أعلن وزير النفط والمعادن المهندس أحمد دارس أن تحالف العدوان يقوم باحتجاز تسع سفن نفطية ويمنع وصولها الى ميناء الحديدة, مستعرضا أسماء تلك السفن وحجم حمولاتها من مادتي البنزين والديزل وكل المعلومات المتعلقة بها. وطالب دارس في مؤتمر صحافي عقده اليوم بمقر الوزارة بصنعاء الأممالمتحدة القيام بدورها في التخفيف من معاناة المواطن اليمني طبقا لنص المادة 25 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان والواجبات المفروض على الأممالمتحدة في ذلك, وقال « على الأممالمتحدة وكافة المنظمات الدولية والانسانية التدخل العاجل والسريع لرفع المعاناة عن الشعب اليمني المحاصر والضغط على تحالف العدوان للإفراج عن السفن النفطية المحتجزة «, واصفا حجز تلك السفن بأنه تعسفي واضح وظاهر أمام الجميع وله تأثيراته السلبية, ومع ذلك فهذه الممارسات لن ترضخ الشعب اليمني بل ستزيده قوة. وأعلن وزير النفط والمعادن أن 26 مليار دولار و56 مليار ريال تمثل خسائر القطاعات النفطية للوزارة والوحدات التابعة لها والمعادن جراء العدوان. وقال دارس « التحالف قام أكثر من مرة باحتجاز سفن محملة بالمشتقات النفطية وعرقلة دخولها رغم حصولها على تصاريح دخول من قبل الأممالمتحدة, بمعنى أن هناك قرارات أممية وأن يتم التفتيش من قبل الأممالمتحدة, حيث تم التفتيش على تلك السفن من قبل الأممالمتحدة ومنحت تصاريح بالدخول الى ميناء الحديدة لتلبية احتياجات المواطنين من المشتقات النفطية ولكن تم حجزها من قبل تحالف العدوان ومنعها من الدخول». وأضاف « هناك غرامات تفرض على حجز هذه السفن أو تأخيرها من الدخول, قد تصل من 10 الى 15 ألف دولار عن كل سفينة يوميا وبعضها استمر الحجز لمدة شهرين, أي أن الغرامات قد تصل الى نحو مليون دولار تضاف الى السعر ويتحملها المواطن, ونحن نسعى جاهدين لتخفيض الأسعار عن كاهل المواطن, وقد حاولنا لفترة طويلة عمل ذلك بالتخفيف عن المواطن سواء في قطاع النفط أو في قطاع الغاز «. وبين الوزير دارس أن هناك بيانات كثيرة ورسائل استنكار وجهت الى الأممالمتحدة للمطالبة بالإفراج عن السفن التسع المحتجزة, اضافة الى الوقفات الاحتجاجية أمام مكتب الأممالمتحدة بصنعاء المتواصلة منذ خمسة أيام وكلها تطالب بالإفراج عن المشتقات النفطية, فيما وجهت نحو 200 منظمة حقوقية وهيئة انسانية بيانات ومذكرات الى الأممالمتحدة للمطالبة بالإفراج عن المشتقات النفطية. وأكد دراس أنه بسبب احتجاز تحالف العدوان للسفن النفطية بدأت تظهر أزمة المشتقات النفطية, وقال « ومع ذلك هناك متابعة لهذا الموضوع, وقد وصلت أخيرا كمية مكونة من 30 ألف طن من المشتقات النفطية, لكن الاستهلاك اليومي للمشتقات يزيد عن هذه الكمية بكثير, أي أن الاستهلاك اليومي بحدود 6 ملايين لتر من المشتقات النفطية». ولفت الى أن معاناة المواطنين زادت بشدة جراء ممارسات تحالف العدوان وأثرت على حياتهم اليومية, كما أثرت على الدواء والصحة بما في ذلك نقل الغذاء والقطاعات الخدمية الأخرى بما فيها الزراعة والصناعة. وفيما يتصل بمادة الغاز المنزلي, قال الوزير دارس نريد