على مر التأريخ يحرص الغزاة والمحتلون والطامعون بثروات الشعوب المستضعفة ومقدراتها على التفنن والإتقان في استخدام كل مفردات اللغة الجميلة الجذابة والشيقة والمؤثرة على نفوس وقلوب الشعوب المستهدفة خصوصاً قبل الحرب أو أوثنائها كمحاولات لتغيير آرائها ومواقفها من قضيتها العادلة وخلق أراء وتصورات متعددة داخل المجتمع الواحد فيما يخص القيادة المناهضة للحرب والقضايا الوطنية التي يجب ان يقاتل المجتمع من أجلها، مدافعاً عنها، منتصراً لها وتحديداً تلك التي تمس كيانه ومصيره ومستقبله وأمنه القومي وثوابته العليا. ومع انطلاق العدوان الأمريكي –الصهيوني- السعودي- الأمريكي، على بلادنا مطلع العام 2015م لا نزال نرى وعلى مدى أربعة أعوام مضت، كيف تتفنن وسائل إعلام دول تحالف الإرهاب في استخدام مفردات اللغة المختلفة في إطار حربها الإعلامية والنفسية الشاملة الموجهة ضد شعبنا الحر الأبي.. إذ لم تكد تمر ساعة او لحظة في اليوم إلا وسمعنا مصطلحات ومفردات جديدة تطالعنا بها وسائل إعلام العدوان المسموعة والمقروءة والمرئية منها والإلكترونية، في محاولات بائسة ومساع فاشلة منها، للنيل من عزائمنا وإرادتنا والتأثير على قوة وصلابة عزمنا وثباتنا وصمودنا وسلامة رؤانا ومعتقداتنا واصالة قيمنا ومبادئنا واخلاقيتنا وعلى ثقافتنا وهويتنا العريقة ووحدتنا و شموخنا وعزتنا ومواقفنا المناهضة للعدوان والرافضة لكافة وسائل واساليب وطرق الذل والهوان. لقد استعملت وسائل إعلام دول تحالف العدوان الشامل على بلادنا وشعبنا ، وعلى مدى أربعة أعوام ، كل مفردات ومصطلحات التضليل والتغرير والدجل والتزييف والتحريض والكذب والتهويل والتشويق المتعارف عليها ، مستغلة في ذلك كل الأزمات والمشاكل الإنسانية والاقتصادية والمجتمعية الناتجة عن حربها الجائرة وحصارها الشامل لليمن ارضاً وإنساناً ، خصوصاً أزمات الغاز والمشتقات النفطية وانقطاع الرواتب وانتشار الأمراض والتي تحرص دول الأجرام على استمراريتها وتفاقمها ليتسنى لها المرور من خلالها الى مراميها الخبيثة وغاياتها الدنيئة، غير مدركة حتى الآن انه وبفضل الله ورجال الرجال من الجيش واللجان الشعبية وبفضل الثقافة القرآنية السليمة والسلاح الإيماني القوي الذي أصبح يتمتع ويتحلى بها شعبنا الأبي، لم ولن نستطيع تحقيق أياً من مراميها الخبيثة ومخططاتها القذرة مهما طال أمد الحرب وتزايدت مع ذلك الضغوطات فكل محاولات التركيع والاستسلام ستواجه بقوة وصلابة وصمود ووعي وعلى دول تحالف العدوان قراءة التأريخ جيداً للاستفادة منه... أننا في العام الخامس من العدوان سنكون أمام تحديات كبيرة متعددة ، تفرضها معطيات ومستجدات العام الخامس على كافة الصعد ومنها المعنويات فدول العدوان الاجرامي كما لاحظنا خلال السنوات الأربع الماضية وبداية العام الجديد لاتزال في غيها ومتمسكة بنهجها المتغطرس وسائرة على نفس الطريق التي رسمها لها الشيطان الأكبر ، قتل ، دمار ، تخريب ، تحريض ،احتلال ، تضليل وتزييف للحقائق ، بطولات وانتصارات وهمية الخ..وكل هذه الممارسات وغيرها تتوجب منا جميعاً مزيداً من التلاحم والاصطفاف والتآزر والوحدة للوقوف أمامها والتصدي لها بكل الوسائل والطرق الممكنة حتى إفشالها وإلحاق الهزيمة بأصحابها ، فأربعة أعوام من الصمود والثبات والمواجهة كافية لأن نستفيد منها في تعزيز وحدتنا وجبهاتنا الداخلية وجعلها جبهة أكثر قوة وصلابة كون العدو الآن يعمل جاهداً بكل ما يملك على إضعافها والنيل منها وما ممارسته وتصرفاته على أرض الواقع في خلق الأزمات الداخلية في الجوانب المتعلقة بمعيشة المواطنين وغيرها إلا خير دليل واضح على ذلك ، فلنكن على مستوى التحدي والمواجهة وعلى درجة عالية من الوعي والانتباه لكل مخططات العدو الخطيرة ولنجعل من العام الخامس عاماً للانتصارات وصناعة الأمل والانطلاق نحو التحرر من التبعية والوصاية التي ظلت مقيدة لاخلاقنا وطموحاتنا لعقود من الزمن..إن تمسكنا بعدالة قضيتنا الوطنية وبمظلومية شعبنا العظيم وبوقوفنا الدائم وإيماننا المطلق خلف قيادتنا السياسية والعسكرية العليا وتحركنا الجاد والصادق والمسؤول كل في إطار عمله وتخصصه وحاله، وبإخلاصنا في إنجاز كل واجباتنا ووقوفنا الى جانب بعضنا بعضا وابتعادنا عن المسائل الخلافية والمشاحنات الجانبية وحرصنا على تكريس وتعزيز ثقافة الإخاء والمحبة والسلام والوئام في المجتمع ، وتعالينا على الجراحات وعدم التفاتنا وانجرارنا لدعايات وشائعات وسائل إعلام دول تحالف العدوان وتيقننا بالنصر المؤزر وهزيمة جحافل للغزاة والمعتدين ومرتزقتهم كل هذا وغيره كفيل لنا في هذا العام ان تنتصر لأنفسنا ونثأر لشهدائنا وجرحانا ونعلن النصر على المعتدين..