على مدى أربعة أعوام من العدوان الأمريكي-السعودي-الإسرائيلي، على اليمن ووسائل الإعلام المختلفة التابعة لدول التحالف العدوان ومرتزقته والمتعاونة معهم والمستأجرة والمسبقة الدفع، لا تكاد تمر ساعة واحدة في اليوم إلا ونشاهدها تروج وتنشر على شاشاتها ومواقعها الإخبارية الإلكترونية سيلاً كبيراً من الشائعات والدعيات الزائفة والمغرضة، بمختلف أشكالها وأنواعها بهدف تضليل الرأي العام الدولي والإقليمي والمحلي عما يدور في وطننا الغالي ، مستغلة في ذلك ماكينتها الإعلامية الضخمة التي تملكها والدعم الهائل التي تحظى بها من جهة وضعف الأداء الإعلامي الذي يعانيه الإعلام العربي الحكومي والأهلي والمستقل والحر منه والمقاوم على حدٍ سواء ، من جهة أخرى ، إضافة إلى انخفاض أو انعدام مستوى الوعي الوطني والثقافي والعام في أوساط المجتمعات العربية التي أصبحت فعلاً تعاني من ظهور فجوات كبيرة جداً في مختلف مناحي الحياة نتيجة لسوء إدارات حكوماتها وأنظمتها السياسية لعقود من الزمن وانتهاجها لمبدأ تغليب المصلحة الذاتية وعمالتها للأخر الأجنبي كما كشفت عن ذلك الأحداث الأخيرة التي شهدتها العديد من دول المنطقة كسوريا واليمن والعراق وليبيا وغيرها. نعم لقد استفاد إعلام تحالف العدوان من الأوضاع المزرية التي تعيشها المجتمعات العربية، وتمكن من فهمها واستيعابها بشكل دقيق ومن ثم استغلالها بطريقة ذكية لصالحه في محاولة تمرير مشروعاته وأجندته الخاصة والتي هي أقرب لأجندات وأهداف سادته الغربيين وفي مقدمتهم أمريكا وإسرائيل، كما كشف عنه التقارب والتفاهمات التي جرت مؤخراً هنا وهناك وعلى حساب مصالح الشعوب العربية والمقدسات الإسلامية ولعل أهمها ذلك التحالف المشبوه الذي ظهر جلياً في مؤتمر وارسو .. وأراد من خلاله صهاينة العرب قتل روح المقاومة والصمود لدى الشعوب العربية الرافضة للاستعباد والخضوع والاستسلام والتطبع مع الغزاة المحتلين والمستعمرين والطامعين في ثروات الأمة العربية والمنتهكين لمقدساتها.. لقد حرص تحالف العدوان الأمريكي-الصهيوني-السعودي - الإماراتي وبشكل مركز وموجه ودقيق، على أن يكون سلاح الإعلام (الحرب النفسية) بكافة وسائلها ، هو السلاح الآخر الملازم لحربة العسكرية والاقتصادية الشاملة.. باعتبار السلاح الإعلامي هو بنظر المحللين والخبراء العسكريين والنفسيين سلاحا مؤثراً وذو فاعلية قوية ويؤتي ثماره بسهولة دون خسارة كبيرة لهذا لا تتوقف وسائل إعلام تحالف العدوان لحظة واحدة عن اختلاق الشائعات الزائفة واصطناع الدعايات المغرضة المستهدفة لمعنويات أبناء شعبنا اليمني وجيشه ولجانه الشعبية, خصوصا بعد كل انتصار يحققه المرابطون والمجاهدون وكل انكسار أو هزيمة يتعرض لها المعتدون ومرتزقتهم في جبهات العزة والشرف على امتداد الوطن المعطاء. إن الصمود والثبات الأسطوري الذي تميز به شعبنا الحر الأبي وجيشنا ولجاننا الشعبية الأبطال في مواجهة العدوان الكوني على مدى أربعة أعوام قد أثار الرعب والخوف الحقيقي لدى قيادة