الوالد اللواء سالم علي حلبوب المحترم تحية طيبة وبعد... اود افادتكم والأخوة القراء بان رسالتي وملاحظاتي الى شخصكم في الحلقتين الماضيتين وهذه الحلقة وايضاً الحلقة الرابعة والاخيرة التي ستنشر العدد القادم 26/3/2019م ليست شخصية لو كانت شخصية كنت ساسلمك اياها يداً بيد. لكن وبما ان الرسالة الملاحظاتية تحمل بين سطورها بعض الحقائق التاريخية لا تعرفها انت ولا يعرفها ايضاً اللواء الركن علي محمد صلاح والاخوة القراء.. ولذلك نشرتها في صحيفتنا الغراء “26سبتمبر” لتحقق هدفين هما: الهدف الاول: نفي وجهة نظركم غير الصحيحة والتي تخص كتاب اللواء الركن علي محمد صلاح. الهدف الثاني: والأهم من سابقه وهو ايضاح الحقائق التاريخية لكم وللقراء وذلك حسب ما عرفته من خلال دراستي في مدرسة النجمة الحمراء من عام 1972م الى اوائل عام 1977م وكذلك ما اطلعت عليه من وثائق تخص منظمة المقاومين الثوريين اليمنيين وكنت عضواً فيها من عام 1972م وثائق شعبة الاستخبارات للجبهة الوطنية الديمقراطية من عام 1977م الى اواخر عام 1979م من ارشيف اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني.. ووثائق أمن الدولة لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية اطلعت على بعضها في ديسمبر عام 1979م وكنت حينذاك طالب في الكلية العسكرية كما اطلعت على بعض وثائق أمن الدولة في عدن في نوفمبر عام 1983م وكنت حينذاك برتبة ملازم اول اركان كتيبة 37 مشاة احدى كتائب لواء الوحدة الذي كان مرابط في مدين زنجبار عاصمة محافظة أبين.. كما انني لا اذكر اسم اي شخص الا باذنه. ملاحظة: ان الوثائق الأمنية السرية لم اعطي لنفسي الحق لنشر بعضها الا لسببين هما: السبب الاول: ان عمرها الافتراضي قد انتهى متجنباً نشر اي معلومة تضر اي شخص اعتباري او عادي.. كما ان اقدم المعلومات يعود الى عام 1968م واحدثها عام 1981م. السبب الثاني: ان المعلومات المخابراتية والتي كان بعضها سري جداً وبعضها سري للغاية تخص احداث قد اصبحت اليوم جزء من التاريخ بعضها مر عليه نصف قرن من الزمان وبعضها مر عليه اربعة عقود من الزمن لذلك فان نشر بعضها والتي بدأت بذلك من اوائل سبتمبر من العام الماضي 2018م الغرض من ذلك أخذ العبرة من الماضي خاصة ان القيادات المتعاقبة لشطري الوطن للأسف لم تستفيد من دروسها القاسية عودة الى الموضوع: في الحلقة الماضية ذكرت في آخر سطورها ان الحروب الأهلية اليمنية كانت حروب عبثية المنتصر فيها خاسر.. لكن لو نوحد صفوفنا نحن اليمنيين ونحرر نجران وجيزان وعسير والوديعة سيكون نصر لا يضاهيه اي نصر. الملاحظة الحادية عشرة: ذكرت يا عم سالم حلبوب بان زميلك علي محمد صلاح كان احد اقطاب الدولة في شمال الوطن تقصد قبل تحقيق الوحدة اليمنية المباركة.انا واعوذ بالله من كلمة انا: وبحسب معرفتي بالمصطلحات السياسية ان تعريف القطب هو احد كبار رجال الدولة عسكري او مدني اي ان تعريف القطبية او الاقطاب ينطبق فقط على الدولة المؤسسية لكن في واقع دولتنا في شمال الوطن قبل الوحدة هي تتمثل في مراكز قوى قبلية وعسكرية وسياسية.. واللواء الركن علي محمد صلاح لا ينتمي الى اي مركز من مراكز القوى المذكورة.. وقد قال في اكثر من مناسبة انه ينتمي الى الوطن كل اليمن.. وقد قرأت في احدى وثائق مخابرات أمن الثورة في عدن عام 1979م هذا التوصيف الذي كتب- بضم الكاف- في شهر فبراير لا اذكر التاريخ عام 1970م: “الرائد: علي محمد غالب صلاح هو من الضباط الشباب اليساريين كان عضواً في حركة القوميين العرب فرع صنعاء ولعدم وجود الحاضنة اليسارية لا ينتمي لاي حزب حتى الآن.. ويعتبر الرائد علي محمد صلاح البالغ من العمر 28 عاماً تقريباً من الضباط المهنيين الذين يعملون مع سلطة 5 نوفمبر الرجعي كأمر واقع.. انقطع عن عمله من العام الماضي 69م حتى الآن لا ينتمي الى اي قبيلة.. ينحدر من احد الاسر الهاشمية في شمال الوطن”.. وفي وثيقة اخرى جاء فيها ما معناه: “من المرجح