أن نطمئن المواطن أن هناك شحنتين من الغاز إن شاء الله تصل إحداها يوم 14من هذا الشهر الجاري والثانية ستصل في يوم 18 منه أيضا لاستقبال شهر رمضان المبارك, وقد سبق أن استوردنا حوالى 6 كميات الى حد الآن من العام الماضي, بالإضافة الى الكميات المنتجة من منطقة صافر, ولا نريد أي اشكاليات قادمة وخاصة مع اقتراب شهر رمضان ولن نسمح بأي تلاعب أو تأخير, ونقول « إن الوزارة والوحدات التابعة لها ستعمل بروح الفريق الواحد وواجبنا واحد تجاه الشعب اليمني « وقال وزير النفط إن 40 ألف اسطوانة غاز جديدة من الموجودة لدى شركة الغاز سيتم انزالها ابتداء من يوم غد الأربعاء للمواطنين في الحارات. الى ذلك, أعلن الوزير دارس أن الوزارة لا ترغب أبدا في توقيف الانتاج في القطاعات النفطية وقال « في عام 2018م بلغ الانتاج 18مليونا و80 ألف برميل نفط خام من القطاعات النفطية وزاد هذا العام الى 65 ألفا و200 برميل يوميا, موضحا أن العائد من هذا الانتاج قام الطرف الآخر بتوريد 120 مليون دولار شهريا العام الماضي الى البنك الأهلي في السعودية, وقال « كان يفترض بتلك المبالغ أن تورد الى البنك المركزي لصرفها كمرتبات لليمنيين عبر البريد ودعم الريال اليمني والتخفيف من معاناة المواطن وأن لا تتحمل الدولة مزيدا من القروض «. وحذر وزير النفط من موضوع النفط الخام المتواجد في الباخرة صافر, وقال « هذا موضوع هام جدا, التلوث البيئي سوف يمس كل الدول المحيطة بالبحر الأحمر وسيصل الى قناة السويس, والشعب المرجانية التي قامت من ملايين السنين ستنتهي والأحياء البحرية ستنتهي وعملية التصفية والتنقية للبحر الأحمر ستكلف عشرات المليارات من الدولارات, ولذا لا بد من تفريغ هذه الباخرة والاستفادة منها حتى بعمل خزان بدلا عنها «. وأضاف دارس « نحملهم المسؤولية الكاملة فيما قد يحصل ونقولها أمام العالم أننا غير مسؤولين عن أي شيء قد يحصل لهذه الباخرة اذا تلوث البحر الأحمر, فقد ناشدنا وعملنا المذكرات واليوم نحن نخلي مسؤوليتنا كاملة «.. من جانبه, أوضح المدير العام التنفيذي لشركة النفط اليمنية ياسر الواحدي في المؤتمر الصحافي أن ما يحدث حاليا هو ناجم عن الحصار واحتجاز تحالف العدوان للسفن التسع النفطية, وقال الغرض من ذلك أن تحالف العدوان بعد اغلاقه منشأة رأس عيسى يسعى الى اغلاق ميناء الحديدة في وجه المشتقات النفطية وخنق الشعب اليمني بهذه الاجراءات والممارسات اللاإنسانية. واستعرض الواحدي ما قامت به الشركة خلال الفترة الماضية من جهود في سبيل استقرار الوضع التمويني للمشتقات النفطية وكذا تخفيض أسعارها, وتطرق الى الوضع المضطرب الذي تعيشه محافظاتعدن وحضرموت وبقية المحافظات الجنوبية والشرقية وخاصة الفوارق في أسعار المشتقات النفطية وشدد على أن الحاصل حاليا في محطات الوقود ليس مؤشرات أزمة بل نتائج عدوان متواصل وحصار مفروض على بلادنا, وقال الأزمة تحدث عندما تكون الأجواء مفتوحة بالكامل لكن في الوضع الحاصل في بلادنا فهو حصار وعدوان واحتجاز سفن نفطية ينذر بكارثة صحية وبيئة وانسانية ومجاعة بسبب احتجاز تحالف العدوان تلك السفن.