ثلاثة أيام وأنا أبحث كيف اكتب عن الذكرى العظيمة لرحيل الرئيس الذي ترك بصمة في حياة اليمنيين وكيف يمكن للحروف أن تجد طريقها في الحديث عن الذكرى والذكريات .. سيدي الرئيس سأحمل حروفك بين جوانح طير الحريّة حين قلتَ و أنت الصّادق: “إنّ مسح نعال المجاهدين أشرف من مناصب الدّنيا ” معتزّا ببطولاتهم وشجاعتهم لأنك مقاتل محنّك خضت معارك الانتصار للمستضعفين الأمر الذي يجعلك تعرف قدر هؤلاء . حيث كنت هناك أشهر من نار على علم ، و دارت الأيام دورتها و أصبحتَ رئيسا لليمن التي بكت دما حين لا حقك فيها الطّغاة في ستة حروب على صعدة. بكت عليك وكلّ شهداء المسيرة.. بكت بصمت حين عقّها شرذمة من أبنائها فظلموكم و تغافلوا، و استغفلوا، و استجهلوا الشّعب ؛ ولكنّ الله لا يغفل و لا ينام فقد رحل الظالمون بخِسّة، وذلّة، و صَغار بين فار،ٍ وخائن، ومرتزق بينما أصبحتَ رئيسا تعتزّ بك اليمن حين لم تغترّ بأعلى منصب في الدولة ،و بقيتَ ذلك النّزيه الشّريف النّظيف المجاهد. (2) بقيتَ و في روحكَ جهاز رقابة و محاسبة ما استطاع أن يميّله مال و لا شهرة ولا قصر، و بقيتَ المستأجر بيتا لأهلك و أبنائك و قد حكمتَ ثلاث سنين كانت كفيلة ببناء ثلاثة قصور على عدد سنين حكمك ( على أقلّ تقدير) لكنّك لم تكن كمن سبقك ،أولئك المجرمين الذين بنوا قصورا لهم في كلّ مكان في اليمن، و في بلدان العالم وتركوا شعبهم ينام في العراء .. و اكتفيتَ ببناء قصر لكَ عند مليك مقتدر ،و هنا كنتَ الأذكى فقصرك لك و ملكيته خالصة لك.. و ممّن ؟ من مالك الملك . قصرك خالد_ أيّها الشّهيد الخالد في القلوب التي بكت من أعماقها بحرقة ، وقهر فخسارة رجل مثلك صعبة، ولكنّ عزّاءنا أنّك لم ترحل و أنت في ملهى في اسطنبول تراقص غانية .. لم ترحل و أنت تركع وتسجد لأمريكا و إسرائيل طاعة و خنوعا و عمالة . رحلتَ و لم تقبع في شقق الرّياض و دور فتوى ذبح أنصار رسول الله ضاربا بوصية الرسول الأعظم الجدار. رحلت رجلا َ لم تلبس برقعا و لم ينل من رجولتك ديّوث من أذيال سلمان أو خنزير من حثالة إبن زايد . رحلتَ رجلا _ يا أشرف النّاس ، و أكرم النّاس ، و أطهر النّاس _ رحلتَ رجلا يمانيّا واثقا بالله لم تركع لصنم في زمن اسودّت ركب العملاء من كثرة ركوعهم للمعتدين. (3) سيّدي الرئيس: أفلا نبكيك و قد بكتكَ السّماء؟ ألا نبكيك و قد بكاك رجال صدقوا عهدهم حين تخرّجَت على يديك دفعة تلو دفعة و هم كتائب موت أحمر للغازين وزمجرة جحيم محتوم يلاحق المحتلين إلى أوكارهم و يخبرهم أنّهم فراغ . و لأنّك رجل تآمروا عليك ليقتلوك ؛ فنِلت َما تمنّيته شهادة أغاضتهم ..حتى تمنوا أنهم مافعلوا . صمّاد : و أنت الذي اخترق بكلماته المأثورة جدار كلّ أصمّ من القلوب فمَلك القلوب فبكته قبل العيون ..بكتك مواطن ومواقع و مواقف الرجال و متارس المواجهة.. اشتاقتك العزّة والشّهامة والكبرياء.اشتاقتك حروف في كلمات من ذهب أنارت فكشفت سوأة روح الأعراب من بني سعود و آل زايد وهم الذين يجنّدون أشباه رجال ينهزمون أمام رجالك الشعث الغبر .. فيوجه ابن سلمان و ابن زايد كلّ الإهانة لمرتزقتهم ويمسحون به بلاطهم وإن سئموا منهم قصفوهم و تخلّصوا منهم بإحراق شخصياتهم في كلمة أو لقاء تلفزة على شاشات العربية والحدث. (4) سيدي .. لو تمنّى طير أن يخبّر عنك لكان هدهد سليمان ذلك الطّير الذي سيحمل حروفك و يلقيها على العالم قائلا :( بسم الله الرحمن الرحيم ).. إنّه من أولي القوّة و البأس الشّديد..بأنّ صمّاد هو رمز الوطنيّة .. و مشعل الحميّة و إنّه من رجال لن ينساهم تاريخ الزمن و العصور ..و ستدرسهم الأجيال في مناهج الوفاء في مادة التّربيّة الوطنيّة. سيدرسون فيك حنكة القائد و مجد الرئيس الذي ترأّس في أحلك زمن تمرّ به اليمن.. فكان القلب الكبير الذي اتسع لكلّ اليمنيين بمختلف إنتماءاتهم و توجّهاتهم ..و أطيافهم و قد احتواهم برحابة و صبر قلّ نظيره و نَدُر.. أيّها الشّهيد الرّئيس الصّمّاد: استمعتُ إلى خطاباتك.. و تتبّعت كلماتك ؛ فأذهلني ذلك الكمّ الهائل من عشقك للنّور ..و قد قُدّر لي أن أراكَ حقيقة و وجها لوجه في لقاء شخصي وفي أكثر من فعالية رسمية .. ولن أبالغ لو أخبرت بأنّي رأيتُ الجنّة في سموّك وضاءة وعفّة. سيّدي : مهما كتبتَ فلن أفيكَ فلتسمح لي بالانسحاب بدمعاتي و آلامي وأهاتي واحزاني بعيدا فأنا لم أزل في عالم الأموات الذي ما ارتقى إليكم أيّها الأحياء (عند ربكم ترزقون.) سلام عليك يااخر.. الانقياء .. والاوفياء..والعظماء .. سلام عليك يوم ولدت ويوم لقيت ربك ويوم تبعث حيا . وسلام على المؤسس الذي خرج من مدرسته رجل مثلك . وسلام على القائد الذي قال : قدوتنا الصماد . وسلام على كل شهداء المسيرة والوطن } رئيس تحرير مجلة الجيش