حرب المناطق الوسطى ومعلومات تنشر لأول مرة: قد يقول قائل ما علاقة حرب المناطق الوسطى وهي جزء من شمال الوطن بعنوان الموضوع الموسوم ومنعطفات وأحداث الدولة والثورة في جنوب الوطن.. وهو مشروع كتاب سيصدر لاحقاً إن شاء الله. وأنا -وأعوذ بالله من كلمة (أنا)- أقول كشاهد عيان في أوائل سبعينات القرن الماضي: لم ألمس أيَّ شيء يربط منطقتنا عمار والمناطق المجاورة لها من م/ إب بدولة شمال الوطن غير دفع الزكاة والضرائب والفطرة وغيرها من تسميات جباية المال الذي يذهب معظمه إلى جيوب المتنفذين من الموظفين والمشايخ ومن والاهم .. إضافة إلى أن كثيرًا من قيادات الجنوب عسكريين ومدنيين هم من أبناء المنطقة الوسطى.. بعد أن تم اقصاؤهم ظلماً عام 1968م من وظائفهم في صنعاء كما أنني لم أر أي مشروع خدماتي أو تنموي في المنطقة الوسطى لا مدرسة ولا مستوصف ولا شق طرق ولا أي شيء. لهذه الأسباب فهناك ترابط جدلي فعلي بين حرب المناطق الوسطى من شمال الوطن وبين منعطفات وأحداث الثورة والدولة في جنوب الوطن. خلفيات وأسباب حرب المناطق الوسطى بادي ذي بدء أجزم بالقول أن أبناء المناطق الوسطى مواطنون طيبون ليسوا مخربين كما وصفتهم السلطة الحاكمة في صنعاء ولا ينتمون إلى كوكب أخرى أو عقيدة أخرى. فعند قيام ثورة 26سبتمبر1962م كانوا من أوائل من ساهم بقيام الثورة أمثال: علي عبدالمغني– عبداللطيف ضيف الله- علي عباد الحصيني- عبداللطيف الهمزة, وغيرهم كثيرين لا يتسع المجال لذكرهم. كما أن الذين تطوعوا للمشاركة في فك الحصار على صنعاء خلال حرب السبعين يوماً الشهيرة التي دارت رحاها في صنعاء من ديسمبر 1967م إلى فبراير 1968م هم كثيرون أيضاً لا يتسع المجال لذكرهم ولعل أبرزهم المناضل الشهيد مثنى ياسين من أهالي قرية الحذر عزلة رخمة م/إب سابقاً م/ الضالع حالياً وكذلك المناضل علي سعد الأسعد من القرية نفسها والذي للأسف لا زال مصيره مجهولاً حتى اليوم، واللواء عبدالكريم لطف بادي من قرية الشعب الطلب مديرية السدة م/إب. هذه المعطيات المختصرة جداً حبيت ذكرها قبل التطرف إلى خلفيات وأسباب حرب المناطق الوسطى ان حرب أو بالأصح حروب المناطق الوسطى التي تسببت فيه سلطة 5 نوفمبر الرجعي والتي بدأت في أوائل عام 1970م واستمرت بشكل متقطع إلى أواخر عام 1982-أي13عاماً- تعتبر أطول واشرس الحروب اليمنية على الإطلاق من الأسباب لاشتعالها حسب ما روجت له السلطة حينذاك ان النقيب حينذاك عبداللطيف محمد عبدالغني الهمزه الذي كان يعمل في مدينة النادرة عاصمة مخلاف عمار امتلك حصاناً ينقله من قريبته ذو الغرابين إلى النادرة وقد اعترض الشيخ سعيد ناجي الحدي على ذلك وقال لا يحق لا حد امتلاك حصان غير المشايخ وهذه الرواية لم يصدقها أو يستوعبها «رعوي» في «شريح» أو « قهلان». ومن ترويجات السلطة أن المطرودين من أعمالهم ووظائفهم في صنعاء في شهر أغسطس 1968م هم مخربون يحاولون تخريب الدين والانتماء إلى الشيوعية في عدن ويريدون تأمين أراضي وممتلكات الميسورين مالياً ومثل هذه الأسباب الواهية المذكورة التي روجت لها سلطة 5 نوفمبر الرجعي لم يصدقها أو يستوعبها أي متعلم في « الذاري» أو « بيت طويل» أو « منيف» و«القدمة». أما الأسباب والخلفيات الحقيقة لاشتعال حروب المناطق الوسطى من اليمن وحسب ما قرأتها عام 1979م في مقر اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني وتنشر لأول مرة وهي على النحو التالي: • في 16 مارس من عام 1968م اتفقت سلطة 5نوفمبر الرجعي مع مندوب المخابرات السعودية الرائد عائض بن محمد السديري على الإبعاد التدريجي للعناصر اليسارية عسكرية ومدنية. • بدء التشاور مع ما اسموهم العقلاء من قيادة الجنوب باتباع الخط الإسلامي والابتعاد عمّا أسموه النهج الشيوعي. • إعادة النظر في قوام وتنظيم وتسليح الجيش في شمال اليمن. • اقناع بعض قيادات الجيش بعدم ضرورة السلاح الثقيل. • ضرورة التشاور مع قيادة المملكة عند تعيين القيادات الكبرى والوسطى في الحكومة والجيش والأمن. تتبع في عدد الأربعاء القادم... هوامش: • شريح: من قرى مخلاف عمار م/إب. • قهلان: من قرى مخلاف عمار م/إب سابقاً الضالع حالياً. • الذاري: من قرى مخلاف خبان م/إب. • بيت طويل: هي قريتي مخلاف عمار م/إب سابقاً الضالع حالياً. • منيف: من قرى مخلاف عمار محافظة إب. • القدمة: من قرى مخلاف عمار محافظة إب.