دائما تثبت لنا كرة القدم انها لعُبة جماعية ، وان الفنيات مجرد موسيقى تُعزف من لاعب بداخل فرقة تتكون من 11 فرداً وغيرهم احتياط ومثلهم طاقم فني وإداري ، انتهى زمن النجم الواحد الذي يشيل فريق ويحقق معه البطولات، وبجانبه اخشاب تتحرك ، اليوم غادر منتخب مصر بطولة الامم الإفريقية وبكاء جمهور مصر على منتخب هو زعيم هذه البطولة ، وبالأمس غادر منتخب الأرجنتينكوباأمريكا، وكذلك بكاء جمهور الأرجنتين على منتخبهم الذي كان زعيم هذه القارة اللاتينية ! بكاء مصر يشبه إلى حد كبير بكاء الأرجنتين ، خروج مُر للدولتين من بطولتين قاريتين ، الأول خرج من دور ال 16 والثاني خرج من دور الأربعة ، التشابه حتى في كمية الكراهية والحب ، في مصر يعشقون محمد صلاح وفي الأرجنتين يكرهون ميسي ، في مصر لديهم خشبتين محمد النني وعبدالله السعيد وفي الارجنتين اخبرونا انهم يملكون 11 خشبة ، في مصر يعتمدون على محمد صلاح حتى في حل مشاكل المنتخب ومشاكل اللاعبين الجنسية ، وفي الأرجنتين يعتمدون على ميسي في كل شيء في الفوز بالبطولات، وحل مشاكلهم الاقتصادية والسياسية مثل توقيع الاتفاقية مع الاراجواي بعد الخلاف على خليج الامازون ! كرة القدم لعبة جماعية وميسي لن يفوز بأي بطولة مع الأرجنتين مادام والكل معول عليه ، وكذلك لن ينتصر محمد صلاح مع المنتخب المصري ببطولة أفريقيا، وكل الاعتماد عليه ، وسيبكي جمهور الأرجنتين كثيرا في كأس العالم وكوباأمريكا لأن التانجو لن يرقص مرة أخرى ، وسيذرف جمهور مصر الدموع كل ما جاءت كأس الأمم الإفريقية لأن الفراعنة فقدوا سحرهم بالاعتماد على لاعب واحد!