في عدد يوم الأحد الماضي ترجمنا ما تسير من مفردات لغة «جمهورية صفرانيا الوسطى» الفافية والبربرارية وهي نسبياً سهلة كون معظم مفرداتها مأخوذة من اللغة الحميرية اليمنية القديمة وانا قد دونت 1960 كلمة من كلمات لهجة المناطق الوسطى منطقتي وهي غير موجودة في اللغة العربية مثل «مختت» معناها منذهل- «مطهق» معناها فاتح فمه- «خوه» معناها مغارة صغيرة في الصخرة او الصخور- «مشام» معناها طلح- «نقطة» معناها ضفدعة.. إلخ.. عودة الى الموضوع اتضح لي في الحلقة الماضية ان المفردات الفافيه توصف الوهابية السعودية والمفردات البربرية توصف الصهيونية العالمية وكلها من لغة صفرانيا الوسطى ادخلها مراد ضمن اللغة الصناعية الجديدة وهي تؤدي الغرض المراد وتوصف سلباً الوهابية والصهيونية, أما مفردات هذه الحلقة لا يوجد فيها اي كلمة من لغة صفرانيا الوسطى لذلك فهي صعبة نسبياً وهذه هي المتبقي من المفردات الفافية:» فانتا الفتاتا فرفراتا». « فانتا فيتالس فورد» هو أول بريطاني أرسلته انجلترا عام 1927م إلى نجد لتشكيل افكار الشاب محمد عبدالوهاب حسب ما رسمته بريطانيا وفي عام 1744م شكل محمد عبدالوهاب ثنائي قوي مع محمد سعود فالاول ينشد حماية دعوته والثاني بحاجة الى غطاء ديني لبسط نفوذه وهكذا مرت السنوات بالعديد من الاحداث بصفحات سوداء تعكس في سطورها كيفية تجنيد الوهابية السعودية في خدمة التوجه الصهيوني على حساب مستقبل ومصالح الدول العربية وتلخصت معاني بقية المفردات الفافية الى القول: ان الوهابية السعودية فكر تدميري له تأثير مباشر وغير مباشر على الدول العربية والاسلامية وتعمل الوهابية السعودية على خدمة أمريكا «باوضاع مختلفة» ملاحظة: مشروب فانتا تسمية حديثة سعودية تيمناً بصاحبهم البريطاني عام 1727 م عودة الى الموضوع وفي مفردات اللغة الصناعية البربرية كشفت سيطرة اللوبي الصهيوني على أروقة الإدارة الأمريكية وبعض دول اوروبا الغربية والشرقية وامتلاك الصهاينة للمال والإعلام وشركات عابرات القارات «الكسرسيوم» وغسيل الأموال وغيرها.. كما اشارت الى ان الصهيونية رديفة للعجرفة والغطرسة والغرور. كما اوضحت ان الرئيس الأمريكي الحالي «ترامب» خدم ويخدم الصهاينة أكثر من اي رئيس أمريكي سابق. فهدف ترامب الأول خدمة اسرائيل والهدف الثاني خدمة اسرائيل والهدف الثالث لن يكون غير خدمة اسرائيل. ان التجربة المرادية في اللغة الصناعية الجديدة تبشر بخير لكن وجب مقارنتها بالمحاولات العالقة لابتكار لغة عالمية واحدة حيث تعبت كثيراً بالبحث عنها لكنني وجدتها اورد بعضها ادناه وقبل ذلك استعرض التساؤل الذي اطلقه د.احمد ابو زيد وعقب عليه د. شعبان عبدالعزيز عفيفي. في العدد رقم 542 من مجلة العربي الكويتية الصادرة في شهر يناير 2004م وفي مقال بعنوان» هل تقوم لغة عالمية واحدة»؟ تناول د.أحمد ابو زيد موضوع انتشار اللغة الانجليزية وقال:» ان ذلك لا يتعارض مع استمرار وجود عدد لا بأس به من اللغات القوية واحتمال ظهور قوى جديدة. وأشار الكاتب الى ان هناك بعض الجهود تبذل من أجل «اختراع» لغة عالمية واحدة تتناسب مع استخدامات الكمبيوتر والأنترنت وتتميز بالسهولة والبساطة». ما اوردته اختزل من العربي لبعض ما جاء في مقال الدكتور أحمد ابو زيد. وبعد أكثر من عام وبعدد المجلة الكويتية العربي العدد رقم 557 الصادرة في شهر ابريل من عام 2005م كتب الدكتور شعبان عبدالعزيز عفيفي تعقيب على نظيره وناقش النقطتين اللتين تناولها ابو زيد وهما: انتشار اللغة الانجليزية على الساحة العالمية و « اختراع» لغة عالمية واحدة. بالنسبة للنقطة الأولى استند د. شعبان الى التقرير الذي اصدره المجلس الثقافي البريطاني منذ بضع سنوات الذي كتب مقدمته الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا وورد بذاك التقرير:» انه من المتوقع ان تظل اللغة الانجليزية اللغة العالمية الأولى في القرن الواحد والعشرين الحالي ويتوقع ان تنافسها بعض اللغات الاخرى المرشحة لأن تحتل هذه المكانة الرفيعة وهي: العربية والصينية والإسبانية والهندية. وقد ارجع الأسباب الى جملة من العوامل السكانية والثقافية والتغيرات السياسية والاقتصادية التي شهدها العالم في الوقت الراهن وينتظر ان تصل الى ذروتها عام 2050م. وفيما يخص النقطة الثانية وهي: «اختراع» لغة عالمية واحدة اوضح الدكتور شعبان عبدالعزيز عفيفي في نفس عدد مجلة العربي رقم 557 لشهر ابريل 2005م محاولات بعض العلماء وضع لغات عالمية تساعد على الغاء الحواجز بين الأمم والشعوب وتعمل على تعزير التفاهم وزيادة الاتصال بينها. وقد بلغ عدد محاولات بعض العلماء وضع لغات عالمية اكثر من مئة محاولة حسب قول د.شعبنا واضاف:إلا أن اشهر هذه اللغات «الصناعية» ثلاث وهي: اسبيرانتو اي الأمل وقد اخترعها طبيب العيون البولندي لودفيج لازاروسي زامنهوف عام 1887م واشتق قواعدها ومفرداتها من اللغة اللاتينية واللغات الأوروبية المعاصرة. “ فولابيك”- اي اللغة العالمية- وقد اخترعها رجل دين من ولاية بافاريا الألمانية يدعى يوهان مارتين شلاير عام 1879م. “ايدو” وقد وضعها مجموعة من العلماء عام 1907م. إلا أن جميع هذه المحاولات قد باءت بالفشل, ولم تستطيع اي منها ان تحل محل اللغات الوطنية, أو أن تصبح اللغة الموحدة للاتصال والتفاهم” راجع مجلة العربي العدد 557 ابريل 2005م ص 170-171, عزيزي القارئ الكريم لاحظ الاستقراء اعلاه الذي سطره د.شعبان عفيفي ورأيت تدوينه هنا كمعلومات جيدة لمحاولات اختراع لغة “شغل يد” قصدي لغة عالمية واحدة وتلك الاختراعات التي تمت في القرن الماضي هي من الحالات النادرة.. كان أفضلها واشهرها الثلاث المذكورات قد باءت بالفشل فكيف الحال للباقيات الراسبات؟! يتبع العدد القادم