كثير هم المهتمون والمتابعون والمحللون السياسيون والعسكريون من معسكري الأصدقاء والأعداء مندهشون أمام صمود الشعب اليمني أمام عدوان كوني للعام الخامس على التوالي وتبلغ دهشتهم أقصاها في تحول هذا الصمود إلى هجوم رادع لتحالف هذه الحرب العدوانية الهمجية القذرة والشاملة, وكان عليهم ان يدركوا ان هذا هو الشعب اليمني العظيم الذي يستحق كل ما يصنعه اليوم من انتصارات أشبه بالمعجزات من ارثه التراكمي الحضاري التاريخي العريق الذي عرف به على مر الزمن بأنه يرفض الظلم ولا يقبله مهما كانت التضحيات لنفسه ولغيره.. لهذا لا ينبغي الاستغراب والاندهاش من مواجهته على هذا النحو لتحالف المعتدين عليه والذين يشكلون الاقوى مالياً وعسكرياً في عالمنا المعاصر, ومع ذلك يلحق بكل هذه القوى المتعجرفة المتغطرسة المستكبرة الهزائم المريرة والاخفاقات المتواصلة.. مسقطاً رهانات مشاريعهم التدميرية الاحتلالية التقسيمية.. انه الإيمان والإرادة والشجاعة مضاف إليها الذكاء الفطري والوعي التراكمي الحضاري, وقبل هذا كله أنه شعب لا يحارب إلا من أجل قضية عادلة, وليس هناك أعدل من قضيته إذا ما استثنينا قضية الشعب الفلسطيني المتآمر عليه من الأنظمة العميلة صنيعة الاستعمار القديم والجديد واداته لتنفيذ مشاريعه الإجرامية ضد شعوب أمتنا العربية والإسلامية وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني وشعبنا اليمني الذي سيكون انتصاره بداية النهاية لتلك الأنظمة الرجعية الخانعة والخائنة لشعوبها وأمتها. وهنا نقول بثقة أن اليمانيين وفي طليعتهم أبطال الجيش واللجان الشعبية هم اليوم لا يواجهون عدواناً تقليدياً بل يواجهون أعداء العرب والمسلمين والإنسانية كلها. اليوم هذا الشعب المستضعف يتمكن من أنجاز ما عجزت عنه دول لا يمكن مقارنة امكانياتها بأمكانياته البسيطة, فقد استطاع بعد أربع سنوات من العدوان الإجرامي الوحشي غير المسبوق والحصار الجائر أن يتحول من وضعية الدفاع إلى وضعية الردع الاستراتيجي.. انه التحول لمواجهة هذا العدوان الكوني الباغي والظالم وهو التحول المجسد لقدرات الشعوب المؤمنة التي تملك الإرادة والشجاعة الواعية والرؤية الصائبة ان تهزم قوى الشر مهما كانت.. ومثل هكذا تحول استراتيجي يفتح طريق النصر لأمم وشعوب مظلومة أخرى.. قهرنا المستحيل وانتصرنا في الماضي والحاضر وسنقهر المستحيل في المستقبل.