مناظر تبعث على الألم والحسرة, لنساء مع أطفالهن في عمر الزهور.. يفترشون الأرصفة.. ويملأون الجولات.. وإلى أوقات متأخرة في الليل!! مشاهد غير معتادة .. وبهذه الكثافة, من نساء وأطفال صغار, دفعهم العوز والجوع في ظل الأوضاع الراهنة لحاجة الناس ومذلة السؤال.. ومغادرة منازلهم – إن بقي لهم منازل- كون معظمهم صاروا نازحين بلا سكن ومأوى ولا مصدر دخل وربما صاروا إيتاماً بلا رب أسرة وراعي.. هذا ما يدل عليه منظرهم وهم يفترشون قارعة الطرق والأرصفة.. بالتأكيد أن تلك المشاهد ليست سوى جزء من الصورة اليومية لظاهرة صارت تؤرق الجميع وتثير الشفقة والاستعطاف .. فأينما اتجهت في الأسواق والأماكن العامة والخاصة والمساجد والبيوت وفي كل مكان تقريباً تجد التسول بمختلف آشكاله وأنواعه.. أنه التسول.. الظاهرة القديمة – الجديدة, والتي إزدادت بصورة غير مسبوقة في بلادنا بفعل العدوان والحصار الذي خلف مظاهرة كارثية وعاهات وانقطاع رواتب ونزوع لآلاف الأسر.. ولعل هذه الظاهرة بحاجة إلى وقفة جادة اليوم أكثر من أي وقت مضى ويبقى الدور على حكومة الأنقاذ الوطني لمعاجلة أوضاع الناس وإحتواء الأسر النازحة والفقيرة وتخصيص شيء من أموال الزكاة وما يجود به فاعلو الخير والمنظمات الدولية من مساعدات غذائية ودوائية عينية ونقدية لتلك الأسر, وبما يكفيها شر حاجة الناس وذل السؤال ويحفظ لها ما تبقى من كرامة وعزة تحت أي سقف وأي مأوى .. حتى ولو كانت خيم أو بيوت من قش!!