، شم المكان وأبطال الزمان الذين يكتبون تاريخ اليمن البطولي بمداد من دمائهم ويسقونه عرق جباهم وتضحياتهم البطولية التي تزخر بها بطون كتاب تاريخ الأمة الحديث. هم العسكريون الذين جاءوا طواعية بمحض إرادة ورغبه و إصرار من صحاري الوطن الغالي وأغواره وبوادره وأريافه من محافظاتهم ومن مدنهم وقراهم في الشمال والشرق والوسط والجنوب ، ليضعوا شعار الجيش فوق هاماتهم الأبية ، ويرتدون ملابس الميدان ، ويزهون أنهم الحماة والفرسان ، وأنهم هم ذاكرة الزمان رجال الحمية والكرامة ، من يحملون أرواحهم على أكفهم حراباً وأسنة رماح ، وطلائع مجد وبناة وطن . أن العسكريين بصنوفهم المختلفة، الجيش ، الأمن ، المخابرات ، الدفاع المدني هم رمز العطاء ونبع الوفاء وبيارق أمل ، نذروا حياتهم للوطن وحماية مسيرته وإنجازاته أيدهم تقبض على جمر التصدي والمقاومة والمواجهة والبناء والأعمار والعطاء اللامحدود يحملون رسالتهم بمبادئها السامية وأهدافها النبيلة وينهضون بدورهم الحيوي الهام في حماية تراب اليمن وأمن شعبه والعمل الصادق الدؤوب على تقويته وصون سيادته ، والحفاظ على كرامة أبنائه وقد تعلموا أن الوطن فداؤه الروح، يجب أن يبقى سيداً عزيزاً لا فرق عندهم بين مواطن وآخر إلا بمقدار ما يعطي وطنه من حق وواجب ، حتى يكون هذا الوطن بالقمة والرفاهية مزدهراً بالمستقبل العالي والرفيع . هم الرجال الذين عرفناهم عبر سنوات المسيرة روحهم النظام والخلق والانضباط والربط ، وسمتهم الطاعة والاحترام والرجولة والمسؤولية الوطنية ، يخطون بالوطن للأمام كتفاً بكتف وساعداً إلى ساعد مع كل جنود الوطن ، الأوفياء ،والأخيار الصادقين في القطاعات الأخرى ، يجمعون ولا يفرقون يوحدون ولا يقسمون يصونون وينجزون يقبقضون على جمر الوطن و حدوده وإعلاء شأنه فهم الطيف الأجتماعي ونفسه الإيماني وهم وحدهم الذين لهم خصوصية التميز حيث يشكلون بمجموعتهم التوحيدي ونسيجهم اليمني القومي العمود والسند لبناء الدولة ، وإرساء قواعد مؤسساتها النهوضية وصنع سيادتها الوطنية، برؤوس تظل شامخة عالية مرفوعة لم تنحن يوماً لغير الله ولم تتخل عن واجب حماية الوطن وحفظ أمنه واستقراره والمساهمة في بنائه وإزهاره ، عهدهم أن تستمر المسيرة بجهود أبناء الوطن الخيرين في ظل قيادتهم الحكيمة والقيام بالمهام والواجبات بعيداً عن التشكيك والمغالطات والمهاترات , فهؤلاء العسكر أسمى من التقولات لأنهم شامة الوطن ورمز وعزة وفخاره وموئل ثقته وآماله.