ان يكون الرائد علي محمد صلاح البالغ من العمر 36 عاماً تقريباً ضمن الضباط الذين سيناصرون احزاب المعارضة في صنعاء الساعية الى اسقاط النظام الرجعي العميل في شمال الوطن الموالي للرجعية السعودية والامبريالية الامريكية”.. الوثيقة مؤرخة في سبتمبر عام 1978م. كما اطلعت على اسماء قيادات واعضاء في جبهة التحرير والتنظيم الشعبي من نفس وثائق أمن الدولة في اواخر عام 1979م والذين تم توصيفهم “يمين رجعي” وطبعاً انا لست مع ذاك التوصيف الذي عفى عليه الزمن ولا هو ملزم.. فالصحيح يجب ان يذكر اسماء قيادات وقواعد جبهة التحرير والتنظيم الشعبي بصفة المناضلين كونهم ناضلوا ضد الاستعمار البريطاني وضحوا بمئات الشهداء لنيل الاستقلال الوطني المجيد في 30 نوفمبر عام 1967م.ولأنني من الجادين باعادة كتابة تاريخ الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر وواحديتها واحداثها ومنعطفاتها من ستينات القرن الماضي حتى اليوم بشكل حيادي وواقعي ومنصف استناداً الى الوثائق الرسمية والتاريخية لأطراف الخلاف والاختلاف ومن شهادات صناع الاحداث او من عايشها وبعيداً عن وجهات النظر الاحادية الجانب وبدون توصيف القدح والمدح ضد او لصالح اي مكون سياسي..من هذه المنطلقات فقد انجزت 12 حلقة من بحث موسوم: “منعطفات واحداث الثورة والدولة في جنوباليمن 1967- 1990م” والمنجز يشكل ثلث مشروع كتابين الكتاب الاول بنفس العنوان والكتاب الثاني بتسمية: “حروب المناطق الوسطى 1970- 1982م”. في اولى حلقات البحث المنشورة في صحيفة “26سبتمبر” العدد رقم 2008 بتاريخ 27 ديسمبر 2018م وقد ذكرت في مستهل الحلقة الاولى للبحث بانني سأكتب بحيادية وانصاف دون تطويل ممل او ايجاز مخل وذكرت المساهمة الفاعلة لجبهة التحرير بطرد المستعمرين الاجانب ورحيل آخر جندي بريطاني من جنوب الوطن في 30 نوفمبر عام 1967م..اما ما كتبته يا عم سالم بان علي صلاح كان عدونا كجبهة وطنية انا اتفق معك نسبياً بانه كان عدونا منذ توجيه اول حملة عسكرية وقبلية من قبل سلطة 5 نوفمبر الرجعي في عهد الارياني اوائل عام ص1970م وكان حينذاك علي صلاح برتبة رائد يعمل في محافظة حجة وحتى آخر حملتين عسكريتين موجهتين الى المناطق الوسطى عامي 81-82م في عهد علي عبدالله صالح وهي اكبر الحملات العسكرية المكونة من عدة الوية مشاة ومدرعة وحرس جمهوري و...الخ.. قاد الحملتين علي صلاح وكان حينذاك برتبة مقدم قائد المحور الاوسط إب وكلمة نسبياً ابررها لك كالتالي: علي صلاح تربيته الفكرية وقناعاته يساري وهذا ما سمعته اكثر من مرة من الشهيد جارالله عمر وكان معنا نسيب جارالله الاخ محمد علي احمد وهو لازال حي يرزق، حتى ان بعض قياداتنا وقيادات جنوبية امثال علي عنتر وصالح مصلح كانوا يلقبوه: “عدو عاقل”..في عام 1971م قدمت منظمة المقاومين الثوريين اولى مبادراتها لوقف الحرب في المناطق الوسطى وكان اسمه من ضمن الذين طلبتهم المنظمة للتفاوض معهم.. راجع صحيفة “26سبتمبر” العدد 2029 بتاريخ 13 مارس 2019م. في عام 77م او 78م لا اذكر عرض عليه احد قادة الجبهة التعاون التدريجي معنا واعلان انشقاقه من السلطة والالتحاق ضمن القيادات العسكرية للجبهة لاحقاً لكن الفندم علي سكت ولم يرد بلا او نعم.. وزود ذاك القيادي واصحابه بالوقود.. لذا اعتبرت قيادات الجبهة ان ذلك موافقة ضمنية للتعاون معهم لاحقاً. كشف اللواء الركن علي محمد صلاح بين سطور كتابه كثير من الحقائق لصالح الجبهة الوطنية في كثير من صفحات كتابه بشكل عام ومن ص 345 الى ص 349 من الجزء الثاني من كتابه ص29 و38 الى ص 40 من الجزء الثالث من كتابه بشكل خاص. راجع الصفحات المذكورة على الأقل- وتلك الحقائق التي تعتبر على اقل تقدير رمي حجرة الى البحيرة الراكدة واماطة اللثام على اطول نزاع مسلح في بلادنا وحقائق اخرى لم يظهرها او يطرقها غير اللواء الركن علي محمد صلاح. خلاصة القول: الست معي يا عم سالم بان: “عدو عاقل خير من صديق جاهل”؟؟!!..