اليمنيون أولو قوة وبأس شديد وهم رجال الصمود في أحلك الظروف وأصعب الأوقات عن دور القبيلة اليمنية في مواجهة العدوان ورفد الجبهات بالرجال والعتاد.. وعن أهمية الوحدة الوطنية وعظمة الانتصارات التي حققها أبطال الجيش واللجان على مدى خمسة أعوام متتالية في مختلف الجبهات الداخلية وما وراء الحدود.. وغيرها الكثير من المواضيع الهامة التي تحدث عنها عضو مجلس الشورى الشيخ محمد عايض النصيري ل»26سبتمبر» تقرأونها في الحوار التالي: حاوره: علي العيسي بداية.. نود الحديث عن دور قبيلة الحدأ في التصدي للعدوان واستعدادها وجهوزيتها في رفد الجبهات بالرجال والعتاد؟ ارحب بصحيفة «26سبتمبر» واشكر اهتمام قيادة الصحيفة وجميع العاملين فيها, وحضورها ودورها البارز في الإعلام الوطني العسكري وكل ما يهم الوطن والمواطنين.. وبالنسبة للسؤال.. أقول بأن قبيلة الحداء لها ادوار بارزة على مر التاريخ وفي مختلف المراحل.. وأبناؤها دائماً في الطليعة في الكفاح الوطني والثورات التحررية ومقارعة الاستعمار.. وقدمت في سبيل الدفاع عن الجمهورية والوحدة والديمقراطية والحرية قوافل الشهداء.. واليوم وفي هذه المرحلة الحرجة والظروف الصعبة التي فرضت على اليمن فرضاً وتم التخطيط لها مسبقاً في إطار المؤامرة الخارجية الدولية التي تستهدف النيل من اليمن ومحاولة إخضاع شعبنا العظيم ونهب ثرواته ومقدراته.. فالحداء كغيرها من قبائل اليمن وقفت منذ اللحظة الأولى ضد العدوان الخارجي, ومتجاوزة كل الإغراءات ومبررات التضليل والتغرير التي سوقتها دول تحالف العدوان.. فعندما بدأ العدوان بشن هجومه الغاشم على بلادنا كان عند المواطن اليمني بشكل عام ومن قبيلة الحداء بشكل خاص وعي وانتباه وشعور بالمسؤولية وبما يحدث ويحاك ضد الوطن وأبنائه ومخططات العدوان واستهدافه للبنى التحتية ولليمن ارضاً وإنساناً. وقد هبت قبيلة الحداء للدفاع عن اليمن ووقفت في وجه العدوان وقدمت ولا تزال تقدم قوافل الشهداء حتى تحقيق النصر المبين على قوى الشر والاستكبار واستعادة السلام والاستقرار في ربوع وطننا الحبيب. كيف تنظرون إلى الصمود الاسطوري لابناء شعبنا في وجه أعتى عدوان عرفته البشرية؟ الشعب اليمني شعب عظيم.. والتاريخ يحكي ذلك.. ومعروف عن اليمنيين أنهم أولو قوة وبأس شديد.. وهم رجال الصمود في أحلك الظروف واصعب الأوقات.. وصمود شعبنا للعام الخامس على التوالي ليس بمستغرب, فجميع اليمنيين همهم الآن هو الدفاع عن اليمن والوقوف صفاً واحداً ضد العدوان. جميع القبائل اليمنية أعلنت النكف القبلي.. ما الذي يلزم أبناء القبائل عندما يعلن النكف القبلي؟ النكف القبلي هو مشروع على شخص, وهو فرض عين على كل فرد وليس فرض كفاية.. لأن العدوان طموحه أكبر مما يعتقده البعض, وما عمله في اليمن من تدمير للبنى التحتية واستهداف للمنشآت الحكومية والمشاريع الخدمية والتنموية من مصانع وطرق وجسور ومدارس ومستشفيات ومطارات.. وايضاً استهدافه للمدنيين الابرياء في المجمعات السكنية وللاسر في الاسواق والاحياء وصالات الاعراس والعزاء.. كلها جرائم حرب لا تسقط بالتقادم وسيحاسب عليها العدوان آجلاً ام عاجلاً. ولهذا في النكف القبلي المعنى ان المسؤولية هنا جماعية ليست على فرد أو جماعة بعينها او فئة بحد ذاتها.. المسؤولية مسؤولية الجميع والوطن والدفاع عنه والذود عن أمنه واستقراره وسيادته هو واجب على الجميع.. أعراف القبل ترفض الدخيل في أرضها.. وما يقوم به العدوان الآن هو احتلال.. ما واجب مشايخ ووجهاء القبائل حيال ذلك؟! دور مشايخ القبل ملموس ومشجع.. والقبيلة اليمنية هي الجيش الاحتياطي الذي يرفد الجبهات بالرجال والعتاد.. وأبناء القبائل هم آلاف المقاتلين متواجدين في الجبهات في صفوف الجيش واللجان الشعبية على حد سواء.. على مدى 5 أعوام من الحرب الضروس ضد شعبنا اليمني.. كيف كان دور القبيلة في الدفاع عن الأرض والعرض والسيادة الوطنية؟ دور القبيلة اليمنية كبير في الدفاع عن الوطن وكرامة أبنائه.. والمجتمع اليمني في تركيبته الاجتماعية هو اساساً مجتمع قبلي.. بعد تشكيل مجلس التلاحم القبلي والخروج بوثيقة العهد القبلي.. برأيكم الشخصي هل ستحظى القبيلة باهتمام القيادة السياسية ومشاركتها في بناء الدولة المدنية الحديثة؟ القبيلة اليمنية ليست متخلفة كما قد يصورها البعض فالشعب اليمني شعب واعي وشعب حضاري وشعب تاريخي, والاعراف القبلية موجودة في الشرع وفي نظم ولوائح الدولة وهي تخدم النظام والقانون ولا تتعارض ابداً مع مبادئ الدولة اليمنية الحديثة فهي رافد لبناء الدولة الحديثة والاهتمام بها من قبل القيادة السياسية يأتي في اطار الاهتمام باليمن بشكل عام.. أنتم أحد أعضاء مجلس الشورى.. ما الذي سيحققه المجلس في الفترة الراهنة ومستقبلاً من خلال اللجان المشكلة لتقديم دراسات استراتيجية لمستقبل اليمن؟ مجلس الشورى هو مجلس استشاري وفيه عقول نيرة وحكماء واصحاب خبرة في شتى المجالات.. والمجلس الان يساهم من خلال اللجان مساهمة فاعلة في تطوير الاقتصاد وارساء مداميك الامن وتعزيز جهود مواجهة العدوان واعضاء المجلس لهم دور في النزول الى مختلف الجبهات وزيارة المقاتلين ومساندتهم ورفع معنوياتهم.. ما هي رسالتكم الى المغرر بهم من مشايخ ووجهاء القبائل الذين يعملون في صف العدوان؟ انا شخصياً ادعو كل يمني مغرر به الى العودة الى الوطن والاستفادة من قرار العفو العام.. كما ادعو كل الفرقاء السياسيين الى تحكيم العقل والجلوس على طاولة الحوار لما فيه مصلحة اليمن.. وعليهم ان يكبروا ويجعلوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار لان استمرار خلافاتهم لا تخدم الا اعداء الوطن.. والحل لن يأتي من الخارج بقدر ما هو من الداخل عن طريق الحوار اليمني- اليمني.. الانتصارات التي صنعها أبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف ميادين الشرف والبطولة.. كيف تقرأونها؟ ما تحقق هو شيء عظيم أذهل العالم كله.. وما تحقق خلال الايام القليلة الماضية بالذات يعتبر بحد ذاته انتصاراً وتحدياً كبيراً واختراقاً استخباراتياً لتحصينات العدوان وضربهم في عمقهم.. ولقد تجاوزنا المرحلة.. رغم ظروف العدوان والحصار, والامكانات المحدودة ورغم تحالف دول العدوان واستخدامهم احدث الاسلحة وانفاقهم المليارات في حربهم العبثية على اليمن, هم يخوضون حرب استنزاف.. واليمن مقبرة الغزاة والنصر حليف ابناء شعبنا الصامد الصابر وهو قريب بإذن الله.. احتفلنا مؤخراً بالذكرى ال29 لاستعادة الوحدة الوطنية.. ماذا تقول بهذه المناسبة؟ الوحدة اليمنية هي غاية كل يمني.. ولا ولن نفرط ابداً بها مهما كانت التحديات والصعوبات وكل اليمنيين يحبون الوحدة ويحرصون عليها.. ومن تنصل- وهم قلة- عن الوحدة ووقف في صف العدوان سيرغمهم ابناء شعبنا العظيم على العودة الى جادة الصواب.. ماذا عن دوركم كمشايخ فيما يخص القضايا الاجتماعية.. خصوصاً في هذه المرحلة؟ المسألة هي تخص امن الوطن.. وليس على فرد أو جماعة أو فئة بعينها, بل هي مسؤولية جماعية علينا جميعاً كمشايخ وكأعضاء مجلسي شورى ونواب.. والجميع نعمل دائماً على حل الخلافات الداخلية والمشاكل الاجتماعية واصلاح ذات البين واخماد الفتن والقلاقل وتحقيق الامن وخدمة قضايا مجتمعنا بشكل عام.. كلمة أخيرة تود قولها عبر صحيفة «26سبتمبر»؟ اكرر دعوتي لفرقاء السياسة في الداخل والخارج بأن يغلبوا المصلحة العامة للوطن بشكل عام ويقدموا التنازلات ويجلسوا على طاولة واحدة للحوار ونصب اعينهم اليمن بعيداً عن اي اعتبارات حزبية أو سياسية أو مصالح ضيقة.. لان الوطن هو للجميع ويتسع لجميع ابنائه.