من يتأمل جيداً للحرب النفسية الإعلامية التي تشنها وسائل إعلام تحالف العدوان ومرتزقته المختلفة بصورة يومية ،يجد أن هناك أهدافاً كبيرة من وراؤها غير تلك التي يرجون لها بوضوح، فالمعروف أن الهدف الرئيسي من الحرب النفسية هو الإنسان وقدرته وإردته ، فيذهب تحالف العدوان إلى أبعد من ذلك بكثير فيستهدف كينونة الإنسان والمجتمع بشكل عام لتدميره بشكل كلي وهذا أخطر ما في الحرب النفسية الحديثة، فعندما يتم قتل الإنسان بما يحمله من قيم ومبادئ وأخلاقيات يصبح من السهل تدمير المجتمع بكل مقوماته وتكويناته بأقل الخسائر والإمكانيات ، لهذا نجد تحالف العدوان يلجأ اليوم إلى هذه الطريقة الخبيثة من استهدافهم لروح وكينونة الشعب اليمني العظيم بعد فشل كل المحاولات العسكرية والسياسية في عدوانهم الكوني منذ سنوات. فلا غرابة أن نشاهد وعلى مدار الوقت سيلاً من الدعايات والشائعات الكاذبة التي تبثها وتروج لها وسائل إعلام العدوان ومرتزقته ، وتستهدف بها مباشرة الإنسان اليمني وقياداته السياسية والعسكرية ونخبتة الثقافية والدينية خصوصاً وعموماً، كونه العنصر الأساسي في معادلة الردع الإستراتيجي في الحرب المصيرية التي يخوضها اليمنيون حالياً بشرائحهم ومكوناتهم المختلفة مع تحالف العربان الصهاينة الأمريكان ، وهي الحرب التي سطر فيها اليمنيون أروع صور الفداء والتضحية دفاعاً عن الأرض والعرض ، وقاوم فيها المعتدين الغزاة وعملاءهم بكل طاقاتهم وإمكانياتهم المتوافرة رغم تواضعها إلا أنهم أي اليمنيون كانوا أهلاً للمواجهة والتصدي كما هو تاريخهم منذ القدم. نعم لجأ العدوان إلى الحرب النفسية كبديل ملائم للحرب العسكرية إن لم تكن ملازماً لها ، في اعتقاد خاطئ منه بأنها أي الحرب النفسية الإعلامية قد يتمكن من خلالها الوصول إلى غاياته وأهدافه المرجوة في تدمير معنويات اليمنيين وإدخال مشاعر اليأس والإحباط والخنوع إلى قلوبهم ونفوسهم والتأثير على معتقداتهم وثقافتهم الوطنية وقيمهم ومبادئهم الدينية والأخلاقية وتغيير اتجاهاتهم لما يتلاءم مع توجهاتهم في شرخ جسد المجتمع اليمني وإشاعة ثقافة الانتقام والثارات في صفوفه تمهيداً لإضعافه والنيل منه ومن وحدته القوية وجبهته الداخلية المتماسكة التي أثبتت فعلا خلال السنوات الأربع الماضية من العدوان الظالم تماسكا وصلابة وتلاحماً غير عادي, رغم كثافة الشائعات والدعايات الزائفة والحملات الإعلامية المركزة والموجهة ضدها من قبل وسائل إعلام تحالف الشر ومرتزقته الذين يحاولون وبكل الإمكانات خلخلة وإضعاف روح المقاومة والصمود والثبات لدى المواطن اليمني الحر الإبى الرافض للهيمنة والغطرسة والوصاية الخارجية شكلاً ومضموناً. إننا اليوم أمام حرب نفسية خطيرة يجب أن تواجه بكل قوة وحزم ووعي وثبات من قبلنا جميعاً فمحاولات العدوان لتفريق وتقطيع عرى الجبهة الداخلية مستميتة ويتجلى ذلك من خلال كم الشائعات والدعايات الكاذبة اليومية التي لا تكاد تغيب عن وسائله الإعلامية المختلفة للحظة واحده. وما على إعلامنا الوطني المقاوم وشعبنا اليمني العظيم إلا الاستعداد الدائم واليقظة المستمرة لمواجهة كل المحاولات البائسة لتحالف العدو وإفشالها كما أفشلوا الحرب العسكرية في الميدان ، فباليقظة والوعي الكبير ستتحطم أحلام المعتدين وسيرتد كيدهم في نحورهم بإذن الله تعالى. وما النصر الا من عند الله،،،