دول تحالف الشر والإرهاب السياسية والعسكرية وأحدث في صفوفهم الإرباك وثبط من معنوياتهم ورسخ في نفوسهم وقلوبهم مشاعر الانهزام والانكسار واستحالة الانتصار الأمر الذي دفعهم إلى اصطناع واختلاق الشائعات والدعايات الكاذبة لتغطية عيوبهم وستر عوراتهم وإخفاء الهزائم المعنوية والسياسية والعسكرية التي لحقت بهم على أيدي رجال الرجال من أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين تمكنوا فعلا من تعرية وفضح قوى العدوان ومرتزقتهم أمام الرأي العام الدولي والإقليمي وكسر غرورهم وكبريائهم ووضع حداً لغطرستهم التي ظلوا يجاهرون ويتشدقون بها على قنواتهم الإعلامية لعقود من الدهر فلجوء دول تحالف العدوان إلى سلاح الإعلام يعكس في حقيقة الأمر المستوي المتردي والفجوة الواسعة والضعف والعجز النفسي الذي وصلوا إليه مؤخرا وتأكيداً على هذا نراهم يعملون وبصورة مستمرة على صناعة وخلق العديد من الشائعات والدعايات المكشوفة السبب والهدف لدى الجميع فتارة يروجون عن وجود لتمردات في صفوف قيادة الحوثيين السياسية وتارة ينشرون فرقعات إعلامية عن وجود انتفاضات قبلية في صعدة وعمران وحجة وإب وتارة يبثون شائعات حول رفض سلطة صنعاء لقرارات مجلس الأمن وعدم الانصياع لجهود الأممالمتحدة الرامية لحل الأزمة في اليمن وتارة يروج لاعتقالات واختطافات واغتيالات واحتجاجات واضطرابات أمنية في مناطق سيطرة الجيش واللجان الشعبية وتارة أخرى يبثون أخباراً وهمية عن هزائم عسكرية وأزمات كبيرة تسود حكومة الانقاذ وتارة يذهب بعيداً ويستغل الأزمة الإنسانية والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها أبناء الشعب اليمني ويتهمون حكومة صنعاء في صناعتها وتفاقهما ويلقون باللوم عليها في عدم الالتزام بتفاهمات السويد واستمرارية الجيش واللجان الشعبية في ارتكاب الخروقات ..وغيرها من الشائعات والدعايات المغرضة التي تحطمت أمام الوعي المجتمعي والوطني العالي الذي تحلى به شعبنا اليمني العظيم..والتي بقوة تهدف بمجملها إلى خلق روح الانهزام في صفوف اليمنيين واضعاف إرادتهم وعزائمهم وزرع مشاعر اليأس والإحباط والاستلام في قلوبهم ونفوسهم ومتناسين في الوقت نفسة التأريخ الحقيقي العريق لأبناء اليمن منذ القدم ومراحل نضالاتهم المختلفة وقوة وصلابة مواقفهم ورباطة جأشهم وعدم قبولهم بثقافة الانهزام والذل والهوان على مر التاريخ. وفي الختام على تحالف العدوان ومرتزقته ومن في يقف وراؤهم ان يعلموا علم اليقين أن ما لم يتحقق بالسلاح العسكري لن يتحقق بالسلاح الإعلامي وأن إعلامنا الوطني ومعه الإعلام المقاوم والحر رغم تواضعه لكنه قادر على إلحاق الهزائم بماكينتهم الإعلامية الكبيرة وأن كل محاولة في إطالة الحرب وتضييق الخناق على شعبنا اليمني لن تكون إلا وبالاً عليهم في قادم الأيام ومهما حاولوا المجاهرة بتحالفهم مع أسيادهم فان إرادة الرجال لن تنكسر وعزائمهم لن تلين وبسلاحهم الإيماني قادرون على صنع النصر المؤزر وإن غداً لناظره قريب.