رحل المناضل الوطني الجسور محمد ناجي محمد الدحم بصمت وبعيدا عن كل المظاهر وبيانات النعي ورسائل التعازي ومهرجانات ومراسيم التشييع التي تروج لها وسائل الاعلام المختلفة للكثيرين. رحل المناضل والمقاوم والمدافع عن قضايا ومظالم البسطاء في مديرية النادرة محافظة إب جبال عمار عن عمر يناهز المائة عام قضاء معظمها في خدمة الوطن ومكافحاَ لنصرة قضايا الفقراء والمستضعفين أينما وجدت. ظل في حياته مجاهداَ ومقاوماَ ومناضلاَ لا تلين له عزيمة في مقارعة الظلم والاستبداد بكافة أشكاله وصوره. عند قيام ثورة 26 سبتمبر1962م كان من ضمن طلائع الثوار الذين هبوا للدفاع عن الثورة الفتيةوحين حدث الانقلاب عليها في5نوفمبر1967م وعادت فلول الملكية للسيطرة على الدولة والالتفاف على مبادئ الجمهورية. كان من طلائع الثوار الذين دافعوا عنهاوكان على تواصل مستمر مع زملائه الضباط الذين تم مطاردتهم من صنعاءوعادوا الى مناطقهم لتشكيل المقاومة الشعبية للدفاع عن الثورة والجمهورية وقد شكل رأس حربة في جبال عمار لمهاجمة وكر فلول الملكيين في مركز النادرة وإشعال فتيل المقاومة منها حيث كان على تواصل مع الكثيرين من زملائه المناضلين في المنطقة منهم الفقيد اللواء صالح قائد الكهالي، عبداللطيف الهمزه، علي عباد الحصيني، الشهيد البطل طاهر ناجي الظاهري، الشهيد البطل صالح احمد مسعد الظاهري والمناضل حميد الحيدري. واستمرت المقاومة حتى تشكيل منظمة المقاومين الثوريين في 25 يناير1971م في مديرية دمت وكان عضواَ قيادياَ بارزاَ فيها ومشرفاً على المركز الاول في مديرية النادرة الذي كان يتولى القيادة حينها الشهيد البطل احمد عبده الصعدي. وقد شكل هذا المركز رأس حربة مشتعلة لمهاجمة القوى الرجعية والكهنوتية المتواجدة في مركز مديرية النادرة ومخلاف عمار وكان الى جانبه عدد قليل من المناضلين الأحرار من قريته والقرى المجاورة مثل قرية حبان بيت البهال وفي مقدمتهم المناضل البطل ثابت سعد البهال والشهيد البطل سعد محمد مصلح البهال حيث استطاعوا ان يقاوموا جحافل الظلم والاستبداد ولصمودهم الأسطوري لأشهر كاملة قل ان تجد لها نظيراً في وقتنا الحالي استطاعوا ان ينفذوا عمليات نوعية وبطولية نادره وأصبحت مديرية النادرة ومنطقة عمار نتيجة بطولاتهم مثلا لباقي المناطق الاخرىفي الصمود والبسالة واتساع رقعة المقاومة وظل الفقيد مثلا للمناضل الفذ وبالفطرة الانسانية للظلم حتى تشكيل الجبهة الوطنية الديمقراطيةوأصبح عضوا قيادياَ فيها الى جانب الشهيد المؤسس شهيد الديمقراطية والتسامح الشهيد جارالله عمر لقد ظل الفقيد طوال حياته مطارداَ ومشرداَ بسبب مواقفه وآرائه التي كان يحملها حيث نزح مع أسرته الى مديرية دمت عام 1971م بعد خراب بيتة في مديرية النادرة ثم بعد ذلك رحل أسرته ضمن مجموعة اسر زملائه المناضلين من عمار والحبشية الذين ارغمتهم الظروف للنزوح الى جنوب الوطن محافظة الضالعواستقر في جنوب الوطن مع جماعة من زملائه المناضلين من نشاطاته القومية وحبه للحرية توجه هو وجماعة من رفاقه أعضاء منظمة المقاومين الثوريين اليمنيين لنصرة الجبهة الشعبية لتحرير عمان بسلطنة عمانومكث هناك اكثر من سته أشهر ثم عاد الى منطقته مره اخرى لمواصلة النضال مع بقية رفاقه لقد رحل هذا المناضل الوطني بصمت دون ان يجمع حوله اي من المتزلفينرحل دون ان يجمع اي ثروة ليخلفها لمن بعده رحل وهو يعيش حياة الكفاف وشظف العيش بين جماهيره وأقاربه من الفقراء والمستضعفين كما رحل الصحابي الجليل أبي ذر الذي رحل دون ان يجد الكفن الذي يواري فيه الثرى. رحمة الله تغشاك يا أبا حميد