مع إطلالة رمضان يتساءل كثير من المرضى والمعانين من الجهاز الهضمي فيما اذا كانوا يستطيعون الصوم أم لا؟ وفيما اذا كان صيام رمضان يفاقم من اعراضهم أم لا؟ ولا يخفانا علماً بأن الصوم يوفر راحة كبيرة للجهاز الهضمي ويمكنه بالتالي من التقوية والتجدد , ولكن يتعرض كذلك لاضطرابات بسبب تحولات في الافرازات المعدية كما تؤكد ذلك لبعض الدراسات مثل ارتفاع في إفراز الحموضة المعدية وفي عمل البيبسين مقارنة مع الفترة ما قبل رمضان .يشار ايضاً خلال فترة الصيام إلى غياب الدور الذي تلعبه عادةً المواد الغذائية في تعديل نسبة الحموضة المعدية. وفي هذا العدد نستعرض عن بعض أمراض الجهاز الهضمي اتمنى ان توصل النصيحة العلمية لكل القراء الاعزاء ولا سيما في هذا الشهر الكريم لأنه يعتبر إجازة للجهاز الهضمي ولكن المؤسف حقاَ ان يُتخم الكثير منا نفسة عند الإفطار بشتى انواع الطعام والشراب فيحول سعادة المعدة والأمعاء الى تُخمة وعناء. إذاَ من مشاكل الجهاز الهضمي :- اولاَ/القولون العصبي : حيث يعتبر حالة مؤقتة تتعامل فيها المعدة مع الأطعمة بشكل كبير بالحالة النفسية للشخص من قلق او توتر, ويزيد القولون العصبي بالتدخين إضافة إلى بعض الاطعمة كالمخللات والفلفل والاطعمة الحارة وحتى الشاي والقهوة والنسكافية. العلاج: لا يوجد اي علاج يشفي او يزيل الاصابة بالقولون العصبي ولكن العلاجات المتوفرة تقلل من أعراضه كالتقليل بالألم والشعور بالانتفاخ , ولكن إحدى افضل الحلول للتغلب على مشكلة الغازات الناشئة هو التدرج في تناول كمية من الالياف واستخدام المسكنات لتقلل الانتفاخ الحاصل للمعدة كذلك الابتعاد عن القلق والتوتر والاطعمة المسببة لتهيج الجهاز الهضمي مثل الاطعمة المقلية والدهنيات والمخللات والاطعمة الحارة. ثانياَ/الإسهال : تتمثل أعراضه في حدوث تقلصات وحركة غير طبيعية وألم مفاجئ وهي المعانة التي يمر بها الكثيرين بعد الافطار, ويُعرف الاسهال علمياَ بانة تكرار عملية الاخراج او سيولة في البراز. ويحد ث الإسهال بسبب انواع البكتيرياء كالسلمونيلا والنشِجيلا وبعض الفيروسات والتلبك المعوي نتيجة نوع معين من الاطعمة او الادوية. العلاج: يعتمد على حدته وسببه فان كان نتيجة ميكروب يتم فحص البراز وبعدها يتم اعطاء الدواء كالمضادات الحيوية والفيروسية بالإضافة الى تعويض الفاقد من السوائل بالمحاليل الطبية في الحالات الشديدة اما عند الحالات البسيطة فننصح بأكل النشويات كالأرز, والبطاطس, وشرب كمية كافيه من السوائل من المياه والعصائر . ويمكن الوقاية من الاسهال من خلال غسل اليدين, والأطعمة والحفاظ الجيد على سلامة الأطعمة كما ينصح عند تناول الاطعمة والحفاظ الجيد على سلامة الأطعمة كما ينصح عند تناول الاطعمة بعد الاسراف في الطعام من حيث الكم, والنوع والابتعاد قدر الامكان عن الاكلات الدسمة والثقيلة . ينصح المريض المصاب بالإسهال بالإفطار وخاصة اذا كان الاسهال شديدا فلا يستطيع المريض الصيلم لعدم قدرة الجسم على تعويض ما يفقده من سوائل واملاح بسبب الاسهال واذا صام المصاب بالإسهال فقد يصاب بالجفاف وهبوط في حفظ الدم او يصاب بالفشل الكلوي. ثالثا/الامساك : يعرف علميا بانه صعوبة في الاخراج, او قلة عدد مرات الاخراج , وما يحدث في الامساك هو ضعف في حركة الامعاء , او قلة الماء في البراز مما يسبب صعوبة الاخراج ويعتبر الامساك من اكبر مشاكل الجهاز الهضمي في رمضان. *أسبابه كثيرة منها :- - عضوية كضيق الامعاء او اورام القولون وبعد العمليات. - وهناك من الادوية ما تسبب الامساك . - اضافة الى خلل في بعض العناصر في الجسم كالسكر , او الكالسيوم , او الإفرازات الغدة الدرقية وغيرها. العلاج: - تناول وجبة الافطار على مرحلتين كذلك تناول الفاكهة قبل السحور. - عدم الاكثار من المقليات والوجبات التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون واستبدالها بالخضروات والوجبات التي تحتوي على نسب عالية من الالياف . - تناول الطعام بتمهل والقيام بمضغة جيداً. - شرب كميات كافية من الماء بين الوجبات . - شرب الينسون بعد الافطار حيث يعتبر ملين ويقلل من الامساك . - عدم الافراط في شرب الشاي والقهوة. - يفضل عدم النوم مباشرةً بعد الافطار. - ممارسة التمارين البسيطة لان قلة الحركة من العوامل التي تسبب الامساك . - استخدام الملينات التي توصف من الصيدلية عند الحاجة اليها . رابعا/ حرقة المعدة : قد تتفاقم الحرقة التي يشعر بها المريض نتيجة لرجوع حمض المعدة في الجهاز الهضمي خلال الصوم لذلك فان التوصيات بخصوص صيام الاشخاص الذين يعانون من الحرقة تكون فردية بشكل بحت. العلاج:- باستطاعة معظم مرضى حرقة المعدة ان يصوموا دون اي مشكلة في حال كان بإمكانهم التحكم بالأعراض من خلال تناول حبة واحدة من مضادات الحموضة. خامسا/عسر الهضم : هي كلمة شائعة تشمل عدداَ من الاعراض التي تعقب تناول الطعام وتشمل الالم السبطي وغازات البطن والتجشؤ والغثيان وحس عدم الارتياح في اعلى البطن وخاصة عقب تناول وجبة كبيرة , او بعد تناولها بسرعة , او بعد تناول طعام غني بالدسم او البهارات وكثيرا ما تتحسن اعراض هؤلاء المرضى بصيام رمضان شريطةَ الا تكون لديهم قرحة حارة في المعدة او الاثني عشر , او التهاب في المريء بسبب عضو اخر وشريطةَ يتجنب الافراط في تناول الطعام عند الافطار والسحور . واخيراَ فإن رمضان شهر الصيام فلا نجعله شهر الطعام ويجب ان نعيد التفكير في العادات الغذائية , والنفسية التي تسبب لنا تلك الاضطرابات ونحاول تصحيحها قدر الامكان كذلك زيارة الطبيب المختص امراَ ضرورياَ في حال شدة اي ًَ من اعراض الجهاز الهضمي. صوماَ مقبولاَ , وذنباَ مغفوراَ , وشفى الله كل مريض . كلية الطب والعلوم الصحية