أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية المرتبطة بالمعارضة، صباح الأربعاء، ارتفاع عدد القتلى إلى 60 قتيلا منذ أن اقتحمت قوات الأمن مخيما للمعتصمين أمام مقر وزارة الدفاع، الاثنين الماضي. وقال تجمع المهنيين السودانيين إن القتلى سقطوا برصاص قوات التدخل السريع، التي يقودها عضو المجلس العسكري محمد حمدان دقلو المعروف ب"حميديتي". هذا وقد وصلت المفاوضات بين المجلس العسكري والمعارضة إلى طريق مسدود في ظل خلافات عميقة بشأن قيادة المرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية ومدتها. وقد أثار التصعيد الذي يشهده السودان منذ الاثنين الماضي، قلق المجتمع الدولي، ونددت منظمات حقيقة باستهداف المعتصمين السلميين بالرصاص. هذا وكانت لجنة أطباء السودان المركزية قد أعلنت أول أمس أن عدد ضحايا فض الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم بلغ 35 قتيلا، فيما أمر النائب العام السوداني، الوليد سيد أحمد محمود، بفتح تحقيق في الأحداث. وقد حذرت المعارضة السودانية "بعض الدول العربية" من التدخل في الشؤون السودانية وطالبتها بالتوقف عن دعم المجلس العسكري الحاكم.و فشل مجلس الأمن الدولي، أمس بإدانة قتل المدنيين في السودان وإصدار نداء ملح من المجتمع الدولي لوقف العنف فورا في هذا البلد، وذلك بسبب اعتراض من جانب الصين مدعومة من روسيا. ووزعت بريطانيا وألمانيا خلال اجتماع مغلق للمجلس بيانا صحفيا يدعو الحكام العسكريين والمتظاهرين في السودان إلى "مواصلة العمل معا نحو حل توافقي للأزمة الحالية"، غير أن الصين اعترضت على النص المقترح، فيما شددت روسيا على ضرورة أن ينتظر المجلس ردا من الاتحاد الإفريقي. واعتبر نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة، دميتري بوليانسكي، أن النص المقترح "غير متوازن"، مشددا على ضرورة "توخي الحذر الشديد" حيال الوضع. وقال للصحفيين بعد الاجتماع الذي دام ساعتين: "لا نريد الترويج لبيان غير متوازن. فذلك قد يفسد الوضع". وبعد فشل مجلس الأمن في الاتفاق على إصدار بيان، نشرت ثماني دول أوروبية بيانا مشتركا أكدت فيه أنها "تدين الهجمات العنيفة في السودان من جانب أجهزة الأمن السودانية ضد المدنيين".