نظمت دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة حفل توقيع كتاب «تاريخ اليمن مقبرة الغزاة»، تأليف نائب رئيس الدائرة لشؤون الإعلام نائب رئيس تحرير «26سبتمبر» عبدالله بن عامر. تناول الكتاب في جزأين مراحل الغزو على اليمن خلال 2000 عام بدءا من الغزو الروماني سنة 25 قبل الميلاد وحتى 30 نوفمبر 1967م, وطرق ووسائل المقاومة اليمنية لدحر الغزاة والأساليب العسكرية التي اتبعوها وفقا لظروف كل مرحلة ملحقين بالغازي هزائم كبيرة. واحتوى الكتاب على عدة فصول شملت، الغزو الروماني والحبشي والعسكرية اليمنية والإمبراطورية الساسانية والإسلام والدويلات المستقلة والغزو البرتغالي والمملوكي والعثماني والبريطاني للجزر اليمنيةولعدن وكذا الغزو التركي. وفي حفل التوقيع الذي حضره قيادات ورؤساء الشعب بدائرة التوجيه المعنوي وعدد من المهتمين، أوضح مؤلف الكتاب أنه اعتمد على التحليل في ربط الأحداث بين مرحله وأخرى وقراءة الأبعاد والظواهر لكل مرحلة من مقاربتها مع غيرها من الأحداث والتكنيكات والظروف الاجتماعية والسياسية لكل مرحله ودور القبائل اليمنية في مراحل التحرير والتصدي للأعداء وصولا إلى استعادة الدولة. وأشار عبد الله بن عامر إلى أن ما يحدث اليوم هو تكرار لمحاولات الغزو السابقة التي منيت جميعها بالفشل الذريع. وقال» الكتاب اجتهاد شخصي استند على الموروث الثقافي والنقوش وعشرات المراجع».. لافتاً إلى أن اليمنيين على مدى التاريخ رفضوا الغزو وطردوا المحتلين وهم اليوم لن يقبلوا أي محاولات لتدنيس أرضهم أو احتلالها ونهب ثرواتها. وأكد المؤلف، التقاء اليمنيين من مختلف الانتماءات عند نقطة مقاومة المحتل .. مستعرضا نماذج من محاولات الغزو على اليمن وكيف كانت نهاية الغزاة الذين مثلوا كبريات الدول آنذاك، جراء مقاومة اليمنيين وابتكارهم لوسائل الدفاع مستفيدين من تضاريس اليمن الجغرافية التي طوعوها لصالحهم في مقارعة الغزاة. واوضح بن عامر إلى ان الكتاب يتناول “تاريخ مقبرة الغزاة.. صراع الوطني مع الأجنبي.. مشاريع السيطرة والنفوذ والإستعمار.. الضم والالحاق.. التبعية والوصاية.. مع مشاريع المقاومة الصمود والإرادة.. التدخلات الخارجية وعلاقتها بالخلافات الداخلية.. الغزو الأسباب.. الظروف.. النتائج.. الاحداث العسكرية والسياسية..تاريخنا المهدور المتكرر من الحملة الرومانية الأولى قبل الميلاد ثم الثانية في القرن الثاني الميلادي ثم التحالف الروماني الاكسومي ضد اليمن والصراع المرير الذي امتد لأكثر من ثلاثة قرون من اليشرح يحضب الى شمر يهرعش وكرب يهامن وقبلهما شاعرم اوتر ثم الوصاية فثورة يوسف أسأر يثأر فالغزو الثاني فالتحرير ثم النفوذ الساساني او ما يعرف بالاحتلال الفارسي فالمقاومة والتصدي ثم إسهامات اليمنيين في الإسلام فلمحة عابرة على الثورات ضد الامويين ثم العباسيين وذاتية الاستقلال والتحرر. كما أن الكتاب يتناول مختلف مراحل التاريخ اليمني ومنها مرحلة طويلة ومريرة مع العثمانيين الاتراك .. مقاومة تعز الحجرية وثورات امتدت من صنعاء الى عدن (جميع المناطق) ابرزها ثورة الامام القاسم بن محمد .. حتى التحرير والذي اصبحت فيه اليمن اول دولة تستقل عن الإمبراطورية العثمانية .. ثم الاستعمار البريطاني .. محاولة احتلال سقطرى ومقاومة أهلها .. الموقف المشرف لقبائل المهرة … الاعتداء على عدن ومقدمات الاحتلال ومقاومة أهالي المدينة وأبناء القبائل .. سياسة الاحتلال والانتفاضات من حضرموت الى الضالع الى شبوة وابين ولحج حتى ثورة 14اكتوبر وصولاً الى نوفمبر الاستقلال. وقال الباحث بن عامر: إنه التاريخ الذي يجب أن يُقرأ من قبل جميع اليمنيين فقد اعتمدنا في هذا البحث على أكثر من 200مرجع جمعنا من خلالها التاريخ الحربي الذي يفيد العسكريين والتاريخ السياسي الذي قد يستفيد منه الباحث وكذلك الاجتماعي والثقافي واعتمدنا ايضاً على النقوش المسندية القديمة سيما لفترات الغزو قبل الإسلام , كالمعارك ضد الاحباش والعسكرية اليمنية قبل وبعد الميلاد – أساليب اليمنيين في الحروب في مختلف المراحل التاريخية – توظيف تعقيدات الجغرافيا لكسر تفوق الغازي – الف معركة ومعركة… الخ. وأضاف: حاولنا قراءة الاحداث بشكل حيادي دون التحيز لأي جهة وتناول آراء مختلف التوجهات في كل مرحلة عدا ما كان له علاقة بالصراع بين الوطني والاجنبي فلا حياد هنا ولا مناص من الانحياز للوطن ولمن حمل رآية الدفاع والتصدي والانحياز هنا لا يعني الإضافة او التحريف بل تناول الحدث بما جاء في المراجع مع التعليق عليها فقط من خلال الربط التاريخي بين مرحلة وأخرى او بين حدث وآخر .