يبدو أن النظام السعودي لا يتعلم من أخطائه حتى بعد ارتكابه كارثة قتل أحد السعوديين وذبحه في قنصلية تابعة للمملكة، وتصاعد الضغوط الدولية لمعاقبة الرياض وولي العهد محمد بن سلمان وازدياد حدة السخط الشعبي داخلياً في ظل ارتفاع الأسعار وتفاقم معدلات البطالة، بحسب تقارير إعلامية. واليوم، ورغم إثبات فشل مخطط إلهاء السعوديين الذي ينفذه "تركي وناسة" بتكليف من ولي العهد، وهي سياسة لم تُجد نفعاً، أعلن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز عن إطلاق 4 مشاريع ترفيهية في مدينة الرياض، تبلغ تكلفتها الإجمالية 23 مليار دولار، إلا أن وكالة الأنباء الفرنسية، كان لها رأي آخر على ما يبدو في المشاريع المفترضة وهي "حديقة الملك سلمان" و"الرياض الخضراء" و"المسار الرياضي" و"الرياض آرت" التي يشرف عليها بن سلمان. وبدلاً من معالجة الفقر ووقف الاعتقالات التعسفية والاستجابة لشكاوى المواطنين المستمرة من ارتفاع تكاليف المعيشة وأسعار الكهرباء وتصاعد مؤشرات البطالة وغيرها، وتدشين مشاريع حقيقة حتى ولو من أجل إسترضاء المواطنين فقط، تنتوي "مملكة النفط" صرف 23 مليار دولار على "الترفيه"! ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية الرسمية فإن الهدف المعلن للمشاريع، المقرر البدء في تنفيذها خلال النصف الثاني من عام 2019، هو إيجاد "نحو 70 ألف فرصة عمل للمواطنين في مختلف القطاعات، كما ستوفر فرصاً استثمارية واعدة أمام المستثمرين من داخل المملكة وخارجها، بإجمالي استثمارات تقدّر قيمتها بنحو 15 مليار دولار"، وهي وعود تكررت كثيراً خاصة بعد تولي نجل الملك ولاية العهد. وربطت الفرنسية بين هذه الوعود الوردية لمشاريع الترفيه التي تصل تكلفتها 23 مليار دولار، وبين غيرها من مشاريع ووعود أطلقها النظام السعودية خاصة بن سلمان. وقالت الفرنسية تعقيباً على هذه المشاريع، التي لم تبدأ بعد، بالقول: "في الأعوام الأخيرة، أعلنت السعودية صاحبة أكبر اقتصاد في العالم العربي عن مشاريع ضخمة تبلغ قيمتها مئات المليارات من الدولارات في محاولة لتنويع الاقتصاد الذي يعتمد على النفط، لكن التنفيذ كان بطيئاً". ولفتت إلى أن هذه المشاريع "تتضمن خططًا لبناء مدينة ضخمة بكلفة 500 مليار دولار على ساحل البحر الأحمر الشمالي"، مذكرة بجرائم بن سلمان، مضيفة: يواجه ولي العهد انتقادات بشأن احتجاز العديد من الناشطات والمحاكمات المستمرة التي تعتبر جزءاً من حملة واسعة على المعارضين.